كما تكونوا يا كويتيين
لم تقل تلك العبارة اعتباطا، فأن يتولى على الشعب من هو مثلهم عدل من الرب في الناس، ويوم ان كنا طيبين، متدينين، ملتزمين ووطنيين، كانوا هم مثلنا، أو قريبا منا. حين كنا نقدر قيمة العمل، ولا نترفع عن خدمة الناس، كانوا هم مثلنا، وحين كنا لا نفسد في الأرض، فلا نسرق ونختلس، ولا نبتز، ولا نأخذ ما ليس لنا، كانوا هم مثلنا، وحين كنا نخاف الله في أنفسنا، وفي أهلنا، وفي وطننا، كانوا هم أيضا مثلنا، وحين تغيرنا، تغيروا وتلك سنة الأشياء.
أنظر الينا ونحن الأصحّاء نتظاهر بالاعاقة لكي نحصل من الدولة على المخصصات الكثيرة الممنوحة منها لذوي الاحتياجات الخاصة، وأولها تقديم حق السكن. أنظر الينا نكذب على الدولة، ونطلب منها اجازات تفرغ دراسي أو رياضي أو تقاعد طبي بسبب عجز ما أصابنا، واذا بتفرغنا أو تقاعدنا هذا ليس أكثر من عملية نصب خسيسة، الغاية من ورائها النوم في المنازل، أو العمل لصالحنا أو لصالح جهات أخرى.
أنظر الينا ندّعي المرض، وبمساعدة من أهلنا وأصدقائنا من النواب والوزراء، وبتسهيل من المرتشين من أطباء ومسؤولين، ننجح في الحصول على علاج ظاهري في لندن أو فرنسا أو ألمانيا أو أمريكا، من أجل مخصصات العلاج المغرية التي نضعها في جيوبنا نحن ومرافقينا، اللهم الا اللمم، ثم نعود للكويت بعد انقضاء المدة، ونتابع حياتنا بكل أريحية، بدون شعور بالذنب، أو تأنيب للضمير.
أنظر الينا نتهرب من أماكن عملنا، ونتعفف عن الاحسان في أداء وظائفنا، على الرغم من قدرتنا على ذلك، ونفضّل التسكع بين المطاعم والكافيهات، يطالع بعضنا بعضا، بلا فائدة تعود علينا أو على المجتمع بخير. أنظر الينا نتفكك الى جماعات وفئات وأحزاب تنفر من بعضها، وتتعارك فيما بينها على المال والسلطة والنفوذ، تاركة الكويت تندب حظها في عيالها.
أنظر الينا نستغلّ وظائفنا في الدولة لمصالحنا الشخصية، ولا نتورع عن انتهاك كل ناحية فيها من أجل الحصول على المزيد من مكاسب وأرباح نهى عنها رسولنا الكريم حين قال: هلا جلس أحدكم في بيته ونظر أيهدى اليه. أنظر الينا نتقدم بأوراق كذوبة تفيد حصولنا على وظيفة في مؤسسة أو منشأة أو شركة حقيقية تعود لشخص نعرفه، أو غير حقيقية ولا وجود لها على أرض الواقع، من أجل الحصول على راتب من الدولة بصفة دعم، وهو في الواقع مال حرام، وزغنبوط سام.
أنظر الينا نستغل مراكزنا الرفيعة من أجل التوسط لمن لا يستحق من أجل الفوز بما لا يستحق من وظيفة أو ترقية أو درجة أو مكافأة أو بعثة أو أو أو. لماذا اذن يا كويتيين تظنون أنفسكم أفضل من حكومتكم، وأنتم وهم سواء؟!. تريدون لحال الكويت ان (ينصلح) ويصير أفضل، أصلحوا من أنفسكم أولا، وحاولوا ان تكونوا أفضل، فمن العبط ان تحلموا بالجنة وأنت تعملون بعمل أهل الجحيم.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw