المغامس: وزارة الخارجية ترعى العمل الخيري الكويتي
أكد مدير ادارة المتابعة والتنسيق بوزارة الخارجية السفير خالد المغامس اليوم ان الوزارة تحمل على عاتقها مسؤولية حماية وصيانة العمل الخيري الانساني الكويتي وبذل الجهود كافة لابراز الوجه الانساني المشرق للكويت.
جاء ذلك في كلمته بافتتاح المنتدى الكويتي الدولي الاول للعمل الانساني وتنظمه مبعوثية الصليب الاحمر بدول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتية ومؤسسة الرحمة العالمية التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي وبرعاية الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية تحت شعار (معا لتعزيز ريادة الكويت في مجال العمل الانساني الدولي).
وقال السفير المغامس ان المنتدى يهدف الى تعزيز العمل المشترك لريادة الكويت في مجال العمل الانساني وخصوصا اقامته في مقر الهيئة الخيرية الاسلامية هذا الصرح الانساني المتميز بعطائه لما يربو على 30 عاما برعاية كريمة من المغفور له باذن الله تعالى الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح ما في انطلاقة كبيرة للعمل الخيري الكويتي بميادين العطاء الانساني محليا و دوليا.
واكد على تشجيع وزارة الخارجية للتعاون مع مبعوثية الصليب الاحمر في دول الخليج لما له من تأثير ايجابي في تبادل الخبرات و التعرف على اخر المستجدات في العمل الانساني بشتى قطاعاته “وطموحنا في وزارة الخارجية يتعدى اقامة الدورات وورش العمل ونأمل أن نرى شراكة بين الجهات الخيرية والوكالات الدولية في تنفيذ المشاريع الانسانية على ارض الواقع ما سيعزز من مكانة جمعياتنا الخيرية ذات السجل المشرف في العمل الانساني على الساحتين الدولية و المحلية”.
وذكر ان استحقاق الكويت لتكون مركزا انسانيا عالميا بعد عامين متتاليين لاستضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا وما تلاها من تكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تقديرا لجهوده الانسانية في أنحاء العالم عبر منحه شهادة تقدير من قبل الامم المتحدة.
ولفت في هذا الشأن الى أن التقدير الذي حظي به مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ورئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق لم يأت من فراغ بل نتيجة الجهود المخلصة في العمل الانساني والخيري و تجسيدا لروح العمل الجماعي الذي عرف به اهل الكويت.
وأضاف ان هناك ارضية مشتركة وادراكا متبادلا لاهمية الشؤون الانسانية بين جهاتنا الخيرية و المنظمات الدولية وهذا المنتدى ما هو الا خطوة أولى في طريق التعاون المشترك المنشود الذي يسعى لتحقيق الامن و السلام و حفظ كرامة الانسان.
وبين السفير المغامس ان وزارة الخارجية ستقوم بعقد ورشة عمل بالتعاون مع مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في الكويت أواخر الشهر الجاري لاطلاع القائمين على هذا المجال على أهمية التنسيق بين الجهات المانحة وأثره في العمل الانساني.
من جانبه قال المدير العام للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عثمان الحجي في كلمة نيابة عن رئيس الهيئة الدكتور عبدالله المعتوق ان الازمات الانسانية التي اجتاحت المنطقة في السنوات الاخيرة جعلت من الشراكة خيارا استراتيجيا و ليس ترفا اذ لا مجال بعد ان تعاظمت تداعيات هذه الكوارث ان نعمل في جزر منعزلة.
وأكد الدكتور الحجي ان الجمعيات الخيرية الكويتية قد تنبهت مبكرا لهذا الامر فأسست اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة عام 1987 لمواجهة مضاعفات فيضانات بنغلاديش حينئذ في عمل خيري اغاثي موحد لتخفيف معاناة الضحايا و رفع راية التنسيق و التعاون و الشراكة.
ولفت الى ان المنتدى الكويتي الدولي الاول للعمل الانساني يأتي ليضاف الى العديد من المناشط و الفعاليات و جهود الشراكة الانسانية التي تطورت في السنوات الاخيرة بشكل ملحوظ و اصبحت الكويت قبلتها و محضنها.
واكد ان انعقاد المنتدى الكويتي الدولي الاول للعمل الانساني خطوة مهمة و جديرة بالعناية و الرعاية من جانب كل الناشطين في الحقل الانساني خاصة ان اهدافه و العناوين المدرجة على جدول اعماله بالغة الاهمية.
