ملك اسبانيا: قيادة سمو الأمير حققت للكويت تطورا هائلا ومشاريع مهمة
استقبل جلالة الملك خوان كارلوس الاول ملك مملكة اسبانيا الصديقة صباح اليوم وفدا من رجال الاعمال الاسبان ورجال الاعمال الكويتيين وذلك في الخيمة الاميرية بقصر بيان.
وكان في استقبال فخامته رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي محمد ثنيان الغانم.
هذا وقد القى جلالته كلمة بهذه المناسبة فيما يلي نصها..
“أود ان أبدأ خطابي بالتعبير عن مدى سعادتي لوجودي هذا اليوم في الكويت.
هذا البلد الحبيب القريب الى قلوب جميع الاسبانيين والذي عودنا دائما على كرمه ومحبته وحسن ضيافته.
نحتفل هذا العام بالذكرى ال 50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا خلال نصف القرن هذا لم تنفك صداقتنا تزداد متانة لقد تمكنا من التقدم في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولطالما وقفت اسبانيا بجانب الكويت لاسيما في اصعب الظروف التي عرفتها في تاريخها الحديث.
هذه الصداقة المخلصة التي تربط شعبينا تدعونا الى ان نكون اكثر طموحا إن الوفد الرفيع الذي يرافقني اليوم للتعبير عن رغبتنا في توطيد العلاقات في ما بيننا فإلى جانب الوزراء والسلطات الرسمية المرافقة معنا اليوم ممثلون عن بعض اهم الشركات الاسبانية شركات اثبتت على مدى العقود الاخيرة في شتى اصقاع العالم وكذلك في الكويت عن تميز وجودة في الاداء.
السيدات والسادة .. لقد شهدت الكويت خلال السنوات الاخيرة بفضل قيادة سمو الامير الرشيدة تطورا هائلا حتى اصبحت مثالا للديناميكية الاقتصادية على مستوى العالم لقد وضعت الحكومة الكويتية اطارا تنظيميا لتيسير النمو الاقتصادي وبذلت جهدا كبيرا تجسد في الخطة الوطنية للتنمية فكانت ثمرة هذا العمل الدءوب النمو الذي تحقق والمشاريع المهمة القائمة والتي تود الشركات الاسبانية المشاركة فيها واضفاء افضل مساهمة عليها.
لقد عملنا معا خلال السنوات الاخيرة اسبانيون وكويتيون من اجل تحقيق تلك الرغبة في افضل الظروف وقد ساهم الاتفاق من اجل الحماية المتبادلة للاستثمارات والاتفاقية من اجل تفادي الازدواج الضريبي الى جانب ادوات اخرى في تعزيز هذا التعاون كما شكل توقيع مذكرة التفاهم في مجال البنية التحتية للمواصلات يوم امس خطوة اضافية نحو غايتنا المشتركة.
السيدات والسادة … لقد عاشت اسبانيا في السنوات الاخيرة ازمة اقتصادية تمكنا من تخطيها بفضل جهود جميع الاسبانيين الا ان الاستثمار المحلي والاجنبي اعطى الثقة الكاملة في متانة اقتصادنا ومستقبله المزدهر.
انني اشجع الشركات الكويتية على اغتنام الفرص التي يقدمها بلدنا في هذه المرحلة الجديدة كما ان العيد الخمسين لتاسيس علاقاتنا يدعونا الى الدفع قدما نحو مزيد من التعارف بين شعبينا وفي هذا المجال ايضا لدينا ما يدفعنا على تهنئة انفسنا.
