إلى أن تعود الطواويس صيصانا.. هاتوا إنجازاتكم!
راكان بن حثلين: رحل الراشد وصفاء والعدساني والكندري وقويعان، رحل صوت المعارضة وغابت اللاءات التي كانت تعترض الإملاءات
راكان بن حثلين: تم تدارك الأمر قبل اتساع دائرة الانشقاقات عن عصا الطاعة.. وقطع الطريق أمام كل من كانت تهفو نفسه لمغادرة بيت الطاعة
راكان بن حثلين: انتظروها.. ثورة تنموية واقتصادية غير مسبوقة ببركات جلسة الخميس
راكان بن حثلين: عذرا من إخواننا البدون.. نظرا لتزايد الطلب وتوافد السياح اسرابا وحشوداً.. سنقتطع لكم جزءا من الشقيقة السودان
لم تكن جلسة الخميس الفائت عادية أو عابرة كغيرها من الجلسات، بل كانت جلسة تاريخية بكل المقاييس، ترتبط بمصائر وضمائر كل من شارك في استبعاد صوت المعارضة عن قبة العمل التشريعي، ولذلك تمت كل المحاولات لطمس معالم هذه الجلسة، وكان الاصرار على التصويت على استقالات النواب الخمس دون النداء بالاسم، بهدف الهروب من تثبيت المواقف في «المضبطة»، وما سيترتب عليه من سقوط الأقنعة عن وجوه كثيرة متقلبة، أمام شعب بات يتلهف لفرصة قريبة، يعود فيها من أصبحوا يتصورون أنفسهم طواويس صيصان صغار تستجدي صوت المواطن.
لن تكون هذه آخر الاستقالات، فليس ببعيد موعد بداية دور الانعقاد الثاني، والذي سيكون على موعد مع استحقاقات تلاحق عددا من الأسماء التي لايزال الشعب يتوسم فيها الخير من أعضاء مجلس الأمة، ولكن قبل ان تعود الطواويس صيصانا هاتوا انجازاتكم، وهرولوا بأسرع ما تستطيعون لتحقيق ولو قدر بسيط من الإنجازات، او ما ينفع لذر الرماد في العيون، وتخدير شعب اعتاد على التسامح، وإلى ذلك الحين سنحاول ان نشغل أنفسنا بحلم وردي:
سارت الجلسة المشهودة وفقا للائحة وطويت صفحة الاستقالات التي كانت تسبب قلقا وصداعا مزعجا في نظر البعض، وتم تدارك الأمر قبل اتساع دائرة الانشقاقات عن عصا الطاعة، وقطع الطريق أمام كل من كانت تهفو نفسه لمغادرة بيت الطاعة، والعودة الى أحضان الشعب، وتم الحجر على كل وباء من فصيلة المساءلة السياسية.
رحل الراشد وصفاء والعدساني والكندري وقويعان، رحل صوت المعارضة وغابت اللاءات التي كانت تعترض الإملاءات، وصفا الجو وانزاحت العثرات، وأصبح الوضع «سهود ومهود»، والطريق ممهد ومفروش بالورود أمام الحكومة وما تبقى من المجلس لتحقيق الحلم الموعود، علاقة ودودة، وتنمية غير معهودة، وإنجازات أكبر من أن يتسع لانتظارها صدر وصبر المواطن.
كيف لا؟! ومن يجرؤ ان يقول لا في مجلس «السوابق الحميدة»؟
من يقول ان البرلمان النابض بهموم الشارع سيغط في سبات صيفي عميق، او أن أعضاءه بدلا من تعويض الوقت الضائع سيجوبون اصقاع الأرض في وفود وصداقات بطابع سياحي ؟ ومن يجرؤ أن يسيء الظن بمن استبسلوا وأجادوا وجادوا بمصالحهم وأنفسهم وآخر أوتار في حناجرهم حتى تبقى المقاعد خضراء إلى ما شاء الله؟.
145 مليار دينار إجمالي الاحتياطي العام للدولة، وميزانية سنوية تفيض بخيرها على المشرق والمغرب، وطاقات شبابية مدججة بسلاح العلم، مؤسسات تعليمية تزخر بكل نفيس في مجال التدريس، وإدارة حكومية ناجحة بكل المقاييس، ومجلس نيابي لا يعرف التدليس.. انتظروها.. ثورة تنموية واقتصادية غير مسبوقة ببركات جلسة الخميس.
الشعب يصرخ «بسنا فلوس»، ولا خطر ولا ناقوس.. التنمية مستدامة، والأمن مستتب، واللصوص أصبحوا خلف القضبان، ولا كبير أمام القانون، والعدل أساس الملك، ولا محاباة ولا محسوبيات في طرح المناقصات.. مرحبا بكم في المدينة الفاضلة.
فتحت الأسوار، وحررت الاراضي، وأصبح لكل مواطن سقف وجدار غير آيل للسقوط، العقار بدينار، ولا احتكار، ولكن.. عذرا من إخواننا البدون.. نظرا لتزايد الطلب، وتوافد السياح اسرابا وحشوداً، سنقتطع لكم جزءا من الشقيقة السودان، ولا ضير في تمايز الألوان، فنحن في النهاية أمة عربية واحدة.