استبيان اللوردات.. وبيض الرعية
استيقظ “اللورد” الصغير من نومه في الصباح الباكر وهو يصرخ على طريقة “نيوتن” وجدتها ..وجدتها .. وارتدى ملابسه بالمقلوب وامتطى سيارته الفارهة متوجها الى “مجلس اللوردات” ، واقتحم مكتب الرئيس طالبا “البشارة ” .
شنو العلم – يقول الرئيس- هات ما عندك من جديد “السنن الحميدة”؟
جلس اللورد الصغير يلتقط انفاسه ، ارتشف أكوابا من الماء ، ثم أخذ يستحلب ذاكرته ويستخرج منها العالق من من بقايا الحلم الذي راورده في المنام ، ويسرده على الرئيس الذي اخذ يهز رأسه باستحسان : والله خوش فكرة .. على الأقل نشغل الناس عن مشاكل عليوي الحنان ، وصفاء أم الطلايب ، وربعهم الثلاثة اللي رفعوا راية العصيان .
نال الضوء الأخضر ، وتوجه اللورد الصغير إلى حيث الاضواء ووسائل الإعلام ، معلنا عن فكرة “الاستبيان”، ويبشر بنزول رئيس مجلس اللورادات ، ورئيس مجلس الأعيان لاستطلاع أحوال الرعية .
صاح الديك .. اصبح صباح اليوم التالي.. نفذ البيض .. يال الهول ..الدجاجات باضت ولكن لا بيض في الاسواق .. تقارير أمنية ترد ” إحذروا خطر” ! .. زيادة الطلب الشعبي على البيض من كل الطبقات ، حشود كبيرة تنتظر استقبال الرئيسين ، وتنبؤات بزخات من البيض تهطل في ساحة الاستعراض .. حرصا على السلامة العامة نوصي ” إلى الخلف در”.
صاح الديك ..صباح يوم جديد .. اللورد الصغير لا زال يحلم ، الإستبيان قائم ، ولكن حرصا على سلامة البيض الرئيسان لن يحضرا مكرمة الرعية .
صباح جديد ..هدوء هدوء الكل نائم ، الرئيس اللورد يستطلع آراء الرعية.. بهدوء ، فقط اضواء .. فلاشات من هنا وهناك ، وجيش جرار من الأمن يحفظ حقوق الرعية .
مات الديك .. سحقه موكب الرئيس لأسباب أمنية ، ورئيس مجلس الإعيان لا يزال نائم .
رحل الديك .. عاد الهدوء .. فقس البيض في أحضان الرعية ، صيصان وكتاكيت كبرت ..اصبحت دجاجات تبيض أحلاما ، وديكة تنتظر الذبح أو السحق في الإستبيان القادم .
قناص