مما لا شك فيه ان التعاون بين “التراث الوطني” والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في الكويت بالاضافة الى اطلاق نشاطات معهد ثرينتس في هذا البلد هما نقطة انطلاق جيدة نحو تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي في ما بيننا اننا كاسبانيين نكن احتراما كبيرا للشعوب العربية فنتألم لآلامهم ومشاكلهم ونسعد حقا لنجاحاتهم كما هي الحال بالنسبة للكويت ان المأساة التي تعيشها سوريا وهي مسألة اثبتت الكويت عن نشاطات كريمة لخدمتها وكذلك النزاع المستمر بين الفلسطينيين والاسرائيليين هما مصدر قلق عميق بالنسبة لنا كما اود الاشارة الى ان جامعة الدولة العربية ومجلس التعاون الخليجي سيتشرفان هذا العام بترؤس سمو الامير لدورتهما وسوف يتمكن سموه من خلال هذا المنصب من فرض الاعتدال والحس بالمسؤولية اللذين يميزان الكويت وبذلك سيساهم مع الشركاء في الاتحاد الاوروبي والدول الصديقة في العالم العربي وكافة الامم للتوافق والوئام في ارساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وسوف تكون اسبانيا دائما بجانبكم في هذا المسعى لاننا نتشارك الهدف نفسه.
وأختتم خطابي وكلي ثقة في ان هذا اللقاء الذي يجمعنا اليوم وهذه الزيارة التي كانت لي فرصة القيام بها الى هذا البلد الحبيب سيساعداننا في توطيد العلاقات اكثر فاكثر بين اسبانيا والكويت ولكم جزيل الشكر”.
ثم ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التجارة والصناعة الدكتور عبدالمحسن المدعج كلمة فيما يلي نصها..
“بسم الله الرحمن الرحيم صاحب الجلالة الملك / خوان كارلوس الاول ملك مملكة اسبانيا الصديقة معالي السادة الوزراء المرافقين لجلالته السادة الحضور السلام علكيم ورحمة الله وبركاته يسعدني الترحيب بجلالة الملك خوان كارلوس الاول ملك المملكة الاسبانية الصديقة في بلده الثاني الكويت أجمل ترحيب متمنيا لزيارته والوفد المرافق طيب الاقامة وان تحقق الاهداف المرجوه.
كما يطيب لي ان أشير الى العلاقة التاريخية المتميزة التي تربط دولة الكويت ومملكة اسبانيا الصديقة والتي نأمل ن تزدهر على كافة الاصعدة والمستويات.
وإن اهتمام صاحب الجلالة بهذا المنتدى الاقتصادي والذي بجمع رجال الاعمال في دولة الكويت ومملكة اسبانيا الصديقة خير دليل على الاهتمام البالغ لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا الصديقين وتطوير مجمل العلاقات الثنائية التي تجمع بلدينا الصديقين.
إن العلاقات الاقتصادية المتميزة التي تجمع دولة الكويت ومملكة اسبانيا ساهمت بشكل فعال في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين حيث بلغت في عام 2013 (325 مليون دولا امريكي).
وفي الختام أكرر ترحيبي بكم جميعا في بلدكم الصديق متمنيا ان تتوج هذه الزيارة بمزيد من النجاح والتوفيق وتحقيق مصلحة البلدين الصديقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
بعدها ألقى رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي محمد ثنيان الغانم كلمة فيما يلي نصها..
“بسم الله الرحمن الرحيم جلالة الملك خوان كارلوس الاول عاهل مملكة اسبانيا معالي الاخ الدكتور عبدالمحسن المدعج نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التجارة والصناعة اصحاب السعادة ضيوفنا الكرام الزملاء الاعزاء من دواعي سرور غرفة تجارة وصناعة الكويت واعتزازها ان تشارك في هذا المنتدى الاقتصادي الذي يزهو بحضور جلالة العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الاول ضيف وصديق حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت حفظه الله ورعاه.
كما ان من دواعي الفخر والغبطة ان احظى مرة اخرى بتمثيل غرفة تجارة وصناعة الكويت ومجتمع الاعمال الكويتي في الحديث امام الملك الضيف والوفد رفيع المستوى المرافق لجلالته والذي يضم نخبة من كبار شخصيات الدولة واصحاب الاستثمار والاعمال الذين يحملون من الرؤى والافكار والمشاريع ما سيثري حوار وفعاليات المنتدى ويسهم في تحقيق اهدافه خاصة وان انعقاده يتزامن مع الاحتفال بمرور خمسين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الكويت ومملكة اسبانيا.
