الوطن تشرق مجدداً.. وستكشف كل ظلامكم
منعتم صدور «الوطن»، ومنعتم صدور «عالم اليوم» لأسبوعين كاملين دون أدنى مراعاة لأساسيات المهنة والإعلام، ودون اعطائنا أي حق في الدفاع عن النفس ودون أن تشعر وزارة الإعلام بأي حرج أو مسؤولية تجاه جمهور قراء ومتابعي ومعلني الصحيفتين.
وبعدما تم تنفيذ هذا الأمر الذي صدر بموجب تحريض غير منصف بل متحامل تنبعث منه روائح الاستقصاد من وزارة الاعلام التي صارت – مع الأسف – ذراعا رديئة تنفذ أوامر متنفذين لضرب وسائل الاعلام التي لا ترضخ بدلا من ان تكون عونا للاعلام والاعلاميين.
من حقنا اليوم بعدما تنفسنا طعم الحرية من جديد ان نتساءل ونحن بين يدي قرائنا عن الاسباب والدوافع والفوائد التي جنتها وزارة الإعلام.. ومحرضوها.
هل اختلفت الحياة في الكويت بعدما أغلقتم الصحيفتين؟ هل صارت الامور أفضل؟ هل صار البرلمان أفضل؟ هل صارت الحكومة افضل؟ هل تحسنت الخدمات؟ هل قفزتم بالمستوى الطبي في البلاد؟
هل بدأت الكويت تصدير الورد الى هولندا.. والسيارات الى الولايات المتحدة وألمانيا واليابان؟
والسؤال الأهم: هل زادت ثقة الناس بكم أم انعدمت؟ وهل تمكنتم خلال فترة التغييب القسري من إقناع الناس فيكم؟ وهل اقتنع الناس بأن عمر الحكومة سيكون أطول؟ هل تحقق كل ذلك أم مازلنا نجتر فشلكم في ادارة دولة حباها الله بثروة هائلة وتعداد سكاني محدود، لكن البلد ابتلي بحكومات عاجزة وبرلمان مكسور الجناح رهن نفسه بيد حكومة إذا لم تقدر على تحقيق النجاح تحاول إسكات من يخبرها أنها «فشلت» في أداء المهمة والامانة؟!
لقد تفاقمت الاوضاع السياسية في البلاد نحو الاسوأ بتسارع ملحوظ جدا، وتلاحقت الاستقالات من مجلس الامة الذي صار ألعوبة في يد حكومة لا تعرف طريق الانجاز.. رئيس مجلس الامة لاحظ الجميع امس مدى ارتباكه ومحاولات دفاعه وتبريراته الواهية تجاه الاستقالات المتلاحقة هروبا من «عار التبعية» وتنفيذ «أوامر» مجلس الوزراء.
هل تدركون كحكومة.. وهل تدركون كنواب خصوصا من ارتهنوا أنفسهم ومصائرهم بمصير الحكومة، ووضعوا تلابيبهم في يدها.. هل تدركون في أي عصر نحن؟
ان الامر بوقف الصدور مكننا من التحلل من الكثير من الاعتبارات والالتزامات، وأوصلنا إلى مرحلة (الوجه من الوجه أبيض)، علماً بأنه لم يوقف وصول المعلومة الى الناس ولم يحجب الحقيقة، بل كان حافزاً ودافعاً لدى الكثيرين للبحث أكثر وأكثر، والسؤال أكثر وأكثر عن الحقائق التي تريد الحكومة وأطراف في المجلس وخارج المجلس اخفاءها.
والآن.. بعدما اتممنا فترة الايقاف القسري، وهي فترة بمثابة وسام شرف لنا مثلما هي وصمة عار على الإعلام، من حقنا ان نتساءل.. ماذا استفدتم؟ هل تحقق لكم شيء من مآربكم؟.. هل تظنون اننا سوف نحيد عن مبادئنا؟ أو ترتعد فرائصنا؟ وهل تظنون أن تعطيل «الأم» وهي جريدة «الوطن» يمكن أن يمنعنا من الاستمرار في أداء واجبنا الإعلامي عبر جريدة «الوطن» الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر «تلفزيون الوطن»؟
كما نسأل الإخوة النواب، خصوصاً ممن عبروا عن رفضهم لما جرى مع «الوطن» ومع «عالم اليوم».. هل ستتركون هذه المادة في قانون المطبوعات والنشر ليعبث بها وزير الإعلام كيفما قدروا له أن يعبث دون رادع أو حتى اعطاؤنا حق الدفاع عن النفس؟
نصيحتنا الى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.. ونصحيتنا الى البرلمان الذي وضع تلابيبه بيد الحكومة:
الناس لن تحترمكم إلا بعملكم وإنجازاتكم.. أما قمع من يكشف لكم خطاياكم فهو ليس أكثر من أسلوب الفاشلين ممن يصمّون آذانهم عن الحقيقة التي تزلزل الارض من تحتهم اليوم.
أخيراً.. شكراً لكل قرائنا الأوفياء الأعزاء.. شكراً لكل قوى المجتمع المدني وكل الشخصيات التي ساندتنا.. شكراً لكل من لم يعجبه القمع، ونعدكم.. أننا على العهد باقون.
«الوطن»