عربي و دولي

العاهل المغربي يدعو لولادة جديدة للاتحاد المغاربي

في أول خطاب بالمجلس التأسيسي لفترة ما بعد انهيار النظام التونسي السابق لزين العابدين بن علي، ولفترة ما بعد المصادقة على الدستور الجديد، أعلن العاهل المغربي، محمد السادس، “وقوفه الدائم إلى جانب الشعب التونسي في السراء والضراء”، معلنا أن كل زياراته إلى تونس يخالجه فيها “مزيج من مشاعر التأثر والاعتزاز والأمل”.

وكشف العاهل المغربي في خطابه أنه في تونس، التي وصفها بـ”الأرض الطيبة”، فإنه “يشعر بأنه وسط أهله” الذين “يبادلهم نفس المحبة الصادقة والوفاء الدائم”، آملا في صناعة “نموذج جديد في العلاقات المغاربية”.

وأماط الملك محمد السادس اللثام عن “اهتمامه بتحولات تونس” بصفته “ملك المغرب”، وأيضا كمغربي “غيور على الأخوة المغربية التونسية”، قبل أن يصف المجلس التأسيسي بأنه يمثل “تونس الجديدة” التي جعلت “مصلحة الوطن هي العليا”، مدعما في نفس الاتجاه في تونس “توطيد دعائم دولة المؤسسات والاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب التونسي في الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.

ومن المجلس التأسيسي التونسي، أطلق الملك محمد السادس، حزمة من الرسائل في كل الاتجاهات المغاربية، مناديا بـ”عدم إخلاف الدول المغاربية لموعدها مع التاريخ”، ليشدد على أن الاتحاد المغاربي “لا يمكن أن يبقى خارج منطق العصر”، ومتأسفا على “التعطيل المؤسف الذي يحول دون الاستغلال الأمثل للخيرات والقدرات”.

وبلغة مباشرة، وصف العاهل المغربي بالمخطئ كل من “يعتقد أن دولة وحدها قادرة على الاستجابة للتطلعات المشروعة لشعبها، خاصة مطالب الشباب المغاربي” الذي وصفه بـ”الثروة الحقيقية”، وبـ”المخطىء” أيضا وصف العاهل المغربي من “يتوهم أن دولة بمفردها قادرة على حل مشاكل الأمن والاستقرار”، موضحا أن “التجارب أكدت فشل المقاربات الإقصائية في مواجهة المخاطر الأمنية، في ظل ما يشهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات أمنية وتنموية”.

وقال الملك المغربي، إنه “مخطئ” كل من يعتقد أن الإبقاء على “الوضع القائم وحالة الجمود التي يعيشها” الاتحاد المغاربي يمكن أن “يصبح استراتيجية ناجحة وسط التمادي في إغلاق الحدود” الذي لا “يتماشى مع الميثاق المؤسس للاتحاد ومنطق التاريخ ومستلزمات الترابط والتكامل الجغرافي”.

وجدد الملك محمد السادس الدعوة إلى ولادة “نظام مغاربي جديد” ينطلق من روح ومنطوق معاهدة مراكش التأسيسية للعام 1989، التي مر عليها ربع قرن، فالاتحاد هو “مطلب شعبي ملح وحتمية إقليمية استراتيجية على أساس مقاربة تشاركية وشاملة قادرة على “رفع التحديات” مع إضافة عوامل “الثقة والحوار وحسن الجوار والاحترام المتبادل للخصوصيات” القومية.

وربط الملك المغربي بين قيام اتحاد مغاربي متكامل وبين دعم القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتدعيم الشراكة بين الدول المغاربية والجوار الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.