مقالات

مشروع نحس!

لست من المتطيرين, وأعوذ بالله أن أكون منهم, ولكن, بيني وبينكم, أحيانا تلفت نظري جملة مشاهدات ـ يسميها البعض “إشارات” ـ تبعث في نفسي التشاؤم أو التفاؤل, ومع ذلك, أمضي في الذي أنا فيه, متوكلا على الله سبحانه, من دون أدنى اعتبار لتلك “الإشارات”, فلا أجعلها تحمسني فأقدم, أو تثني عزمي فأتراجع, حتى وإن تحققت أو أصابت في مواضع كثيرة… وفي مشروع جامعة الشدادية, هناك جملة من “الإشارات”, لن أقول أنها تبعث على التشاؤم, وإنما سأقول أنها لا تدعو للتفاؤل, وذلك, نأيا بنفسي عن الاعتقاد بالتطير, وهو ما نهى عنه الإسلام بشدة.

من فضلكم, ركزوا على ما في مشروع جامعة الشدادية من “إشارات” غريبة تدعو للتأمل بعمق, فالمشروع طُرح إعلاميا للمرة الأولى في العام 1986 من قبل مدير الجامعة ـ آنذاك ـ الدكتور عبدالمحسن آل عبدالرزاق, الذي أكد أن جامعة الشدادية ستستقبل طلبتها في مطلع تسعينات القرن الماضي, ثم دخل ذلك المشروع حيز الصمت المطبق لمدة 18 عاما, وفي العام 2004 أصدر مجلس الأمة قانونا منح الحكومة فيه 10 سنوات لإنجاز المباني وافتتاح الجامعة في العام2014 . ومع ذلك, فإن الآليات والمعدات لم تلامس أرض المشروع إلا في العام 2009 وقبل نحو شهر, طلبت الحكومة إجراء تعديل على القانون رقم” 30/2004″ يمنحها تمديدا إضافيا لمدة 5 سنوات, وقد حصل!

الشاهد, أن الحكومة اختارت رقما عشوائيا للتمديد, فلا أحد تحيدا يعلم الموعد النهائي لاكتمال المشروع, وإن كانت أقرب التخمينات وأكثرها واقعية, هو ما قاله مدير جامعة الكويت, الدكتور عبداللطيف البدر, أن المشروع سينتهي في العام 2022 أي بزيادة 3 سنوات على التمديد الذي طلبته الحكومة… الآن, لنوجز ما سبق بالآتي: تأخر إنجاز المشروع لمدة 28 عاما, وارتفاع كلفته من 500 مليون, إلى مليار و600 مليون دينار, فضلا عما تم اكتشافه في أرضه من ذخائر وقنابل وألغام, وتعرضه لسلسلة متلاحقة من الحرائق, وما أثير عن سرقة رماله, وأخيرا, وليس آخرا, حدوث انهيار رملي مؤسف, أدى لوفاة اثنين من العاملين, وتسبب بتقديم الوزير المعني استقالته. ألا تدل هذه “الإشارات”, على أن المشروع نحس, أو لا يبشر بالخير إطلاقا… “قلت اللي عندي وانتو بكيفكم”!

 صالح الغنام

salehpen@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.