مقالات

نفط الخليج

مازالت دولنا الخليجية تتمتع بموردها الأساسي، الذي يشكل المصدر الأول لإيراداتنا ولأهمية دولنا وموقعها المتميز لحاجة العالم إلى هذه السلعة المهمة.

ولكن هل تساءلنا ماذا لو استغنى العالم، وبالأخص الغربي، عن هذه السلعة أو قلَّ تركيزه عليها أو وجد بديلاً لها؟

هذا التساؤل مطروح في أكثر من مؤسسة للبحث الاستراتيجي في العالم، إلا أنه غير متداول بالأهمية نفسها عندنا.

لذلك، فقد لفت نظري جرأة مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية للطاقة في طرح هذا الموضوع للنقاش العلني العام في مؤتمره الثاني، الذي عقد في المنامة تحت عنوان «الأمن الوطني والإقليمي لدول مجلس التعاون.. رؤية من الداخل».

وقد اشترك في هذا الحوار المهم والمطلوب سياسياً بعض الشخصيات الخليجية المثقفة والمهتمة بهكذا مواضيع، ومنهم الدكتور محمد عبد الغفار (مستشار ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية) والامير تركي الفيصل والشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.

ولعل السؤال الأهم الذي طرحه المتحاورون في هذا الشأن هو أهمية الإصلاح السياسي داخل الدول الأعضاء لمجلس التعاون وتماشيه مع التطورات الداخلية التي أنتجتها حكومات هذه الدول بصورة إيجابية من تطور التعليم والبنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ثم تطور النقاش بعد طرح الحضور لأهمية مناقشة الاتفاق الأميركي – الإيراني حول الملف النووي، وقرب اكتفاء أميركا من نفط الخليج، والانكشافات الاستراتيجية ومدى الاستعدادات الخليجية العربية لذلك.

ولعل من المهم تسليط الضوء على ما طرحه الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون الخليجي عبد الله بشارة من دخول «الجهاديين» في معادلة السلم والحرب في المنطقة بدلاً من الجيوش النظامية، التي اعتبرها معضلة تحتاج إلى دراسة أكثر تعمقاً.

لا شك أن هذا النوع من الحوار وطرح المواضيع بشكل جاد ومن أهل الخبرة والتجربة، أمر غاية في الأهمية، لأن الخليج ليس نفطاً فقط، كما عبر عنه الدكتور محمد الرميحي منذ زمن طويل في كتابه الموسوم.

وأتمنى أن يتواصل هذا النوع من البحوث والحوارات الاستراتيجية لمستقبل زاهر لدولنا ولفهم عميق لما يدور حولنا.

عبدالمحسن جمال

(القبس)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.