ومضات للرشد والصفاء الوطني
يوما بعد يوم وموقف اثر موقف يثبت النائبان علي الراشد وصفاء الهاشم لحد اليقين رشد وصفاء قراراتهما ومواقفهما الوطنية التي لا تشوبها البتة حسابات التكسب او التنفع انما هي قرارات ومواقف كل همها ومحور حساباتها مصلحة الكويت وأهلها ولو على حساب ذاتيهما..
فالنائب علي الراشد عرفته مواطنا ووكيل نيابة وقاضيا ونائب او وزيرا ورئيس لمجلس الأمة ونائبا، والآن مواطن (عمليا) هو علي الراشد لم يتغير ولم يتكبر، اخلاق وأدب جم وإخلاص بالعطاء وطوال مسيرته، لم يصغ مواقفه أبدا صياغة تحقق مصلحة شخصية او لتكسب اصواتا اضافية.. بل كان جريئا في كل ما يحقق المصلحة الوطنية ولم يمسك العصا من المنتصف قط، ولم يتخذ موقف الحياد في اي أمر يتعلق بالشأن الوطني أبدا.. ولن يغيب عن الذاكرة الوطنية مواقفه بل وحمله للواء التصدي للهجمة الإخوانية فيما سمي بالربيع ومن سار خلفهم «بعلم او جهل».. فشكل جبهة شعبية عريضة تمكنت من دحرهم وتشتيت جمعهم، الا انه بمجرد انتهاء المعركة وانتصار الكويت وأهلها وهو على كرسي رئاسة مجلس الأمة دعا للمصالحة الوطنية، سعيا لاستعادة اللحمة الوطنية.
وأمس الاول رجوت ربي أن يتخذ القرار الذي أراه الصائب بالاستقالة من هذا المجلس فلم يخيب ظني واعتقد لم يخيب ظن الكثيرين من محبيه.. ورغم فرحتي بالقرار الا انه صدمني واحزنني بإعلان قرار اعتزاله العمل النيابي.. بالرغم من انني اعلم أنه زاهد في الكرسي النيابي منذ انتخابات المجلس المبطل 2 فقد كنت احد الذين ضغطوا عليه للترشح لتلك الانتخابات لدرجة الاجبار.. بل انه اعلمني قبل ايام برغبته الاعتزال ولكنني ضغطت عليه لأن يؤجل التفكير في الأمر لحين الانتخابات القادمة وعندها يحلها سبحانه..ولكن عندما اعلنها بعدما اعلن الاستقالة صدمني لدرجة إصابتي بالدوار فلم استطع قراءة بيان الاستقالة الا بشق الأنفس..بسبب شعور تملكني بالخوف من خسارة وطني لعطاء رجل مخلص بمواصفات الراشد ما اثار هواجسي التي كانت تتبارى بالظهور بين ثنايا سطور وحروف البيان.. وهي مازالت تساورني.
اما القصة والحكاية التي أسماها الله صفاء الهاشم فذلك موال وطني آخر، فهي رغم بساطتها وخفة دمها وأنوثتها فإنها بمائة رجل.. فإنني ورب الكعبة كنت أستبشر بها خيرا قبل أن اعرفها عن قرب، وتشرفت بدعمها في انتخابات المبطل 1 ورغم أن لي نظرة وفراسة في تقييم الأشخاص قل خطؤها، إلا أنني وفي هذا المجلس الحالي فاجأتني بسخاء وجزالة عطائها الذي فاق توقعاتي بل وآمالي فأداء الواجب في ظل مثل هذا المجلس الذي ارتمى في حضن الحكومة بكل سوءاتها وخطاياها بحق الكويت وأهلها.
وحتى هجمة البعض لاستهداف الهاشم بكل شاردة وواردة، ورغم هذا الضغط الا انها كانت بطلة وفارسة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى، وأدت واجبها غصبا وتبنت قضايا الكويت وأهلها وامالهم وتطلعاتهم وأتت بالحلول الناجعة لها بجرأة وشجاعة قل نظيرها رغم القمع والاضطهاد من قبل الأغلبية وحرمانها من ادواتها الدستورية في اريحية التعبير عن رأيها في مجلس الامة، وعدم الرد على معظم اسئلتها البرلمانية ولكن عندما رأت السيل قد بلغ الزبى بشطب اهم ادوات النائب الرقابية وهو الاستجواب ورغم انه ليس استجوابها الا انها اتخذت القرار الصائب والمبدئي دفاعا عن الدستور وحق ممثلي الشعب في الرقابة فكانت فارسة في مواجهة القمع والطغيان وفارسة باتخاذ قرار الاستقالة بعد ان تدمرت ادوات ممثلي الامة التي كفلها الدستور..فأصبحت بحق وحقيقة فارسة المجلس وايقونة عطاء المرأة الكويتية.
هذه ومضات سريعة لما يمكن ذكره في هذه العجالة من عطاء ورشد وصفاء مواقف النائبين علي الراشد وصفاء الهاشم الوطنية.. ولهما اقول شكرا من اعماق ضميري الوطني على قرار الاستقالة.. وأتوجه لأبي فيصل برجاء اعادة النظر بقرار الاعتزال من العمل النيابي فلا زال الوطن بحاجة لعطاء ابنائه المخلصين..
باسل الجاسر
جريدة الأنباء