مقالات

نتحاسب.. على قدر الألم!!

أستكمل اليوم حديثي الذي بدأته في مقالي المعنون (تعالوا.. نتحاسب!!)، والذي كان موجعاً الى حد ان النار فتحت على من كل جانب، بالسب والتقريع والتبّلي نفاقاً وتزلفاً للشيخين!.

اقاموا حفلة زار على وقع ما كتبته سواء ما نقلته من شهادة الشهود عنهم في المحكمة أو مما أستقرأته من أحداث جسام مرت بها الديرة في سابق الأيام، كما أثلج صدري نقدهم المحموم لي لأنه يدفعني باصرار الى «التبحر» والتعمق في الكثير من تفاصيل القيادة الرديئة لهذين الرئيسين اللذين بسببهما خسرت الكويت الكثير ومازالت وتخلفنا عن ركب العصر وتطوره عقوداً وسنوات!.

٭٭٭

بالأمس حدثتكم عن أسلوب ونتائج تولي الشيخ ناصر المحمد رئاسة الوزراء، والأحداث الجسام التي وقعت في عهده، وطريقته في ادارة الحكومة، والنفق المظلم الذي قادنا اليه.. والذي أدخلنا بعده في نفق أظلم وأشد، وهو نفق سمو الشيخ جابر المبارك، والذي يجعلنا نقول لكليهما كفى.. كفوا أيديكم عن الكويت فلم يعد ممكناً ان نتحمل هذا الوضع.. كفوا والا فنحن سنستمر في ان نقول لكم ذلك بشتى الطرق والوسائل والأساليب حتى يقضي الله امراً كان مفعولاً.

٭٭٭

اليوم سنقف معاً على بعض المحطات عند رئيس الوزراء الحالي، وهي تعكس أننا اليوم نعيش في محنة حقيقية، بسبب وجوده على سدة السلطة التنفيذية، لن نخوض في تفاصيل العامين الماضيين اللذين شكل خلالهما 7 حكومات في ظل وفرة مالية غير مسبوقة وتعاقب علينا خلالها 3 مجالس نيابية وحظي فيهما بدعم غير مسبوق من الأغلبية النيابية.. وتمتع باعلام تجاري نخبوي كان أغلبه داعماً لمواقفه ووجوده، ومساندة وتأييد غرفة تجارة وتجار سياسة كان لهم اليد الطولى في مسلسل «الايداعات المليونية».. وكان تغير المشهد السياسي برمته حتى يأتي رئيساً للحكومة، وبدأت أولى المحطات الرديئة.. فقد تم توقيع عقد مناقصة محطة «الزور» البالغة قيمته مليار دينار، والذي رفضه ديوان المحاسبة مرتين!!.

٭٭٭

وبعدها بأيام قليلة كانت محطة اخرى أردأ، فقد تمت ترسية مناقصة مشروع «جسر جابر» بمبلغ 738 مليون دينار، وهو مشروع يقال فيه الكثير الآن!! كما لن أخوض بالتعيينات والمناصب الذي حظي بها حليفه الخاص في كتلة التحالف «اللاوطني»، خاصة وأن مسلسل منح المناصب لأبناء «الغرفة» مازال مستمراً بلا توقف، في مقابل ذلك لايزال الفساد مستمراً ومستشرياً في ظل غياب أي انجاز او تطور، في ظل تضخم الأسعار وكأننا كتب علينا ان نعاني هذا الشقاء كالمذنبين او انه كتب علينا ان نعيش حياتنا كالضائعين!!.

