العوضي يؤكد ضرورة اتباع منهجيات لاعادة تأهيل الموارد الطبيعية للمناطق المتدهورة
اكد باحث بيئي ضرورة اتباع منهجيات اعادة تأهيل وتحسين امكانات الموارد الطبيعية للمناطق الصحراوية المتدهورة في الكويت والتي تهدف الى ترشيد استخدامها وادارتها بشكل صحيح وصولا الى زيادة انتاجيتها.
وقال عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور جاسم العوضي اليوم ان الحاجة الى اصلاح المناطق المتدهورة اصبحت في الوقت الحالي ضرورة ملحة تفاديا لتفاقمها وتقليل العبء على الدولة من حيث التكلفة مبينا ان الحل يكمن في وضع منهجيات تحسن وتزيد امكانات الموارد الطبيعية لتلك المناطق فضلا عن طرق رشيدة لاعادة تأهيليها.
واوضح العوضي ان النظم الاجتماعية والسياسية والانسانية شكلت عوائق لعمليات اعادة اصلاح تلك المناطق وان الاثار السلبية للتدهور جعلت المجتمع الدولي يوقع اتفاقية دولية لمكافحة التصحر في عام 1994 تلزمه باعتماد استراتيجيات متكاملة طويلة الاجل في المناطق المتأثرة والتركيزعلى تحسين انتاجيتها واعادة تأهيلها وحفظ مواردها الطبيعية والمائية والحيوانية وادارتها بشكل مستدام.
وحول منهجية اعادة تأهيل المناطق المتدهورة والتي يجب اتباعها افاد بأنها تتمثل بتحديد طبيعة ومستويات التدهور البيئي والمراقبة الدورية لعناصر البيئة ومتابعة ورصد التغيرات الموسمية التي تطرأ عليها ورفع كفاءة وتحسين امكانات الموارد الطبيعية اضافة الى اعداد البرنامج الزمني للمراحل المختلفة من الخطة المتكاملة لاعادة التأهيل ومراقبة تنفيذ بنودها واعداد تقييم بيئي واقتصادي لمراحل البرنامج التأهيلي.
ولفت الى انه يمكن رفع كفاءة الموارد الطبيعية وتحسين امكاناتها في المناطق الصحراوية الكويتية من خلال التأهيل الذاتي وتهيئة افضل الظروف لاعادة ازدهار الكساء الخضري واسترداد التربة لعافيتها وتحسين خصائصها من خلال توفير الحماية الفاعلة بمنطقه ما دون التعامل مع مواردها الطبيعية.
وذكر العوضي انه يمكن رفع كفاءة الموارد ايضا من خلال الاستفادة الكاملة من مياه الامطار والسيول وتحسين خصائص التربة والعمل على زيادة معدلات الرطوبة فيها وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي والتوسع في عمليات التشجير وتهيئة الظروف لاعادة انتشار الحيوانات البرية مع التحكم في حركة الرواسب الريحية وحماية التربة والحد من انجرافها وتصحيح خطط استخدامات الارض.
وعن طرق التأهيل الذاتي للتربة افاد انها تتمحور حول زيادة مسامية ونفاذية التربة الصماء والمنضغطة لزيادة معدلات التسرب الرأسي لمياه الامطار فيها وصيانة وتنمية التربة والحد من انجرافها مائيا وريحيا وتنمية المصادر المائية من خلال الاستخدام الامثل لمياه الامطار والسيول اعتمادا على التقنيات المبتكرة لحصر المياه.
وقال العوضي ان اعادة ازدهار وتنمية الغطاء النباتي بعمليات نثر البذور في التربة المناسبة خلال موسم الامطار والتوسع في عمليات التشجير وزراعة الاصناف النباتية الملائمة والتعامل مع ظاهرة التصلب السطحي بأنواعه وادارة بيئة المراعي مع مراعاة حدود المقدرة أو السعة الانتاجية للاراضي واعداد خطة لادارتها لتخفيف الرعي الجائر هي من طرق اعادة التأهيل الذاتي للتربة.
واضاف ان ادارة بيئة المراعي تتم من خلال عمل دورة رعوية او التناوب الرعوي الموسمي في بعض المناطق المسموح الرعي بها لفترة قصيرة ويفضل ثلاثة شهور في العام ومنعه بعد ذلك لتستريح الارض واعطاء النبات فرصة اكمال دورة حياته.
واكد اهمية التحكم في اعداد الماشية في المناطق الرعوية بشرط الا يزيد عددها عن الحمولة الرعوية و دعم ومساندة مشاريع التحريج والتوسع في الرقعة الخضراء للتقليل من عوامل التدهور خصوصا في المناطق التي وصل فيها الاتلاف درجة قريبة من نقطة الحسم وسن التشريعات الكفيلة بحماية الاراضي الرعوية.
ولفت الى ضرورة تطوير الكفاءات المتخصصة في مجال ادارة المراعي والعمل على تشجيعها وتدريبها بصورة مستمرة ومساندتها بكافة الامكانات والسبل وزيادة الوعي البيئي وتكثيف الجهود الرامية الى تخفيف العبء الناتج عن الرعي الجائر والاستخدامات الضارة للموارد الطبيعية المتجددة.
واكد العوضي ضرورة الاخذ بالاعتبار الاهتمام بالعناصر البيئية وعدم ازالة النظم الايكولوجية ومكوناتها الاحيائية النباتية والحيوانية المتكيفة مع البيئة المحلية عند دراسة الجدوى الاقتصادية لمشاريع اصلاح تلك الاراضي المتدهورة نظرا الى الدور الذي تلعبه هذه النظم في التوازنين البيئيين المحلي والاقليمي