الاشغال: مشروع “جسر جابر” من أهم مشاريع خطة التنمية في الكويت
قال الوكيل المساعد في وزارة الاشغال العامة المهندس احمد الحصان اليوم ان جسر الشيخ جابر الاحمد الصباح يعد من اهم مشاريع خطة التنمية في الكويت مؤكدا حرص الجهات المشاركة في انشائه على تطبيق الشروط البيئية المقدمة من الهيئة العامة للبيئة.
جاء ذلك في كلمة له خلال افتتاح فعاليات الحلقة النقاشية بعنوان (ندوة بيئية شاملة) والخاصة بمشروع (جسر جابر الأحمد الصباح) والتي تنظمها شركة (هيونداي) الكورية بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للبيئة والمكاتب الاستشارية البيئية والهندسية القائمة على المشروع.
وقال الحصان ان الجانب البيئي الخاص بهذا المشروع احد اهم القضايا التي اخذت بعين الاعتبار خلال مرحلتي التصميم والتنفيذ وان جميع الجهات حرصت على تطبيق الشروط البيئية المقدمة من هيئة البيئة ضمانا للحفاظ على البيئة البحرية في جون الكويت.
واوضح على هامش الافتتاح ان منطقة الجون ذات طبيعة بيئية حساسة حيث الاحياء البحرية المتنوعة من اسماك وربيان وغيرها مبينا ان الجسر “يقطع مسافة ليست بالقليلة داخل جون الكويت ويعد اهم مشاريع خطة التنمية في الكويت مع المحافظة على البيئة البحرية التي تعتبر ثروة وطنية لبلدنا”.
وافاد بأن خطوات الجانب البيئي للمشروع اتخذتها الوزارة بالتنسيق مع الهيئة العامة للبيئة لضمان الحفاظ على البيئة البحرية في منطقة الجون منها مشروع تعويض الحياة البحرية ببناء المستوطنات والشعاب المرجانية الطبيعية المستزرعة اضافة الى عمليات المراقبة والرصد البيئي طوال فترة المشروع.
من جانبه ثمن مدير المشروع من شركة هيونداي الكورية سي اس بارك في تصريح ل(كونا) تضافر الجهود بين الاطراف المشتركة في هذا المشروع وهي هيئة البيئة ووزارة الاشغال وباحثون ومختصون من معهد الكويت للابحاث العلمية وجامعة الكويت وحرصهم على تطبيق المشروع مع مراعاة السلامة البيئية.
واضاف بارك ان لموقع جون الكويت اهمية كبيرة للبلاد ويجب مراعاة تقليل اثار التلوث والمضاعفات البيئية خلال فترة انشاء الجسر مؤكدا حرص الشركة على تطبيق المواصفات ضمن شروط العقد وخصوصا البيئية التي قدمتها الاطراف المشتركة.
من جهتها قالت مديرة ادارة التخطيط وتقييم المردود البيئي في الهيئة العامة للبيئة المهندسة سميرة الكندري ل(كونا) ان اهمية هذه الورشة تكمن في تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية والاكاديمية لحماية البيئة والتأكيد على اهمية تطبيق دراسات المردود البيئي للمشاريع التنموية للحد من الاثار البيئية السلبية التي قد تنتج عنها.
واضافت الكندري ان من شان هذه الورشة المساهمة في ايجاد وتقديم الحلول الكفيلة بالحفاظ على البيئة خصوصا لمشروع (جسر جابر الاحمد الصباح) وتقليل التلوث حفاظا على أمن وسلامة الأحياء البحرية ونوعية المياه.
واكدت ان جسر جابر يعد من المشاريع التنموية الضخمة حيث سيمتد على مسافة 37 كيلومترا داخل جون الكويت كما يعتبر موقعا بيئيا ذا حساسية بالغة نظرا لأهميته البيولوجية من جهة وضعف التيارات المائية من جهة اخرى.
واوضحت ان جون الكويت يعاني من مصادر عدة للتلوث اهمها مياه الصرف الصحي المعالجة والتلوث الحراري من محطات توليد الطاقة الكهربائية والمياه الصناعية وحركة الناقلات التجارية وموانئ التصدير والاستيراد والمناطق الحرفية الصناعية وغيرها من المصادر التي ادت الى نفوق كميات هائلة من الاسماك في السنوات الماضية.
وبينت الكندري ان الهيئة حرصت على اجراء دراسات المردود البيئي للمشروع بطريقة علمية صحيحة واتخاذ الاجراءات اللازمة لتقليل اثاره السلبية تنفيذا لقرار مجلس الوزراء رقم 691 لسنة 2008 حيث نص على الموافقة على تنفيذ المشروع مع اهمية مراعاة مردوده البيئي في مرحلتي التصميم والتنفيذ.
واشارت الى ان تلك الدراسات التي اجرتها الهيئة شملت دراسة المردود البيئي لكل مرحلة من مراحل المشروع اضافة الى تقرير خطة الادارة البيئية وتقرير أعمال التعويض البيئي التي نفذتها شركة عالم البيئة.
وذكرت انه من أهم ما يميز المشروع هو تطبيق نظام التعويض البيئي عن طريق استزراع الطحالب وانزال الشعاب الاصطناعية وتأهيل ما فقد من مواطن الروبيان الأخضر في جون الكويت جراء تنفيذ عمليات دفان الجزء الجنوبي من الجون.
وافادت بأن تلك الطريقة تعتبر من الطرق المبتكرة التي تم تطبيقها لأول مرة في الكويت بالتعاون مع المؤسسات العلمية والبحثية في البلاد وجمهورية كوريا الجنوبية وتحت اشراف هيئة البيئة مبينة انه سيتم تطبيق نظام الرقابة الالكتروني لمتابعة أعمال تنفيذ وتشغيل الجسر ومهمته عرض البيانات المتعلقة وربطها مع نظام المعلومات البيئية التابع للهيئة.
وشكرت الكندري وزارة الاشغال العامة وشركتي (هيونداي) و(عالم البيئة) وممثلي جامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والشركات القائمة على تنفيذ المشروع على التعاون فيما بينهم والعمل كفريق واحد من اجل انجاح المشروع من الناحيتين الفنية والبيئية