عجز حكومة والتآمر!
بقلم: باسل الجاسر
عجيبة هي ثقافة المؤامرة والتخوين التي تمارس اليوم بشكل بشع دون سند من واقع أو دليل، وقد رأينا فريق الأغلبية المبطلة يمارسون هذا الأسلوب على نطاق واسع ورأيناهم يمارسون أسلوب أما أن تكون معي وإلا فإنك قبيض حتى من القريبين منهم، وقد انتقدناهم وأسلوبهم آنذاك وبعنف.
واليوم نرى أغلبية هذا المجلس وللأسف يمارسون هذا الأسلوب وعلى نطاق واسع حتى انهم قالوا بالنواب الأفاضل المستقيلين بأن قيمة الاستقالة خمسة ملايين دينار! «واقسم بالله لو كان هناك من يدفع مليونا واحدا للاستقالة لوجدنا ربع أعضاء المجلس يستقيل..؟» المهم أنني لا استغرب استخدام مثل هذه الممارسة من تيارات او رجالات السياسة في مجتمع سياسي يفتقر الى الوعي السياسي.
الا انني انتابتني حالة ذهول عندما رأيت الحكومة ووزراءها يمارسون هذا الأسلوب وتضاعف الذهول مرات ومرات عندما دخل على الخط سمو رئيس الحكومة عندما قال في جلسة الاستجواب الأخير في معرض تبريره لطلب شطب الاستجواب: «اننا إذا ما أمعنا استقراء الساحة المحلية وما شهدته خلال الآونة الأخيرة من أحداث مفتعلة سندرك حتما أن هناك من يعمل بكل جد لعرقلة العمل والإنجاز وافتعال الأزمات لتحقيق أهداف لم تعد خافية على احد ولا ارى هذا الاستجواب بعيدا عنها ـ «كونا» 29/04/2014» قال هذا لتبرير عجز الحكومة عن فعل اي شيء يتعلق بالاصلاح والتنمية وتحقيق ما يصبو اليه الكويتيون منذ اكثر من سنتين؟
والواقع ان واجب الحكومة هو العمل على وضع الخطط والآليات لانتشال الكويت من براثن التخلف والفساد ووضع الحلول للمشاكل التي يعاني منها الوطن، اما ان عجزت وعلى مدى سنتين فإن ذلك من المؤكد سيجلب لها النقد الذي سترتفع وتيرته باستمرار هذا العجز.
ولن يجدي معه تخيل المؤامرات ووصم منتقدي الحكومة بأنهم اطراف او انهم مأجورون من قبل اطراف المؤامرة، بل وحتى لو كانت هناك مؤامرة فعلا فهذا لن يكون مبررا لعجز الحكومة او عاصما لها من النقد، فهذه حكومة لدولة وشعب وهي جاءت للعمل والإنتاج وان عجزت ولو بسبب مؤامرة فعليها الرحيل، فلا يعقل ان تتوقف مسيرة وطن بسبب تعرض رئيس الحكومة لمؤامرة؟ لذلك فإنني أدعو الحكومة للعمل وانجاز شيء للكويت واهلها فهذا ما سيكون بمنزلة اللطمة القاسية للمتأمرين «ان كان هناك متأمرون» وستجد الحكومة عندها منتقديها يؤازرونها ويدعمونها في مواجهة المتأمرين، اما ترك التخلف والتردي والفساد والفاسدين يسرحون ويمرحون على رأس واكتاف الوطن ينهشون لحمه ويتبارون في استباحة ماله وقوانينه، والحكومة تغض النظر عنهم بل وتقدم لهم التسهيلات، فهنا المؤامرة الحقيقية ليست على الحكومة وانما على الوطن ومقدراته وأمواله، وهذا يتطلب التصدي من قبل اهل الكويت وهو سينطقهم وينطق كل كويتي شريف غيور على هذا الوطن «وهم الأكثرية الساحقة» والحكومة بعجزها تجمعهم وتجعلهم ينظمون صفوفهم لوقف هذه الجرائم بحق وطننا العزيز وشعبنا الكريم.
baselaljaser@hotmail.com
@baselaljaser