سعود الزيد يكتب.. رسالة إلى صديقي الصدوق النائب علي الراشد
«ان من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه»
الإمام علي بن أبي طالب (ع)
صديقي علي
حين قرأت نص استقالتك من المجلس تداعت ذكرياتي معك، وتوالت عباراتنا ومواقفنا وأفراحنا وأحزاننا وهمنا وحبنا للكويت التي عليها اجتمعنا أنا وأنت.
لست سياسيا وما كان ينبغي لي ان أكون كذلك، وانما أنا وطني، انجذب لكل من يعمل لهذا الوطن، لوجه هذا الوطن دون سواه، نشأت في بيت تقوم قواعده على الصدق وطلب الحق في كل شيء، وعندما التقيتك وجدت فيك ما نشأت عليه: الصدق والحق.
كان شعار حملتك دوما هو «مع الحق والحق ما يتغير» وأنت تعرف معنى كلمة الحق جيدا لأنك قبل ان تكون نائبا عن الأمة فأنت قاض، تنطلق رؤيتك وجميع أمورك من مركز الحق والصدق في نصرة الفرد أو في نصرة الوطن.
مثلت الأمة في سبع دورات برلمانية متتالية، وكأنك تطوف سبعة أشواط حول البيت، ترجو ان يصلح الله بك رجلا، ترجو ان يصلح الله بك وطنا، فلم تضع يدك الا في يد من كان وطنيا مخلصا للكويت وشعبها.
صديقي علي
حين كنت أعمل معك في حملاتك الانتخابية كنت أشعر بأنني لا أعمل من أجل فرد وانما كنت أعمل من أجل وطن، من أجل الحق، «أعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله، ان الحق لا يعرف بالرجال وانما يعرف الرجال بالحق» وهكذا أنت: نية وهدفا، عرفت الحق فبت من أهله. لذا كنت أشتم فيك رائحة أهل الكويت الطيبين، أهل الكويت البسطاء أهل الكويت الرحماء بينهم الذين لاتلهيهم تجارة أو لهو عن ذكر الله، وانما بفطرتهم الى الله يجأرون وبالله يعتصمون وللحق ينشدون.
مددت يدا للشعب ويدا للحكومة فاتهمت بأنك حكومي وكنت ترد على من يتهمك بذلك قائلا: وهل هي حكومة اسرائيل؟ انها حكومة دولة الكويت، نقف معها ونناصرها فإن أصابت فنعمت، وان أخطأت أخذنا على يدها وقوّمناها.
صديقي علي
مواقفك في أي موضع كنت فيه مشرّفة مشرقة، فلا أنسى استجوابك لوزير الدولة –آنذاك- ضيف الله شرار الذي بعدها لم يوزر عندما حُلت الحكومة وأعيد تشكيلها، وعندما تم اختيارك وزيرا للدولة كنت خير وزير في موضعك وخير ناطق باسم الحكومة، لا تتوانى عن قول كلمة الحق لرئيس الحكومة.
وعندما توليت رئاسة مجلس الأمة في المجلس المبطل الثاني كانت هذه الفترة فترة استقرار وانجاز، كنت أشعر بالطمأنينة تحفني وأبنائي اذ كانت سياستك في تسيير شؤون المجلس تبتعد عن التأزيم وتسعى نحو الانجاز ودفع عجلة التنمية.
وفي كل مرة كنت تترشح للمجلس وعلى الرغم من محاربة فئة المصالح الضيقة لشخصك، والاشاعات الظالمة لمواقفك الا أنك كنت دوما في المقدمة في دائرتك، فلو كنت متلونا – كما يدعون- لما فزت بمقعد الأمة بعد توزيرك، ولكن كنت مع الحق فكان الحق لك دوما معينا.
مواقفك كلها تؤكد لي أنك لم تقف يوما الا مع الكويت وأهلها، ولم تنشد الا الاستقرار والتنمية لهذا البلد الأمين، ودوما كنت متفائلا.
صديقي علي
كنت وحمد بن سلامة وأسامة الراشد نشكل ثالوثا يحمل على كاهله حملتك الانتخابية، يسهر الليل ويعمل في النهار، كنا قلبا واحدا يجتمع على قلبك الجميل، أجل نحن ثلاثي يقدس الكويت ثلاثي أحبك لأنك أنت أحد النفر القليل الذي وقف ضد الفساد وأهله.
عزيزي علي
لا تحزن ولا تكن في ضيق مما يمكرون، فالحق أحق ان يتبع، وموقفك اليوم موقف يتوج مسيرتك النيابية بعقد من الورود واللآلئ:
قَد حالَفَ الحَقَّ لا يَبغي بِهِ ثَمَناً فَصارَ بِالحَقِّ وَالايمانِ مَقرونا
يابو فيصل الفارس لا يترجل عن صهوة الحق… الى اللقاء عزيزي