“حماية البيئة” تؤكد عودة نباتات برية إلى صحراء الكويت بعد غيابها سنوات طويلة
اكدت الجمعية الكويتية لحماية البيئة اليوم عودة خمسة نباتات برية للظهور مرة اخرى في صحراء الكويت بعد غيابها واختفائها سنوات طويلة وعقودا مديدة وذلك بسبب موسم الامطار الوفير هذا العام.
وقالت عضو لجنة حماية الحياة الفطرية في الجمعية وخبيرة النباتات الفطرية موضي الدوسري في تصريح صحافي اليوم انه بعد موسم الامطار الوفير لهذا العام حظيت البلاد بواحات خضراء رغم تفاوت الامطار من منطقة لاخرى ما ادى الى ظهور نباتات برية مثل (شوك الجمل والقصباء والنقد والحتلة والحرمل) والتي اختفت من صحراء البلاد منذ سنوات طويلة.
وذكرت الدوسري انها قادت رحلات حقلية عدة لتصوير وتوثيق النباتات البرية بطريق الشيخ صباح السالم الصباح (طريق السالمي) وفي ظروف متفاوتة مشيرة الى رصد تلك النباتات التي عادت الى صحراء الكويت مجددا.
واوضحت ان المرحلة الاولى من الرصد كانت مع نبات (الحرمل) وهو من النباتات الطبية النادرة التي لا تشاهد كثيرا ومن العائلة (الرطراطية) وهي شجيرة معمرة متعددة السيقان لافتة الى انها شاهدت عند بداية طريق السالمي نباتا اخر نادرا شوهد اخر مرة في منطقة الشقايا منذ سنوات مضت وهو (شوك الجمل) الذي ينتمي الى العائلة المركبة وتقبل الابل على رعيها.
وافادت بأن من النباتات العائدة للظهور في البلاد ايضا نبات (الحتلة) وهو نبات رعوي من العائلة (القرنية) وكان واسع الانتشار في جال الزور وأم الرمم والدبدبة والشقايا ووادي الباطن سابقا اما الان فتوجد شجيرات عدة قريبة من المركز الحدودي مع المملكة العربية السعودية.
وقالت ان نبات (النقد) الذي ينتمي الى العائلة (المركبة) هو نبات بري نادر جدا تم رصد شجيرة واحدة منه فقط بطريق السالمي مشيرة الى ان هناك نباتات مثل (القصباء) من العائلة (الشفوية) انتشرت محليا في منطقتي وادي الباطن والسالمي ووجد الكثير من شجيراتها في منطقة السالمي.
وذكرت الدوسري انه خلال تلك الرحلات الحقلية الاستطلاعية لوحظ انتشار نبات (المسيكة) على شكل حقول صفراء مترامية الاطراف وهي ذات رائحة جميلة تجذب الكثير من الفراشات والحشرات.
وبينت ان الحيوانات تؤثر في النباتات تأثيرا ميكانيكيا مباشرا اثناء تغذيتها عليها او سيرها على الارض او عند حفر جحورها.
وأشارت الى ان تأثيرا ايجابيا عن طريق وطئها المعتدل يزيد من تغلغل البقايا النباتية عن طريق تقطيعها وطمرها في الطبقة السطحية للتربة وطمر البذور بطبقة رقيقة منها تحميها من تأثير العوامل الخارجية فضلا عن إلقاء الحيوانات كميات كبيرة من البقايا العضوية التي تكون غنية بالنيتروجين.
واكدت الدوسري ان للانسان تأثيرا سلبيا كبيرا على النباتات البرية من خلال انشاء المناطق السكنية الجديدة على الاراضي البرية دون دراسة بيئية للنباتات والحيوانات التي تعيش فيها اضافة الى الحفريات وإلقاء المخلفات والاكياس البلاستيكية التي قد تؤثر على النباتات والحيوانات من خلال سد واغلاق جحورها.
واضافت ان من اثار الانسان السلبية ايضا إلقاء انقاض المباني في الصحراء واقامة مواسم التخييم الطويلة واستخدام المواد الضارة بالبيئة كالاسمنت والسيراميك والرعي الجائر واقتلاع النباتات من جذورها دون اعطائها الفرصة لانتاج البذور.