حكومة جديدة وتراكمات فاصمتوا..
في سابقة خطيرة لم تقدم عليها حكومة في تاريخنا السياسي «اللهم إلا في بداية عملها»، استمرأت الحكومة التي صار عمرها الآن سنتين ونصفا تقريبا وأعيد تشكيلها 7 مرات، وتبرير أسباب عجزها عن التصدي لمظاهر الفساد والتردي في وطننا على أنها تراكمات سنين طويلة وأن عمرها تسعة أشهر وبالتالي يجب أن يصمت جميع منتقديها.
وقد جاء على لسان رئيس الحكومة سمو الشيخ جابر المبارك في معرض تبريره لطلب شطب الاستجواب أنه قال في تصريح نشرته “كونا” يوم 29 /4 /2014 “.. إن الحكومة لم تنكر أن هناك خللا في العمل التنفيذي، مضيفا أن الجميع يعلم أنه حصيلة تراكمات عقود طويلة وليس من الإنصاف أن تتحمل حكومة لم يمض تسعة أشهر على تشكيلها مسؤولية هذا الخلل الذي نتج عن أعوام عديدة”.
كيف تقلصت السنتان والنصف إلى تسعة أشهر وهل سقطت بإعادة تشكيل الحكومة؟ وهل كلما خرج وزير أو اثنان من الحكومة تبرأ ذمتها عما مضى من عمرها؟
إذا كان هذا ما تعتقده الحكومة فإن الكويت وطنا وشعبا أمام مشكلة كبرى، لأنها ببساطة لن تتحمل مسؤولية أبدا خصوصا مع مجلس أمة كالذي نراه.. ويبدو أن تشكيل 7 حكومات في سنتين ونصف هي خطة مرسومة، لكي لا تتحمل الحكومات المسؤولية أبدا، لذلك سمع الجميع أن سمو الرئيس وعد بعض النواب بإعادة تشكيل الحكومة بعد التشكيل الأخير في الصيف؟
كل هذه الحكومات المتعاقبة على مدى سنتين ونصف السنة إلا أن هذه الحكومات لم تقدم حلولا ولا حتى تصورات لحلول، بل إنها لم تشخص حتى المشاكل التي يعانيها وطننا العزيز وأهله الكرام، ومن جانب آخر لاتزال تطلب الصبر والانتظار ولكنها لم تحدد زمنا أو وقتا، وواضح أنها ستتشكل من جديد إلا أن المطلوب من الكويتيين الصبر والصبر والصبر فاصبروا.
والحقيقة أن الصبر على هذه الحكومة، هو بالفعل مدعاة لفتح الباب على مصراعيه لتفشي التردي والفساد واتساع رقعته.. فحالنا قبل سنتين ونصف «رغم ما فيه كان أفضل» فخطة التنمية التي أقرت في 2010 توقفت، وعدنا للخطط الصورية، بل إن مشاريع الخطة المقرة والتي أرسيت مناقصاتها تم إلغاؤها منها على سبيل المثال لا الحصر المستشفيات الأربعة.. ومشاريعها التي من المفترض يتم استلامها وتشغيلها في العامين 2014 و2015 تم التمديد لها لأربع وخمس سنوات جديدة رغم أن الأموال دفعت لشركات المنفذة منها على سبيل المثال لا الحصر جامعة الشدادية، وشوارعنا التي رجمتنا بالحصى رغم أن رصفها كان قبل أسابيع ولم يقدم احد لنيابة بل لم يحاسب أحد البتة؟
والعلاج بالخارج الذي تم إصلاحه إلى حد معقول ولكن عادت له اليوم الواسطة والمحسوبية بكل قوة وأريحية..؟
والواقع أن هذه الحكومة أو الحكومات السبع الأخيرة أدخلت وطننا العزيز بالفعل في نفق الفساد والتردي، وفقد الكويتيون الأمل وأنا أولهم بالإصلاح أو التنمية أو تطبيق القانون.. والله المستعان.
باسل الجاسر
baselaljaser@hotmail.com
@baselaljaser