إكرام الميت دفنه
الشاعر صنيتان المطيري له أبيات جميلة تعبر عن واقع الحال:
يا صاحبي ما عاد لي فيك حاجة
ماني على خبرك سواليف ومزوح
جرح مع الأيام يلقى علاجه
وبعض الجروح علاجها نزعة الروح
يقول المثل.. الكثرة تغلب الشجاعة.. وهو ينطبق على مجلس الأمة الحالي الذي غالبيته في جيب الحكومة بل ان بعض الاعضاء يدافع بشدة عن الحكومة ويستميت في دفاعه.
ان هذا المجلس قد فقد مصداقيته وكذلك فقد شعبيته في الشارع وداس في بطن الدستور وغسل شراعه!!. ان نظام الصوت الواحد قد اثبت فشله والتجربة أكبر برهان فقد افرز اعضاء لا يحلمون بالعضوية وأكثرهم قد انكشفت اطماعه.
لا يخفى على احد ان الاستجواب الذي قدمه الاعضاء رياض العدساني والدكتور عبدالكريم الكندري والدكتور حسين القويعان لسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك يعتبر القشة التي قصمت ظهر البعير بسبب التعسف الذي مارسه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بالتعامل مع هذا الاستجواب والاستجابة لطلب سمو رئيس الوزراء برفع الاستجواب من جدول الأعمال وهذا يعني شطبه!!.
وهذا التصرف الذي يعد سابقة في تاريخ مجالس الأمة يعتبره رئيس المجلس بدعة حميدة!! وقد تحول مجلس الأمة الى دائرة حكومية بسبب هذا النهج الجديد والبدع الحميدة وكان بالإمكان ان يتصرف رئيس المجلس بطريقة تنزع فتيل الأزمة ويتم التصويت على احالة الاستجواب الى المحكمة الدستورية لأنها الجهة الوحيدة التي تقرر ان كان الاستجواب دستوريا او غير دستوري.
ان الحكومة اليوم هي الخصم وطلباتها أوامر فكيف يستطيع من يستلم العطايا من رئاسة الوزراء ان يعارض الحكومة والمثل يقول «اطعم الفم تستحي العين» بل ان العضو قام بسب وشتم النائب رياض العدساني وشتم عائلته الكريمة وسط صمت مريب من رئيس المجلس الذي لم يحرك ساكناً.
ان تضامن النائب علي الراشد وكذلك النائب صفاء الهاشم مع الفرسان الثلاثة وتقديمهم لاستقالاتهم يؤكد ان هناك أحراراً في هذا المجلس يرفضون الارتماء في احضان الحكومة وستكشف الايام القادمة ان سياسة شراء الولاءات هي سياسة فاشلة ومدمرة.
بعد رفض الحكومة لمقترح زيادة علاوة الاطفال كتبت مقالاً بعنوان «الضرب بالميت حرام» وهذا المجلس هو فقط يبيع الأوهام واعضاؤه ليس لهم علاقة بمصالح الناس بقدر علاقتهم بالكراسي الخضراء ومستعدون ان يبصموا للحكومة بالعشرة فقط أن يكمل المجلس مدته والدليل أنهم صمتوا صمت القبور عندما أغلقت وزارة الاعلام جريدة «الوطن» و«عالم اليوم».
الحسنة الوحيدة لهذا المجلس انه وحّد الألوان فلم يعد هناك لون أزرق أو برتقالي فغالبية الشعب الكويتي هو معارض ويرفض مجلس بو صوت الذي سقطت عنه ورقة التوت واكرام الميت دفنه.
أحمد بودستور
abodstor@alwatan.com.kw