مقالات

والله تعبنا .. التفتوا لنا لا للمحميات!

من الاولى .. يا حكومة ويا مجلس الأمة ، تخصيص مواقع سكنية للموطنين الذين مازلوا ينتظرون ” بيت العمر ” بعد انتظار طويل يصل إلى 17 عاماً ، انتظار هلك جيبوبهم من قساوة الايجارات اللا منطقية والتي تتراوح ايجارات الشقق في مختلف مناطق الكويت من 500 إلى 1000 دينار كحد أدنى! مقابل رواتب لا تتجاوز الـ 1000 إلى 1200 دينار كمتوسط دخل الموظف الكويتي ، أما تأهيل 15 بالمئة من مساحة الكويت بهدف تحويلها إلى محميات للحيوانات والنباتات ؟!.

أنا ليس ضد انشاء محميات طبيعية ، ولكن كمقارنة أنا ضد تجاهل اولويات الموطنين الذين أصبح السكن بالنسبة لهم حلماً يراودهم في كل لحظة يعيشونها.

قد يسأل سائل ماهي قصة المحميات ؟! .. الأمم المتحدة أقرت للكويت تعويضات بيئية تصل إلى 3مليارات دولار، نتيجة الاضرار البيئية التي لحقت بها ابان الغزو العراقي ، وصرفها موجة إلى تأهيل البيئة الكويتية ، وتم الاتفاق على تخصيص صرف الأموال البيئية على عدة مشاريع أبرزها تأهيل البحيرات النفطية وتأهيل جزء من الاراضي الكويتية وتحويلها إلى محميات طبيعية ، وذلك يتم تحت رقابة وأشراف مراقبين الأمم المتحدة ، وهذا جاء حسب طلب اللجنة المشرفة على التعويضات ، وهي لجنة كويتية بإمتياز، وأنا هنا لابد أن أقف لطرح الأسئلة.

هل مشاكل الكويت البيئية فقط تختصر على البحيرات النفطية وانشاء المحميات؟!

· أين صرف تلك الأموال عن تأهيل المناطق السكنية التي تعاني من التلوث كالمناطق الجنوبية مثل ” أم الهيمان و الأحمدي و الفحيحيل والصباحية والقرين ” ومناطق أخرى مثل ” الصلبيخات والدوحة وبعض مناطق العاصمة ” لاسيما أن أجهزة قياسات التلوث التابعة للهيئة العامة للبيئة تؤكد على وجود تلوث في معظم مناطق الكويت ؟!

· أين أموال التعويضات البيئية عن تلوث البحر الذي لا زال جزء منه ملوث وغير مسموح به ممارسة السباحة والصيد؟!

· أين تلك التعويضات عن تأهيل الأراضي القريبة من المدينة لتحويلها إلى مناطق سكنية بدلاً من انشاء المحميات للطيور والثعابين والنباتات ؟!

· أين .. وأين .. وأين التي لا تنتهي من الأسئلة التي بحاجة إلى أجوبة مقنعة يتنظرها المواطن الذي ما زال ينتظر سكن ؟!.

أمر بغاية الأهمية أننا نطرح تلك الأسئلة، والأمر الأهم أن نحصل على المنطق الذي يتقبله العقل وليس الفوضى ، نعلم جيداً أن مراقبة الأمم المتحدة اجبرت اللجنة المشرفة على صرف التعويضات، بأن تعلن عن مشاريع مقابل تلك الأموال، وهذا الأمر لا رهيب فيه ولا جدال عليه ، ولكن السؤال لطالما ادارة الدولة قادرة على تنفيذ المشاريع المستعجلة تحت مراقبة الأمم المتحدة، اذن هل نحن بحاجة إلى مراقبة الأمم المتحدة ، كي نحظى بمشاريع اسكانية وانشاء مستشفيات وتطوير المستوى التعليمي، وتنفيذ كل المشاريع التنموية المنتظرة على نار؟!.

حال لسان المواطن .. يقول اعملوا محميات ، وصرفوا المليارات على تأهيل البحيرات النفطية ، واستقطعوا للمحميات 15 بالمئة من مساحة الكويت لحماية الطبيعة والحيوانات ، ولكن بنفس الوقت استقطعوا لنا فقط 2 بالمئة من مساحة الكويت لتحويلها إلى مناطق سكنية لحمايتنا من جشع بعض ملاك العقارات الذين استغلوا ظروفنا ” بلا سكن ” ونشفوا رواتبنا من قيمة ايجارات الشقق الكارثية ، ارجوكم التفتوا لنا ولو مره .. فوالله تعبنا.

حسن الـهـداد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.