عربي و دولي

مصر: الجيش يستعيد زمام السلطة

بعد عام على إطاحته الرئيس المصري محمد مرسي، يستعد الجيش لتكريس سيطرته على السلطة السياسية في البلاد، مع الانتخاب المتوقع لقائده العام السابق رئيسا للجمهورية الأسبوع المقبل.

خامس رئيس عسكري

ويكاد يكون فوز وزير الدفاع القائد العام السابق للجيش، عبد الفتاح السيسي، مؤكدا في اقتراع الإثنين والثلاثاء المقبلين على منافسه الوحيد السياسي اليساري حمدين صباحي.

وسيكون السيسي بذلك سادس الرؤساء المصريين منذ الإطاحة بالملكية عام 1952، وقد جاؤوا جميعهم من الجيش باستثناء وحيد هو محمد مرسي الذي انتخب بعد إطاحة حسني مبارك اثر ثورة يناير 2011.

وكانت هذه الثورة فاجأت كل مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش الذي ظل بحسب المحللين، يلعب دور الضامن والحامي للأنظمة المتعاقبة حتى 2011.

ومع أن دور الجيش السياسي تقلص في عهد مبارك، إلا أنه عندما اضطر في 11 فبراير 2011 إلى التنحي تحت ضغط التظاهرات الشعبية لم يجد أمامه إلا أن يسلم السلطة للجيش.

الجيش يستعيد دوره

ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة، مصطفى كامل السيد، إن “الجيش سيستعيد دوره في رسم السياسة في مصر”.

ويضيف أن “دور الجيش تضاءل في عهد حسني مبارك، ولم يعد للقوات المسلحة تأثير في عملية صنع القرار، وفي تحقيق الأمن السياسي الذي تم الاعتماد فيه أساسا على قوات الشرطة وفي السنوات الـ10 الأخيرة من حكمه خصوصا اقترن صعود نجله جمال مبارك بتنامي دور النخبة المدنية المحيطة به على حساب القوات المسلحة”.

ويؤيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أحمد عبد ربه هذا الرأي، ويقول إنه “في عهد مبارك كانت هناك معادلة تقضي بأن يترك للجيش مؤسساته الاقتصادية المستقلة، وأن يكون للعسكريين نصيبا في الجهاز الإداري للدولة، ولكنه يظل بعيدا عن رسم السياسة العليا للبلاد”.

ويتابع: “رغم ذلك ظل الجيش يلعب دور رمانة الميزان طوال الوقت” منذ سقوط الملكية، “لذلك لم يكن بوسع أحد إزاحة مبارك إلا الجيش، وتكرر الموقف في ظروف مختلفة مع مرسي”.

مباغتة

ويقول الخبراء إن الجيش المصري بوغت بثورة 2011، وارتبك مثل كل مؤسسات الدولة، وسعى للتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها أكبر قوة سياسية منظمة في الشارع آنذاك، إلا أنه عاد ووجد “فرصة ذهبية” لاستعادة زمام السلطة في يده.

ويقول عبد ربه “في لحظة 11 فبراير كان الجيش في أقصى درجات الخوف، إذ كانت هناك معادلة تريحه في ظل مبارك: رئيس للجمهورية جاء من القوات المسلحة ويضمن امتيازاتها واستقلالية مؤسساتها الاقتصادية”.

ويتابع “فجأة رحل الرئيس وانهار حزبه ولم يعد هناك إلا الجيش والأجهزة الأمنية للدولة والإخوان المسلمين، فسعت القوات المسلحة إليهم من أجل صياغة معادلة حكم جديدة”.

وبعد الإطاحة مرسي في 3 يوليو الماضي بدا واضحا أن القوات المسلحة تريد استعادة زمام السلطة، وشنت مع الأجهزة الأمنية حملة قمع ضد أنصار مرسي أسفرت عن مقتل 1400 منهم على الأقل، كما تم توقيف وحبس أكثر من 15 ألفا آخرين.

تحالف مؤقت

ويقول مصطفى كامل السيد إن “الجيش اعتقد أن الإخوان المسلمين لا يمكن أن يشكلوا ظهيرا سياسيا له، وإنما يمكن عقد شراكة معهم والتوصل إلى تفاهمات ضمنية حول امتيازات القوات المسلحة واستقلاليتها”.

ويقول كامل السيد إن البيان الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة مطلع مارس الماضي لإعلان دعمه ترشح السيسي، يوحي بأن ترشحه “يأتي بناء على تزكية من الجيش وبتفويض منه، وهو ما يعنى أن القوات المسلحة تحتفظ لنفسها بالسلطة في تحديد من يترشح للرئاسة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.