مقالات

تنقيح السيناريو!

حتى هذه اللحظة, لم يخرج أعضاء مجموعة “حامل المسك”, وأفراد “كتيبة الفدائيين” في مجلس الأمة, عن السيناريو الذي توقعته ورسمته لهم في مقالة “تداعيات الاستقالة” المنشورة يوم الأحد 4 مايو 2014. فقد توقف أعضاء الجبهتين عن أسلوبهم المعتاد في استجداء الحكومة بتصريحاتهم ومناشدتها والتمني عليها, وراح أربعة منهم ينتقدون الحكومة بتصريحات قاسية, بل إن منهم من وجه بالفعل أسئلة نيابية – يفترض – أنها تحرج الحكومة وتربك حساباتها.

ومع ذلك, فإن ما حدث, ما هو إلا بداية وتمهيد, لتنفيذ الاتفاق بين الحكومة والمجلس بتشكيل كتلة معارضة صورية, وظيفتها ذر الرماد في العيون, والإيحاء بصورة جديدة وشكل جديد للمجلس, وبأنه بالفعل, سيد قراراته, وليس مجرد إدارة ملحقة بمبنى مجلس الوزراء. هذه تقريبا كانت أبرز ملامح السيناريو الذي رسمته لأعضاء مجموعة “حامل المسك”, وأفراد “كتيبة الفدائيين”-والذين هم – والشهادة لله – نفذوا ما رسمته لهم بدقة متناهية, وإجادة تامة حتى الآن.

غير أن الجديد في الأمر – وهو ما يحتاج مني لتعديل السيناريو – أن الهجوم النيابي المقبل على الحكومة, لن يكون كله تمثيلاً في تمثيل, بل أتصور أن النواب سيصبون جام غضبهم على الحكومة بشكل مقصود ومتعمد ومخالف للاتفاق الحكومي النيابي, ولن أستبعد إطلاقا, تدبير استجواب لسمو الرئيس, تحدث في إثره مفاجآت غير متوقعة. انتبهوا, فقد سبق وقلت, إن الحكومة وبموجب اتفاقها مع البرلمان, لن تمانع بالتضحية بوزير أو أكثر في استجوابات مدبرة, ولكن ما أقوله الآن, شيء مغاير تماما, ما كان لي أن أقوله, لولا رصد جملة من التطورات على الساحة السياسية.

الحديدة ستكون حامية جدا على الحكومة, وسنشهد خلال أيام, تصعيدا وتوترا في العلاقة ما بين الحكومة والمجلس, لن تعبأ به الحكومة في بادئ الأمر, لظنها أنه مجرد مبالغات لا تخرج عن سياق الاتفاق السري, وليقينها أن كل الأوراق في يدها, وأولاها ورقة “الحل”, الذي يكفي لوزير ترديد هذه المفردة في استراحة الأعضاء, حتى يثوب الكل إلى رشده, ويعرفون أن الله حق. والمشكلة هنا, أن الورقة التي تظن الحكومة أنها في مصلحتها, ستنقلب وبالا عليها, وكذلك الأمر بالنسبة للنواب, فمن يعتقد منهم أن الأمور ستنتهي وتتوقف فقط عند رحيل الحكومة, سيفاجأون بصدمة العمر, والتي ستكون صادمة أيضا ومخيبة لآمال الدافعين للتخوين بالحكومة من خارج المجلس!

فقط, وحتى تعرفوا قيمة وقامة ومكانة علي فهد الراشد, فقد خصصت له الحكومة وزيرا يعمل بنظام النوبات, للرد أولا بأول على كل ما يرد على لسان “بوفيصل” خلال مقابلته التلفزيونية التي أجراها ليل يوم السبت الفائت, مع تلفزيون الوطن… أستحلفكم بالله, هل مر عليكم من قبل, قطب سياسي حظي بمثل هذا الاهتمام والرعب والمتابعة? لله درك يا ريس.

صالح الغنام

salehpen@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.