٭٭٭

لنكن صادقين مع أنفسنا ومعك يا سمو الرئيس، فقد شاركت وعلى مدى 20 عاماً مضت في أغلب حكومات الكويت، وكنت النائب الأول لحكومات ناصر المحمد، ومع ذلك ارتكبت الكثير من الأخطاء، والتي لم يتم تسليط الضوء عليها وذلك بسبب طبيعة هذه الوزارة التي تقلدتها وهي (وزارة الدفاع) والتي كانت ميزانياتها تفوق المليار دينار كل سنة، وأذكر ان من المحطات السوداء في تلك الفترة كانت محطة تم خلالها قيام ديوان المحاسبة بسحب مراقبيه من مواقعهم الرقابية على وزارة الدفاع أثر ظهور الفضائح في بعض المناقصات، وكانت هذه العملية هي الحادثة الأولى التي تحدث في احدى مؤسسات الدولة.. تخيلوا معي.. ان جهة رقابية كديوان المحاسبة لها مهمة أساسية بالرقابة والمتابعة تمنع من الاطلاع على المعلومات والمستندات الخاصة بأعمال الوزارة وتعاقداتها!! ما معنى ذلك!.

٭٭٭

ومع ذلك لن نتوقف عند هذه القضية والتي شكلت أيامها فضيحة كبرى في أواخر 2008 ولكن بالنسبة لنا فان ما يعكس قصر الرؤية وغياب التفكير والتدبير للأسف وذلك عندما قررت الغاء التجنيد الالزامي.. هكذا بقرار.. هكذا دون ترو أو دراسة تتخذ وزارتك قراراً كهذا مع ان التجنيد الالزامي له أهداف رائعة فهو يعزز الروح الوطنية لدى الشباب ويشعرهم بالعزة وهم يخدمون في جيش بلادهم، ويخلق لديهم قيماً اخلاقية وواجباً وطنياً تجاه الوطن، فضلاً عن اكساب الشباب مهارات وخبرات في كيفية التعامل مع الأزمات وحسن التصرف ولكن كل هذا لم يكن في مخيلتك مطلقاً وأنت بجرة قلم تتخذ القرار الصادم وتلغي به هذا النظام المعمول به لعشرات السنين، ولدولة تعرضت لغزو غاشم، والمبكي في الأمر أنك عندما تقلدت رئاسة الوزراء تفكر في اعادة نظام التجنيد الالزامي مرة أخرى.. ونفاجأ اليوم بالحكومة تعد مشروعاً جديداً لذلك!!.

٭٭٭

السؤال أذن لماذا ألغيته في ذاك الوقت وخسرت الكويت من جراء هذا القرار، ولماذا اليوم تفكر بارجاعه؟ ولكن هكذا هي حال الكويت!! الكويت بالفعل – سموك – حقل تجارب ونستمر والأمور طيبة!!.

سمو الرئيس.. هذا غيض من فيض، لكن الذي لا يغيب حقاً عن اذهاننا هو امر وقوفك في تلك الأيام الخوالي الى جانب «الأغلبية» آنذاك واعطاؤهم الحق في النزول الى الشارع، بعد حديثك معهم في الغرف المغلقة!! وفي الحقيقة نحن لا نلومهم على ذلك لأن النظام ومؤيدي الصوت الواحد (الأزرق) كانوا في واد والحكومة ومؤيد الأربعة أصوات (البرتقالي) في واد آخر.. كل ما يمكن ان أوضحه لسموك ان هذه السقطة تعتبر في الأعراف والأصول والقيم والمسؤولية تعتبر (!!!).. وللأمانة هناك تفاصيل أخرى أعلمها.. نعم اعلمها ولكن ليس كل ما يعرف يقال أو يخاض فيه على الملأ!! يكفينا ما تأكد لنا من ان الصراع على كراسي الحكم فد تسبب لنا بخسائر طالت أمسنا وحاضرنا ومستقبلنا وان صراعك مع أبناء عمومتك على هذا الكرسي تدفع عنه الأجيال القادمة.. وليت هذا في المقابل يحدث انجاز أو تطور.. أبداً.. ولولا ان فوائض المال التي حبانا الله بها لما أمكن ان نستر كل العوارات.. ولولا توزيع المزارع والجواخير وغيرها لما أستحت الأفواه والعيون! نكتفي اليوم بهذا القدر وعلى قدر الألم يكون الصراخ.. ولا نعلم الى متى يستمر هذا المشهد القبيح.. اللهم بلغت، اللهم فأشهد!!.

.. والعبرة لمن يتعظ!!.

منى العياف

alayyaf63@yahoo.com

twitter@munaalayyaf

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.