من السهل ان نتكلم باسهاب واعجاب عن العلاقات الكويتية الاسبانية المتميزة من صعيد الصداقة والاحترام بين القيادتين الى مستوى المحبة والانسجام في الدفاع عن قيم الحرية والعدل بين الشعبين. ومن السهل ان نتكلم باسهاب واعجاب عن عمق البعد التاريخي وغني التفاعل الحضاري بين اسبانيا والعالم العربي. غير ان هذا يبقى كنزا مخبوء في صدر الماضي ما لم نوظفه بذكاء وحماس في خدمة تشكيل الحاضر ورسم تطلعات المستقبل.
ففي اطار مشهد الحاضر نلاحظ انه على مدى السنوات العشر 2003-2012 تضاعف اجمالي حجم التبادل التجاري السلعي بين بلدينا قرابة ثلاثة مرات ونصف المرة ليصل الى ما قيمته 610 ملايين دولار امريكي.
ونلاحظ ان اسبانيا تحمل الرقم 16 بين الدول المصدرة للكويت والرقم 23 بين الدول المستورد منها.
واذا كان من دلالات هذا المشهد تطور حجم التبادل التجاري بنسبة متواضعة فإن من دلالاته ايضا اتساع الافاق المستقبلية للتعاون بين البلدين في ميادين التجارة والسياحة والاستثمار وفي مجالات المقاولات والبنية الاساسية وبناء السفن.
ويحضرني هنا ماسبق ان ذكرته امامكم ياصاحب الجلالة من ان الاقتصاد الاسباني لم يحظ بعد بما يمكن اعتباره حصة عادلة من انشطة القطاعين العام والخاص في الكويت مقارنه بما حظيت به الاقتصادات الصناعية الاخرى. وأكرر اليوم ماسبق لي قوله حينئذ من ان المسؤولية في هذا التقصير مسؤولية مشتركة يتحمل كل من الجانبين الاسباني والكويتي قسطه منها.
كما يحمل الجانبان معا آمالا عريضة ومبررة في ان تكون هذه الزيارة الملكية وهذا المنتدى الحافل دفعة قوية في هذا الاتجاه. ومما يبشر بالخير ما لاحظناه مؤخرا من مساهمة واضحة للشركات الاسبانية في انجاز عدد من مشاريع البنية التحتية في الكويت. ومانراه من حضور واضح في هذا اللقاء لمثل هذه الشركات ذات الخبرة والمقدرة على ان تأخذ حصة عادلة في المشاريع التنموية الكويتية. واعتقد ان زملاءنا وشركاءنا من مجتمع الاعمال الاسباني على دراية ومعرفة بالفرص الكبيرة التي تتيحها لهم المشاريع العملاقة المزمع تنفيذها في الكويت خلال السنوات المقبلة بموجب خطط التنمية المتعاقبة ضمن اطار الاهداف التنموية الاستراتيجية بعيدة المدى ورؤية الكويت عام 2035.
وسيتم تنفيذ غالبية هذه المشاريع بمشاركة القطاع الخاص من خلال برامج ال (بي او تي) و(بي بي بي) التي ستحتاج الى شركاء استراتيجيين من الخارج بخبرات وامكانات وتقنيات دولية عالية. وأعتقد جازما ان بلدكم الصديق يمتلك كل هذه المقومات.
أختم بما بدأت به من شعور بالاعتزاز بهذا اللقاء راجيا لهذا المنتدى النجاح في تحقيق اهدافه المنشودة ومتمنيا من جلالتكم ان تتيحوا لنا الفرصة في مناسبة قريبة قادمة لاستقبالكم في غرفة تجارة وصناعة الكويت كي نحظى بشرف ضيافتكم ونعرب عن احترامنا وتقديرنا لجلالتكم وحبنا وتقديرنا لبلدكم الجميل وشعبكم الصديق.