العسكري: مفهوم “المواطنة الفعالة” يؤسس لعلاقة جديدة بين المواطن والدولة
قال أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الأسبق الدكتور سليمان إبراهيم العسكري ان مفهوم المواطنة الفعالة يؤسس لعلاقة جديدة بين المواطن والدولة من خلال مبادرة المواطن الى معالجة المشكلات التي تبرز في المجتمع دون انتظار مبادرة الدولة لحلها.
واضاف العسكري في محاضرة القاها الليلة الماضية ضمن فعاليات الدورة ال21 للموسم الثقافي التربوي للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج الموسم بعنوان (المواطنة الفعالة وعي والتزام وسلوك) ان المواطنة ليست مجرد ان يحمل الفرد جواز سفر أو هوية تحمل اسم الجنسية الدالة على الدولة التي ينتمي اليها وانما هي تطوير وتغيير للعلاقة السلبية بين المواطن والدولة نحو نمط جديد من العلاقة.
وبين ان الفرضية الأساسية لمفهوم المواطنة الفعالة تنطلق من كون ان البشر المواطنين هم أهم موارد الدولة وسبب وجودها مشيرا الى انهم في الوقت نفسه يمكن أن يتحولوا إلى عبء خطير على الدولة إذا لم يكونوا على مستوى مأمول من الوعي والادراك.
ودعا الى اعادة النظر في دور المدرسة ودور المعلم في النظام التعليمي والتربوي ليتحول النظام التعليمي الى التربية الديمقراطية التي تقوم على المشاركة الفعالة للتلاميذ في حل المشكلات دون تلقي الحلول الجاهزة.
واكد اهمية تحول النظام التعليمي نحو مزيد من حرية ممارسة التفكير النقدي دون الاقتصار على الحفظ والتلقين مبينا ان الهدف من النظام التعليمي هو تطوير وعي وأذهان التلاميذ والطلاب بما يمكنهم من التعامل الإيجابي والفعال والمسؤول مع كل المنتجات الفكرية والثقافية والإعلامية التي يتعرضون لها عبر وسائل الاتصال.
وقال العسكري ان الهدف من المواطنة الفعالة يتمثل في تمكين المواطن من المشاركة بمجهوداته في تغيير ما يراه بحاجة إلى تقويم من خلال الفاعليات المتاحة للمجتمع المدني كالعمل التطوعي وتنظيم الجهود المدنية في الاتحادات والجمعيات والأندية والتي تعمل على تنمية وعي المجتمع وتطويره وإدراكه واستجابته للمشكلات المحيطة به.
واضاف ان المواطنة الفاعلة هي نزول الفرد إلى المجال العام بهدف المشاركة والمساهمة في التغيير المأمول بفاعلية تامة والمساهمة في توجيه وفرض الرقابة المجتمعية بوسائل كثيرة كالنشر ورفع الاحتجاجات وكشف قصور الأجهزة الإدارية والفنية.
من جانبه عقب مدير المركز الأستاذ الدكتور مرزوق يوسف الغنيم على المحاضرة التي القاها الدكتور العسكري بالقول ان المواطنة الفعالة تتطلب دورا أسريا ومجتمعيا وتربويا مغايرا لما عهدناه في الوقت الماضى مضيفا ان الوقت الحالي وما نتطلع إليه من مستقبل يجتنبه كثير من الصراعات والتربصات الخارجية والداخلية بمقدرات الوطن.
وشدد الغنيم على اهمية العمل الفعلي والناشط من أجل مجابهة التهديدات التي تواجه المجتمع والوطن ودحرها مشيرا الى ان المواطنين لديهم القدرة على القيام بذلك من خلال تفعيل دورهم كمواطنين وتعزيز السلوك الوطني وتنمية روح الانتماء بسلوكيات فاعلة وأنشطة فعالة في المجتمع.