«البدون» أخفوا جنسياتهم! وبوخالد أنصفهم!
من هم «البدون»؟! أليس هؤلاء من أخفوا جنسياتهم الأصلية للحصول على الجنسية الكويتية ذات الامتيازات الذهبية المؤدية إلى طريق الرفاه؟!
جاء هذا السؤال من قبل البعض أثناء نقاش دار في ديوانية «عروقها بالماي» على عهدة الراوي! طبعاً أحد الحضور، أكد أن أهل الكويت معروفون، ولا داعي لأن يدعي البعض بأنه كويتي والمعروف أنه من بلد آخر، وجنسيته معلومة لدى الدولة.
أجمل ما بالحوار هو الإنصاف، نعم الإنصاف! هذا ما قاله وأكده «بو خالد»، وهو أحد رواد الديوانية عندما فند بعض الاتهامات والأقاويل والحكاوي بشأن قضية «البدون»، فكان رأيه عبارة عن سرد موضوعي لقضية البدون بمعلومات قيمة، معظم جيل الشباب لا يعرفونها على حد قوله، وأود طرح أهم ما تفضل به من حقائق، تؤكد أن مسمى «البدون» حقيقي وموجود منذ 50 عاماً، وهم كويتيون مع وقف التنفيذ.
أكد أبو خالد.. أن هناك قبائل وعشائر منذ الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، كانوا يعيشون في بادية الكويت، وكان أمير البادية والمسؤول عنهم آنذاك هو الشيخ صباح الناصر الصباح -رحمه الله- الذي كان يعرفهم عز المعرفة، ويعرف مساكنهم، وكان يؤكد ولاءهم للكويت، كثيرون من هؤلاء لم يحصل على الجنسية الكويتية حتى وقتنا هذا، لأسباب كثيرة منها معلنة ومنها غير معلنة، ولكن أبرزها كانت وفاة الشيخ صباح الناصر عام 1957 أي قبل قانون الجنسية الذي صدر في عام 1959، الأمر الذي أفقدهم سند شهادة أمير البادية، وأصبحوا بلا سند في لجان الجنسية في شرق وجبلة ومرقاب في عامي 1961 و1962، وهؤلاء ما زالوا يملكون مستندات تؤكد وجودهم القديم أي قبل قانون الجنسية وقبل استقلال الكويت، وحافظوا على إقامتهم إلى يومنا هذا.. فكيف ترون هؤلاء؟ هل هم مستحقون للجنسية أم لا؟!
فمعظم الحضور.. نطقوا بكلمة واحدة يابو خالد معقول هالكلام؟ «والله هذول حرام بدون»! الجميل بالنقاش أن البعض لم يكن يعلم بقضية البدون وتداعياتها، والبعض منهم يعتقد أن كل البدون جاؤوا للكويت في زمن الثمانينيات وأخفوا جنسياتهم، وذلك نتيجة الإشاعات التي يتم تداولها منذ زمن بعيد، خاصة بعد تحرير الكويت، فمعلومة «بو خالد» غيرت نظرتهم للقضية، ولم يتوقف «بو خالد» عند هذا الحد، بل استرسل بكشف حقيقة هذه القضية بشكل واسع وبتفصيل يحمل ضميرا إنسانيا، وانتقل من محاوره إلى طرح الأسئلة على الحضور من باب تقديم المعلومات عما يسمى بالبدون.
-كيف ترون إلى من عملوا في شركة نفط الكويت عام 1948 و1952 و1956 وهم مازالوا بدون جنسية، رغم أنهم كانوا يعملون آنذاك كعمال كويتيين، تخيلوا معي ذاك الزمن جيداً وحكموا، هل يعقل أن نطلق على هؤلاء بدون؟!
– كيف ترون من درس في مدارس الكويت وهم أطفال كويتيون عام 1955 و1956 و1957 وكان والدهم هو من يرسلهم للمدرسة وينتظرهم في نهاية الدوام، وهؤلاء لا زالوا بدون جنسية، وأعمارهم قاربت الـ70 عاماً ومنهم توفاه الله، تصوروا معي أوضاعهم؟!
– كيف ترون من عمل في السلك العسكري في عام 1955 و1957 و1959 وخدموا الكويت، ومنهم من كان من يحمل وثيقة سفر كويتية أي قبل صدور الجنسية، وهؤلاء مازالوا من دون جنسية؟!
– كيف ترون أن من شاركوا وقاتلوا في الحروب العربية في 1967 و1973 تحت راية واسم الكويت، هؤلاء إلى الآن بدون جنسية؟!
كانت أسئلة «بو خالد» كثيرة لرواد الديوانية، واختصروا ردهم بجملة أصيلة «هذول إخوة لنا بالمواطنة وإنصافهم أمر في غاية الأهمية، وجزاك الله خيرا يابو خالد لأنك بينت لنا حقيقة ما كنا نعلم تفاصيلها»، وقال بو خالد يا جماعة ليس كل ما يقال عن البدون من اتهامات وقصص صحيحة، لذا علينا أن نقف مع حقوقهم ولا نساهم في هضم استحقاقهم.
فليس هؤلاء من أخفوا جنسياتهم، بل هناك من أخفوا ضمائرهم بعيداً عن الحقيقة التي يعلمونها جيداً، بأن هؤلاء كويتيون أكثر من بعض من حصلوا على الجنسية.
حسن الهداد