حساسية الكفاءات
يبدو أن الحكومة والجهات المسؤولة لديها حساسية من الكفاءات، ومن أي انسان مبدع ومخلص لعمله، يجتهد لتحقيق التغيير للافضل ضمن عمله وواجباته. لذلك بدل شكره والثناء عليه وربما مكافأته. يقومون بتطييره من منصبه. وأحيانا لخارج دائرة العمل والابداع، بتجميده أو فصله أو اقالته واحالته للتقاعد وغيرها.
فرغم قلة المخلصين في عملهم حولنا، مقارنة بالفاسدين والمتمصلحين من مناصبهم، يأتي شخص لينير توقعاتنا ويجعلنا نؤمن بإمكانية الابداع والاخلاص للوطن. كاللواء عبدالفتاح العلي الذي رغم كل الانتقادات والتعليقات التي أحاطت به، الا أنه ثابر واجتهد وتجاهل ما يقال وينشر وأبدع الى آخر الحدود، بالحد من الجرائم المرورية والتجاوزات، بإنزال العقوبات على الجميع دون استثناء، باعادة الحق لنصابه، بإحياء قوانين نائمة وسن جديدة ممتازة. كل.. كل هدفه كان مصلحة الوطن.
لذلك جاء خبر تدوير المناصب واحالته لادارة أخرى كالصاعقة على الشارع الكويتي. والصاعقة التالية كانت ايقاف قرار مهم جاء به وقام بتفعيله وهو حبس المخالفين وبدلا منه الاكتفاء بالغرامة. مما يعني أن يعود الحمقى للعب بالشوارع وتجاوز الاشارات واحتقار القانون، لأنها مجرد غرامة، ومع تليفون واسطة صغير ممكن أيضا تجاوز الغرامة.
ماذا يحدث. هل هناك نية خفية تعمل لتدمير الوطن، وابعاد كل من يضمر الخير له. هل هناك تنظيم وترتيب مسبق لشل تنمية البلد وشل جهازه الاصلاحي بإبعاد الكفاءات عن كراسي القرار.
لقد كان عبدالفتاح العلي، ثورة اجتماعية قبل أن يكون ثورة مرورية، ثورة انسانية كنا نحتاجها لنصدق أن الدنيا بخير. ومع غيابه، نعود لأحلام يقظتنا التي لن تتحقق.