مقالات

لماذا إيران مهمة؟

الزيارة المرتقبة لسمو الامير الى الجمهورية الاسلامية في ايران مهمة للغاية، مهمة بأهمية الزائر والمزور. فسمو الامير يُعرف عنه الحكمة ومُفكك خيوط ازمات المنطقة، واهمية زيارته تكمن في أنه سيكون الاول الذي يُطلق رصاصة الرحمة على ملف الازمات التي اعترت المنطقة بأكملها.

أما الجمهورية الاسلامية الايرانية فتكتسب اهميتها من الواقع الميداني الذي تعيشه المنطقة. طوال السنوات الماضية تكاتفت دول المنطقة ودول الاقليم والمنظمات الدولية والقوى العالمية على كسر شوكتها، ومع ذلك ظلت الجمهورية واقفة وتبني تحالفاتها الاستراتيجية مع العالم بلا توقف. وهذا التقدم نابع من عدة امور:

اولها انها مخزن لثالث اكبر احتياطي عالمي للنفط، الامر الذي يفرض على الدول الكبرى وخصوصا الاوروبيين النظر لها من زاوية المصالح الاقتصادية بالتساوي مع العداء السياسي. وثانيها قدرتها لاستقطاب جماعات المقاومة في العالم وخصوصا ضمن الجوار الاسرائيلي. والجوار الاسرائيلي مع انه تسبب لها بالكثير الكثير من المتاعب، لكنه ايضا جاءها بمميزات جعلها بمرتبة يصعب الوصول اليها فيما لو كانت اسرائيل خارج الاهتمام الايراني. فالاسرائيلون ليسوا بعدو اعتيادي، فاللوبيات الاسرائيلية النافذة والعاملة في الدول الصناعية والكبرى في العالم قدمت خدمة دعائية للايرانيين وجعلتهم في مصاف الدول العظمى من حيث القوة والهيبة. فلو صرفت الجمهورية المليارات على الاعلام، لما حصلت على هذه السمعة (بغض النظر عما ان كانت سمعة حسنة او سيئة) التي جعلتها تناطح اعتى الامبراطوريات التي عرفها تاريخ الانسانية الطويل.

والاهمية الثالثة فتأتي بسبب جغرافيتها الواقعة في المنتصف. فللايرانيين منافذ بحرية كثيرة وتطل على الخليج الى جانب بحر العرب وبحر قزوين ومضيق هرمز، المضيق الذي يهدد الحديث عنه مصير الاقتصاد العالمي.

لذلك نرى أن الزيارة المرتقبة ستكون بمثابة منعطف لتغيير وقائع التاريخ. فنأمل أن تنقضي الازمات ولا تتعرقل مسيرة السلام بفعل الثعابين والعقارب

حسن عبد الله عباس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.