وأين سهم المواطن؟!

عن نفسي أضع نفسي دائما في مكان الخادمة، وأتخيل، الشر بره وبعيد، لو كان الوضع معكوسا، وكنت أنا من ترك أهله وأبناءه وبيته وبلده، وسافرت لكي أوفّر ثمن علاج ودواء لوالدي أو لوالدتي، وتكاليف دراسة أبنائي وملابسهم وطعامهم، وثمن بيت يغنيني وأهلي عن المبيت في عشة، وبالتالي أعاملها كما أحب ان تعاملني لو كنت في مكانها.بالنسبة لي لا أترك الخادمة تقوم بأعمال المنزل وحدها، خاصة في أوقات الزيارة الأسبوعية، والعزائم، والمناسبات التي تجتمع فيها الأسرة، ويزيد فيها العبء، كما في الأعياد، فيدي بيدها منذ الصباح الباكر، الى نهاية الزيارة، فهي في الأول والأخير انسان مثلي، وليس آلة لا تتعب، ولا تصاب بالاجهاد، وأنتقد كل من تلقي بكل شيء على كاهل الخدم، وتنفض يديها عن أي عمل في البيت.

سنوات طويلة وأنا وغيري من أهل الكويت، نستقدم من يخدمنا من دول مختلفة، وقد مرت بنا أشكال وألوان من الخادمات، فمنهن السارقة قليلة الأمانة، ومنهن الكسولة قليلة النظافة، ومنهن العصبية سريعة الزعل، ومنهن المسرفة تبعا لمقولة مال عمك لا يهمك، ومنهن الغيورة الحقودة، ومنهن المتمردة التي حولت منزل معازيبها الى ماخور خاصة أثناء نومهم أو حين يكون المنزل خاليا، وغير ذلك الكثير، دع عنك هروب الكثيرات منهن لأنهن من الأساس، لم يأتين للكويت للعمل في المنازل، وأعتبرها محظوظة جدا من تعثر على خادمة full option. الخادمات في السابق كن أفضل كثيرا من مثيلاتهن حاليا، وجودة الخادمات تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة، وفي المقابل، وبتساهل من جماعتنا في وزارة الخارجية، قفزت رواتبهن، وتكاليف استقدامهن قفزات كبيرة الى الأعلى، وهي مشكلة، ولكن هناك مشاكل أكبر منها السبب فيها نحن، وليس هؤلاء الخادمات.

قرأت نقاط المقترح بقانون الذي تقدم به خمسة من أعضاء مجلس الأمة لانشاء شركة مساهمة تتولى استقدام وتشغيل العمالة المنزلية، وأملت ان أجد فيه نقطة واحدة تخدم المواطن فلم أجد، وجميع ما كتب كان لحفظ حقوق الخدم مثل ضمان الوفاء بالأجر العادل، والخدمات الصحية، والعلاج الطبي وتحديد أنماط الخدمات المقدمة من الخدم، ومراعاة ظروف التشغيل. طيب أين أنتم من مسألة هروب الخادمات، الذي يكلف المواطن مالا ووقتا وجهدا، بالاضافة الى تعطيل المصالح.لماذا لم تتطرقوا لها في مقترحكم هذا، وتضمنوا للمواطن أنه لن يتعرض لما يتعرّض له الآن من أوضاع مضحكة كالزامه بدفع ثمن تذكرة سفر خادمته المتغيبة حين يعثر عليها حتى لو كانت لم تعمل عنده، ورؤيته لها لم تتعد يوماً أو يومين في بيته، بينما تبقى هي ومن اشتغلت لهم أو عندهم في الأمان، لا يكلّفهم الأمر شيئا.على قناة البحرين شاهدت برنامجا تحدث فيه مسؤولون حكوميون عن مشاكل الخدم، وكانت المشاكل paste & copy عما يحدث في الكويت، والسعودية بالذات، والسؤال يقول: هل عجزت تلك الدول عن التفكير بحلول عملية وعادلة لكلا الطرفين، الخادم وكفيله؟

عزيزة المفرج

almufarej@alwatan.com.kw