الكويتيون يحيون غدا الذكرى السادسة لرحيل الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله
يحيي الكويتيون غدا الذكرى السنوية السادسة لرحيل الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي انتقل الى رحمة الله تعالى في 13 مايو عام 2008 بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية والايثار والاخلاص لوطنه.
ويجمع الشعب الكويتي على أن الراحل طيب الله ثراه كان رجل دولة من الطراز الاول عبر مسيرته الطويلة في خدمة الكويت وأهلها لاسيما في المحطات المفصلية والمهمة من تاريخ البلاد وعلى وجه الخصوص الغزو العراقي للكويت عام 1990.
ويعد الشيخ سعد العبدالله الحاكم ال 14 من سلسلة حكام آل الصباح وهو الابن الاكبر للأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح وقد ولد عام 1930 وتلقى علومه في المدرسة المباركية وعين عام 1949 في دائرة الشرطة العامة.
ونظرا لكفاءته تم ايفاده الى المملكة المتحدة لدراسة علوم الشرطة في كلية (سانت هيرست) العسكرية المعروفة ومكث فيها أربع سنوات قبل أن يعود عام 1954 متخرجا برتبة ضابط وأصبح أول وزير للداخلية عام 1962.
وحينها ترك الشيخ سعد العبدالله بصمات واضحة على صعيد كثير من التشريعات والقوانين الخاصة بالاقامة والجنسية وشروط منحها ومنع التسلل ومكافحة الهجرة غير الشرعية كما لعب دورا حيويا في اعداد الدستور المرتبط بانطلاق الحياة الدستورية في البلاد.
وفي 31 يناير عام 1978 بادر الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه بتزكية الشيخ سعد العبدالله ليكون وليا للعهد وبعدها بأيام وفي الثامن من شهر فبراير من العام ذاته صدر أمر أميري بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء.
وفي 16 فبراير عام 1978 كلف الشيخ سعد العبدالله تشكيل الحكومة فكانت الوزارة العاشرة في تاريخ الكويت وقدر له أن يتولى رئاسة الحكومة في ظروف محلية واقليمية ودولية بالغة التعقيد فبذل جهودا كبيرة لمواجهة هذه التحديات وعمل على تعزيز قدرات البلاد الدفاعية والامنية ورفع كفاءتها البشرية والتقنية.
وساهم الراحل في اصدار الكثير من التشريعات المتعلقة بالاسكان والتجنيس وايجار المساكن والوظائف العامة والضمان الاجتماعي واجتهد في تحديث الكثير من المرافق العامة وزيادة الخدمات المقدمة للمواطنين في المجالات كافة.
كما عني بشؤون الثقافة والاعلام ودعم المؤسسات التي تقوم بالبحث العلمي وعمل على دعم صندوق احتياطي الاجيال القادمة كما حرص على الجانب التعليمي والارتقاء بمستوى التعليم باعتباره أساس تقدم الوطن و بناء الاجيال وغرس قيم الانتماء والولاء وحب الوطن.
واثر تقلده ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء قام الراحل بزيارات رسمية الى مختلف دول العالم بدءا بمنطقة الخليج العربي تعزيزا للروابط الاخوية التي تربط الكويت بشقيقاتها الخليجية كما اهتم بدعم الروابط الامنية معها وكانت للكويت مواقف حاسمة ضد أي عدوان تتعرض اليه احدى دول المجلس.
ولدى وقوع الغزو العراقي على دولة الكويت عام 1990 كان للشيخ سعد العبدالله رحمه الله دور فعال في بناء تحالف من 34 دولة شاركت في تحرير الكويت فضلا عن تقوية عزيمة الكويتيين في المنفى واستقطاب الرأي العام العالمي لدعم الشرعية الكويتية.
ومن المعروف أن الامير الوالد الراحل قام بدور رئيسي في تحرير الكويت وكان لجولاته على الدول الشقيقة والصديقة لشرح قضية الشعب الكويتي العادلة أثرها الواضح لدى قادة ومسؤولي تلك الدول في الوقوف الى جانب الحق الكويتي.
كما كان لكلماته التي وجهها لأبناء الشعب الكويتي اثناء محنة الاحتلال مردودها الايجابي في شحذ الهمم ورص الصفوف لدحر العدوان ورد كيد المعتدين في موازاة عمله على رعاية مصالح المواطنين والعاملين في الدولة.
ووقتها أعلنت الكويت ضمان كل الودائع والمدخرات المصرفية والتزامها تسديد جميع مرتبات الموظفين في القطاع الحكومي بأثر رجعي وسداد مكافأة نهاية الخدمة لكل من غادر البلاد من غير الكويتيين.
كما عمل الراحل على رعاية الكويتيين في الخارج وبذل جهود كبيرة في دعم الصامدين ورجال المقاومة في الداخل في موازاة عمله الدؤوب على اصلاح ما دمره الاحتلال بعد تحرير البلاد في 26 فبراير 1991 وعودة القيادة الشرعية.
وطيلة حياته كان الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه يؤمن ايمانا قويا بأن قوة ابناء الكويت إنما تكمن في وحدة الكلمة لذا سيبقى الراحل رحمه الله ماثلا في وجدان الكويتيين رمزا للشجاعة والوفاء أحب شعبه فبادله شعبه الحب والعرفان