واشار الى الحاجة الماسة لاستمرار تبادل الخبرات والتعرف على تجارب الشركاء في العمل الانساني ووضع أسس و قواعد وآليات للتنسيق و التعاون و دراسة التحديات التي تواجه العاملين في الحقل الانساني و سبل مواجهتها و الاطلاع على التجارب الوقفية و دورها التنموي و النهضوي.
من جهته قال رئيس مبعوثية الصليب الاحمر في دول مجلس التعاون الخليجي جيرارد بيتربنيه ان المشهد الانساني تغير منذ سنوات وكثرت التحديات التي تواجه العاملين في الحقل الانساني واصبحت اكثر تعقيدا كما تنوعت و ازدادت الجهات الفاعلة في هذا المجال بشكل ملحوظ.
وأضاف بيتربنيه ان التنسيق “في أنشطتنا الميدانية أصبح مع مجموعة من وكالات الامم المتحدة و من أسرة الحركة الدولية للصليب الاحمر و الهلال الاحمر و كذلك مع عدد من المنظمات الانسانية و الخيرية حكومية و غير حكومية و كلها تعمل في مجال تقديم الاغاثة و المساعدات الانسانية للمتضررين من النزاعات و العنف و الكوارث الطبيعية و حالات الطوارئ الاخرى”.
واوضح ان الهدف الاساسي من المنتدى يتمثل بجمع العاملين في المجال الانساني من مجموعة من المنظمات الخيرية و الانسانية الكويتية مع بعض الخبرات و المشاركين من الدول المجاورة.
وذكر ان مجمل ذلك من شأنه تعزيز التشاور و تبادل التجارب و الخبرات و تعزيز جسور التواصل و التعاون و تحديد افضل الممارسات و الاستجابات للتحديات الراهنة التي تواجه العمل الانساني و لمناقشة قواعد السلوك و الالتزام بمعايير و مبادئ العمل الانساني المشتركة.
من ناحيته أكد أمين عام الأمانة العامة للأوقاف الدكتور عبدالمحسن الخرافي ان المنتدى هو عبارة عن تكامل بين المؤسسات الخيرية المحلية والعالمية وبين جهات العمل الرسمي والاهلي بالكويت.
وقال الدكتور الخرافي ان الوقف هو الجناح الثاني بعد الزكاة للنظام المالي الاسلامي والذي يعتبر منظما عاما لجناحي الوقف والزكاة في الامانة وبيت الزكاة لدعم المسلمين عامة في الخير الانساني ورائعة من روائع ديننا الاسلامي في دعم المحتاجين في شتى بقاع الارض.
وأضاف ان الحضارة الاسلامية حفلت بجوانب لتغطية جميع مناحي الحياة “ومساعداتنا في الوقف لا تقتصر على جانب المسلمين فقط بل هي في كل مكان وتفتخر امانة الاوقاف لوجود ميزانية كاملة للطوارىء الطبية والاغاثية وتكامل عملها مع الجمعية الكويتية للاغاثة في تخصيص أربعة ملايين دينار كويتي تكون جاهزة لتقديمها لأي طارىء في العالم”.
بدوره قال مدير عام جمعية الهلال الاحمر الكويتي عبدالرحمن العون ان دولة الكويت استطاعت بقيادتها للعمل الانساني ان تنقل خبراتها الى الشعوب المحتاجة والمتضررة من مختلف دول العالم من خلال اقامة المشاريع الانسانية للدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية او من صنع الانسان عبر جمعية الهلال الاحمر.
من ناحيته قال رئيس مجلس ادارة جمعية الاصلاح الاجتماعي حمود حمد الرومي ان الكويت استطاعت ان تسجل في تاريخ البشرية جهودا رائدة في مجال الدعم الانساني من خلال مشاركة مؤسسة الرحمة العالمية في هذه المسيرة وبدعم من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ومن وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية والعمل وبعطاء اهل الخير من الشعب الكويتي.
واضاف الرومي ان (الرحمة العالمية) اهتمت بتقديم تجربتها الانسانية برؤية واضحة تستهدف بناء الانسان ودعمه ومنحه التاهيل اللازم ليكون قادرا على الانتاج والكسب والعمل مشيرا الى انها قامت بتأسيس المشاريع التنموية الكبرى للقضاء على الفقر والجوع من خلال مسيرة عمل تجاوزت 30 عاما.
ومن المقرر ان تقام على هامش المنتدى الذي يستمر يومين ويشارك في اعماله عدد من الجهات الخيرية و الانسانية الكويتية الرسمية وغير الرسمية جلسات وورش العمل ومحاضرات يلقيها مختصون في مجال العمل الانساني.