احنا ساس البلا
اذا كانوا في السعودية يموتون من فيروس كورونا، فاننا في الكويت سنموت من فيروس (علّونا)، وهو فيروس يبدو ألا علاج ناجعا له بسبب حكوماتنا الدايخة، التي كلما جاءت واحدة جديدة، جعلتنا نترحم على أختها التي سبقتها، مع ان جميعهم في واقع الأمر، تخصص قهر ومغثة.آخر حكوماتنا التحفة أصدرت قرارا تسمح فيه بتملك الأجانب للبيوت والشقق في الكويت، وكأنها لا تعلم ان أجانب كثر تملكوا بيوت الكويتيين من زمان، وبطريقتهم الخاصة، ولم يخلق من بيننا، حتى الآن، من يقدر على محاربتهم، بدءا ممن يملك القوة، نزولا الى المواطن العادي الذي تم غزوه في عقر منطقته وفريجه، وان فتح فمه بكلمة احتجاجا أو اعتراضا، قوبل بالصدّ، ولم يجد له أذنا صاغية، دع عنك يدا باطشة، ولكن كيف تملك هؤلاء الوافدون بيوت الكويتيين؟ نعم لا شيء يستمر على حاله، ونعم ما بين الماضي والحاضر تتغير الأحوال، ولكن هل يجب ان نسمح بأن تنقلب الموازين في الكويت 180 درجة، بسبب تخاذلنا، واهمالنا، وربما تواطئنا وعدم اهتمامنا.أين هي تلك القوانين السيادية التي لا تسمح بسكنى غير الكويتيين في مناطق السكن النموذجي والخاص، لماذا لا تطبق، ولماذا سكتنا على تلك الانتهاكات الى ان تحولت مناطقنا الى مناطق عمال وعزوبية يسرحون فيها ويمرحون على كيف كيفهم.تريدون للوافد ان يتملك البيوت والشقق والأراضي، صباح الخير، لقد تملّكها وانتهى الموضوع، حتى ان كان ذلك شكليا أو صوريا، ولا أظنكم غافلون عن ذلك.تملك الوافدين تم بطريقتين، اما عن طريق ملاك جدد لبيوت قديمة اشتروها من ورثتها، وأرادوا الاستفادة منها بايجار سنوي يأخذونه من شخص واحد ويغنيهم عن مشقة التعامل مع مؤجرين، أو من قبل الورثة أنفسهم الذين تمسكوا ببيوتهم تلك مع استغلالها بتأجيرها سنويا لوافدين لنفس الهدف، واختفوا هم عن المشهد، تاركين القرعة في بيتهم ترعى.يستلم الوافد المنزل، ثم يقوم بهندسته حسب مصالحه، فيقوم بتقطيعه الى غرف، وتأجيره بالسرير للعزابية والعمال والأسر الوافدة صغيرة العدد، بالاضافة الى بناء جبرات في الحوش، وعلى السطوح من أجل المزيد من المكاسب، بما يضمن له عيشة العز وأكل الوز، أما المواطن الكويتي الساكن في ذلك الفريج المنكوب، فما عليه الا ان يبلع حرته ويصمت، حين يقول له هذا (أعلى ما بخيلك اركبو).عليه ان يسكت عن القمامة التي تلوث الشارع، وعن الاستهلاك الكبير للكهرباء بما يهدد قدرة محول الكهرباء الخاص بالفريج، وعن استغلال مواقف البيوت، وعن التحرشات بالبنات والخادمات، كما كتبت في مقالين سابقين عن ذلك المنزل في منطقة القادسية، بدون ان يفعل أحد شيئا.حكومتنا الرشيدة تركت كل أنواع النجاح الذي وصلت اليه الامارات في كافة المجالات، وشبطت بقصة تملك الأجانب للمنازل، والشقق، والأراضي المتبع هناك، على الرغم من المساحة الضيقة للكويت التي لا تسمح بذلك، فيا له من قرار غير حكيم.عموما قبل الاهتمام باسكان الأجانب ببيعهم الأراضي والشقق سكنوا شعبكم أول، والا عاجبكم حالهم جذي!
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw