قطر تستعد لاستضافة مونديال 2022 بمطار عالمي يمثل واجهتها على العالم
لا تقتصر استعدادات قطر لاستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 على انشاء الملاعب الضخمة بل تشمل جميع متطلبات ذلك الحدث العالمي من منشآت وبنى تحتية. ومن تلك المنشآت مطار حمد الدولي الذي سيكون واجهة قطر لاستقبال ضيوفها من كل انحاء العالم.
ويشهد المطار الذي افتتح جزئيا في مطلع مايو الجاري ورشة عمل ضخمة لاتهدأ ليلا او نهارا لتكون مبانيه المعمارية ذات الجمالية الهندسية المتميزة والمصممة وفق اعلى المعايير البيئية والسلامة جاهزة لاستقبال عشرات الالاف من الرياضيين والزوار الذين سيتوافدون الى قطر في تلك المناسبة العالمية.
وعن مراحل العمل في المطار قال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في قطر ورئيس لجنة تسيير مشروع مطار حمد الدولي عبدالعزيز النعيمي في لقاء خاص مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا اليوم ان المطار صمم ليكون قادرا على استيعاب اكبر حدث عالمي ستشهده قطر وهو مونديال 2022 لكرة القدم.
واضاف ان قطر تعمل قيادة وحكومة وشعبا على انجاح تلك التظاهرة العالمية من جميع النواحي بما في ذلك مطار حمد الدولي الذي سيكون حال انجازه وافتتاحه الكلي في نهاية مايو الجاري بوابة قطر الجديدة على العالم.
وعن المعايير البيئية المطبقة في المطار اوضح النعيمي ان المطار الجديد توافرت فيه جميع المعايير البيئية واصبح صديقا للبيئة مضيفا انه تم التخلص من 5 ملايين طن من النفايات ومعالجتها وفقا للشروط البيئية العالمية.
وقال ان تصميم المطار يتضمن مجموعة من المفاهيم البيئية لتقليل الآثار وتحقيق اقصى قدر من الكفاءة في استخدام الطاقة ومنها انظمة النقل وكفاءة المياه واعادة التدوير والمواد عالية الاداء للحد من اكتساب الحرارة الى جانب تقنيات الاحتفاظ والسيطرة على تصريف مياه الامطار.
وردا على سؤال حول المدى الذي يعتبر فيه المطار من الابنية الذكية اوضح النعيمي ان المطار الجديد مزود بأجهزة ومعدات بالغة الدقة والحساسية والتطور.
وبين ان من تلك الاجهزة جهاز الكشف الأكثر دقة على الحقائب والمخدرات والأسلحة والمتفجرات ما يعزز كفاءة التشغيل دون التأثير على حركة المغادرين والقادمين والجهاز الكاشف عن المفرقعات والمتفجرات وان كانت موجودة في زوايا معتمة او بأحجام صغيرة بالغة الدقة.
وذكر ان هذه التقنية تعد الاولى من نوعها وتستخدم حصريا للجهة المطورة له بالتعاون مع إدارة امن المطار مع قوة الأمن الداخلي وبالتنسيق مع احدى شركات التقنية الامنية.
واوضح ان المطار مزود ايضا بأجهزة بالغة الدقة في التعامل الآلي لفحص الحقائب اتوماتيكيا.
ويضم المطار بوابات حدودية الكترونية قادرة على التعرف على بصمات الوجه والقزحية ومطابقة الهوية الذكية البيومترية والسماح باستخدام جوازات السفر الالكترونية وبطاقات تصريح الاقامة.
واضاف ان المطار يتضمن انظمة امن الكترونية تتضمن حوالى 10 الاف كاميرا تسيطر على كل الابواب اضافة الى اكبر انظمة تشغيل في شبكات المنطقة المحلية (اي بي) وتستند الى شبكة الالياف البصرية التي يبلغ طولها اكثر من 15 الف كيلومتر.
وقال النعيمي ان مطار حمد تتوافر فيه جميع المواصفات التي تجعله ينافس المطارات العالمية حيث يضم 130 بوابة لتسجيل الركاب ويحتوي على مدرجين للهبوط والاقلاع مبينا ان المدرج الشرقي يبلغ طوله 8ر4 كيلومتر ليكون واحدا من اطول المدرجات في العالم.
وذكر ان لجنة تسيير المطار قدرت التكلفة النهائية له بحوالي 15 مليار دولار وتساهم فيه اكثر من 100 شركة محلية وعالمية وعمل فيه 50 الف عامل واكثر من ألف مهندس.
وقال ان مدينة المطار ستبنى على مساحة قدرها 29 كيلومترا مربعا منها نسبة 60 في المئة ستكون على ارض ممدودة من الخليج الغربي.
واضاف انه تم تنفيذ المشروع على مراحل عدة حيث بدأ العمل به في عام 2005 وسيستمر حتى عام 2018 لانهاء باقي المنشات الخاصة بالمطار ومنها مدينة المطار.
وذكر ان مشروع المطار يضم 100 مبنى موزعة على مختلف المرافق وتبلغ مساحة المبنى الرئيسي للركاب 600 الف متر مربع ويتضمن ثلاث نقاط تجمع 33 بوابة سيتم رفعها الى خمس نقاط تجمع و65 بوابة منها ثماني بوابات مخصصة لطائرات الايرباص العملاقة من طراز (اي 380).
وأضاف ان المشروع مزود بمبنى الشحن وهو من اكبر المباني في العالم وتبلغ قدرته الاستيعابية 4ر1 مليون طن ويضم ايضا 11 منصة تستوعب الطائرات العريضة.
وقال ان القدرة الاستيعابية لمطار حمد بمراحله المختلفة ستكون 50 مليون مسافر في العام ويصل الى 70 مليون مسافر سنويا عند اكتمال جميع المراحل ويكون بذلك قادرا على استيعاب واحتضان مونديال 2022.
وردا على سؤال حول عامل الجذب الاجتماعي في المطار من حيث تقديم خدمات المطاعم والاتصالات اوضح النعيمي في حديثه ل(كونا) ان المطار سيدعم مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية في قطر وسيكون بمثابة مركز تجاري سياحي وترفيهي في آن واحد.
يذكر ان مطار حمد الدولي شكل ولادة اكبر مشاريع قطر التنموية التي تضم ايضا الميناء الجديد المتوقع تدشينه في عام 2016 ثم مشاريع سكك الحديد المتوقع الانتهاء منها في عام 2018 والتي ستشكل جميعها خطوات نحو مزيد من ازدهار اقتصاد قطر