أحسنوا اختيار مساعديكم
قال أحد المحلّلين المصريين مرّة ان فشل محمد مرسي في حكم مصر كان بسبب استعانته بثلاثة أنواع من البشر لادارة الدولة معه، المغفلين، والأنذال، والخونة. سقط مرسي ونزل (قوع) وذهب معه مغفلوه، وأنذاله، وخونته، وبقيت منهم فلول حاولت بالعمليات الارهابية افشال ثورة 30 يونيو، والانتقام من سقوط حكم الاخوان بقتل ضبّاط وجنود الشرطة، كما توعّد قادتهم من قبل أمثال البلتاجي ورفيقه صفوت حجازي صاحب مقولة «عالقدس رايحين شهداء بالملايين»، ولكن الشرطة المصرية بما تملك من كفاءة استطاعت تحجيم تلك الاعتداءات، وتقليلها الى حد كبير، الأمر الذي جعل جماعة المرشد كمن أصيب بضربة قوية على الرأس أفقدته توازنه، فجعلت كل فرد فيهم «يلبّخ» في الكلام، ومن ضمنهم مذيع الجزيرة أحمد منصور الذي خرج في برنامج أعدّ خصيصا لمناسبة ما يحدث في مصر، ومن فرط التّلبيخ والخروج عن حدود الذوق والأدب تركه الضيف «يلطلط» وحده، رافضا اكمال البرنامج معه.
أحمد منصور أمسك بضيفه وهو من كبار المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين، ويعمل مستشارا لدى وزارتي الداخلية والدفاع الأمريكيتين، وأفرغ فيه كل ما يشعر به من قهر ومرارة بسبب خسارة الاخوان حكم مصر، وبسبب فوز المشير عبدالفتاح السيسي برئاسة مصر، وحاول جاهدا ان يلقي بالمسؤولية على كاهل أمريكا التي اتهمها بأنها السبب فيما حدث حين نفضت يديها عن الجماعة، وتركتهم في الساحة وحيدين. أحمد منصور، بفظاظته، وغلظته، واندفاعه الأحمق حاول جاهدا ان يظهر الاخوان المسلمين بمظهر الأبرياء المساكين، الذين طحنتهم الآلة العسكرية المصرية التي نزلت للشوارع من أجل دك المدنيين المسالمين العزّل حسب كلامه، ولكن هذا يبقى لا شيء أمام نقطة خطيرة ذكرها في كلامه، ويجب الاهتمام بها.
منصور قال كلاما يذكّرنا بشريط انتشر ويتضمن تآمر على نظام الحكم في المملكة من حيث استمالة الضباط والعسكريين السعوديين من الجيل الثالث الدارسين في الخارج، واستخدامهم في اسقاط النظام، فقد عنّف أحمد منصور الضيف بسبب عدم قيام الولايات المتحدة باستمالة جموع من العسكريين المصريين الذين يتدربون في الولايات المتحدة وتجنيدهم بشكل مسبق، فيستفيدون منهم بعد ذلك في تحقيق أهدافهم، وهو أمر يجب ان تنتبه له دول الخليج، وتأخذ الحذر والحيطة منه، فالخيانة صارت معدية، وبعض أبناء الخليج أصبحوا لا يترددون في هدم بلد من أجل جماعة.
أحمد منصور كان يخون بلده علنا، وعلى الهواء وهو يدعو أمريكا لتجنيد الضباط المصريين الدارسين هناك لكي يعودوا، وينقلبوا على نظام الحكم في بلدهم، وهو اثبات ودليل فعلي على ما قاله ذلك المحلل المصري عن الأنذال والمغفلين والخونة، الذين استعان بهم مرسي فـ «جابوا» أجله.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw