الكويت تنعي ابنها البار المغفور له الشيخ صباح الناصر السعود الصباح
فقدت الكويت بالأمس رجلا من أنبل وأخلص رجالاتها رجلا قدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة وتقدم هذه الأرض التي طالما عشقها وتغنى في حبها.
رحل المغفور له الشيخ صباح الناصر الصباح وكيل وزارة الدفاع الأسبق عن عمر ناهز 64 عاما حاملا معه تاريخا مشرفا من العمل في خدمة الوطن على مختلف الأصعدة العسكرية والمدنية.
ولد المغفور له الشيخ صباح الناصر السعود الصباح عام 1950 وبدأ تعليمه في روضة المهلب ثم انتقل بعدها الى مدرسة السالمية حيث أكمل المرحلتين الابتدائية والمتوسطة لينهي عام 1970 دراسته الثانوية في ثانوية الدعية وسافر بعدها الى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الهندسة المعمارية من جامعة واشنطن.
وبعد أن أنهى رحمه الله مرحلة الدراسة عاد الى الكويت وبدأ مرحلة العمل والانجاز حيث عمل بداية كمهندس معماري في بلدية الكويت عام 1976.
وفي عام 1978 انتقل الى قطاع جديد في وزارة الدفاع وهو قطاع المنشآت العسكرية حيث ركز جهوده منذ اللحظة الأولى على تطوير العمل في هذا القطاع الحديث وتحديثه ورفع كفاءة العاملين فيه حتى تقلد عام 1988 منصب الوكيل المساعد لهندسة المنشآت العسكرية ثم أصبح وكيلا لوزارة الدفاع من عام 1998 الى عام 2008.
ولم تقف انجازات الراحل وطموحاته عند حدود العمل الحكومي فقط بل تعدت جهوده الى تسخير علمه في البحث عن كل ما ينفع وطنه ومواطنيه فجائت الحصيلة اثنتي عشرة براءة اختراع محلي وسبع براءات اختراع عالمية مسجلة في الولايات المتحدة واوروبا لعل من أبرزها اختراعه ساعة مخصصة لحكام كرة القدم والذي حصل على الجائزة الأولى في معرض اختراعات الشرق الأوسط الى جانب العديد من الاختراعات سواء في المجالات المدنية أو العسكرية.
كما يسجل للراحل المغفور له الشيخ صباح الناصر الصباح اهتمامه الدائم بالشباب وحرصه على تشجيعهم وخاصة من خلال عضويته في جمعية المهندسين الكويتية أو من خلال مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي أولت الاهتمام للأخذ بأفكار الراحل والعمل بها حتى أثمرت عن انشاء (مركز صباح الأحمد للموهبة والابداع) برعاية كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
ولن ينسى أهل الكويت موقف الراحل الشيخ صباح الناصر خلال محنة الغزو العراقي الآثم للبلاد عام 1990 حيث يسجل التاريخ انه أحد أبطال المقاومة الذين وضعوا أرواحهم قربانا لتراب هذه الأرض.
فقد انضم رحمه الله الى اللجنة الرئيسية للمقاومة الشعبية تحت إشراف سمو الأمير الوالد المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح حيث عهد اليهم في اللجنة مهمة إيصال المساعدات المالية والعينية للكويتيين الصامدين في الداخل الى جانب الإشراف على تنظيم العصيان المدني وادارة الجمعيات التعاونية ومحطات البنزين والكهرباء ودور الرعاية والمستشفيات.
كما عمل الراحل الشيخ صباح الناصر الصباح مع الشيخ علي سالم العلي والشيخ عذبي فهد الأحمد الصباح في صفوف المقاومة العسكرية السرية المنظمة ضد جنود الاحتلال حيث قام ورفاقه بالعمل على ايصال المعونات الى المعتقلين الكويتيين في السجون العراقية وتقديم المساعدات لعائلاتهم وبث الثقة بين أهل الكويت بحتمية عودة الكويت الى شعبها وعودة الشرعية اليها بقيادة آل الصباح.
ولعل هذا الدور الوطني الذي قام به المغفور له الشيخ صباح الناصر الصباح ورفاقه من أبناء الكويت المخلصين خلال فترة الاحتلال كان له الأثر البالغ في ايصال رسالة الى العالم آنذاك مفادها بأن الكويتيين جميعا حكاما وشعبا هم أسرة واحدة وجسد واحد يتداعى للدفاع عن هذه الأرض والذوذ عنها في أي وقت وضد كل خطر يحدق بها.
رحم الله المغفور له الشيخ صباح الناصر الصباح وأسكنه فسيح جناته فقد ولد على هذه الأرض ودفن في ترابها الذي طالما عشقه وتفانى في العطاء له.