عربي و دولي

لندن تهدد بإجراء استفتاء مبكر حول التخلي عن عضوية الاتحاد الأوروبي

يشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على أن بلاده يمكن أن تتخلى عن العضوية في الاتحاد الأوربي، إذا تمكن جان كلود يونكر من الفوز بمنصب رئيس المفوضية الأوربية، إذ تتحفظ لندن على طرح اسم يونكر قبل أن يصبح الرئيس القادم للمفوضية، ولكن يواجه رئيس الوزراء البريطاني اتهامات بالعمل على ابتزاز الدول الأوربية الأخرى التي تدعم ترشيح يونكر لهذا المنصب الرفيع، ومن ثم يتعرض كاميرون لاتهامات بالغة القسوة، بزعم تورطه في محاولة سيطرة بريطانيا على الاتحاد الأوربي، إذ يتورط كاميرون في مراوغات محددة لمنع وصول يونكر-الذي ينتمي إلى دولة لوكسمبورج، إلى منصب رئيس المفوضية الأوربية، وتشير المصادر القريبة من كاميرون إلى أن حصول يونكر على المنصب، سيؤدي إلى تعجيل الحكومة البريطانية بإجراء استفتاء عام على استمرار بريطانيا في عضوية الاتحاد الأوربي، أو انشقاقها عن الإطار الوحدوي للقارة الأوربية.

ويواجه الاقتراح الخاص بترشيح يونكر لمنصب رئيس المفوضية الأوربية، معارضة متزايدة فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أن يونكر هو أحد الأسماء ا لمطروحة للمنافسة، ولن يكون الاسم الوحيد المطروح للتصويت، في إشارة إلى أن هناك العديد من الشخصيات الأوربية التي يمكن ترشيحها لهذا المنصب.

من جانبه أعلن جان كلود يونكر أنه لا يزال واثقا من الفوز بمنصب رئيس المفوضية الأوروبية، وأبلغ يونكر صحيفة بيلد Bild الألمانية أن الدول الأوربية لا ينبغي أن ترضخ للابتزاز في إشارة إلى موقف الدول المناوئة لترشيحه التي تتزعمها بريطانيا، مع ملاحظة أن يونكر قال خلال الحوار مع الصحيفة الألمانية أن الأغلبية من القادة من الأوربيين يدعمون ترشيحه.

بالرغم من أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كانت أكبر المؤيدين لترشيح يونكر بصورة مبدئية، إلا أن ميركل يبدو أنها تراجعت عن المضي في هذا الموقف، ولكن الحزب الذي تنتمي إليه ميركل لا يزال مساندا لترشيح يونكر، ولكن تزعم بعض التقارير أن المستشارة ميركل أذعنت بسهولة للمطالب التي تقدمت بها بريطانيا، ومن ثم تراجعت برلين عن الاستمرار في دعم يونكر.

في سياق آخر وجه حزب العمال المعارض في بريطانيا، انتقادات حادة إلى إستراتيجية التفاوض التي ينفذها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وأشارت مصادر حزب العمال إلى أن التهديدات التي أطلقها كاميرون، ستصيب الموقف البريطاني بالضعف والعزلة داخل الاتحاد الأوربي، باعتبار أن كاميرون يعلن انحيازه بوضوح إلى جانب المناوئين لفكرة الوحدة الأوربية، وكان من المفترض أن يتجه كاميرون إلى تكوين تحالفات لمساندة موقف بريطانيا، بدلا من المضي في إطلاق التهديدات

في مواجهة الانتقادات التي تثار ضد رئيس الوزراء البريطاني، لم تصدر عن المصادر المقربة من كاميرون أية ردود أفعال على الاتهامات التي تثار ضد السياسة الخارجية البريطانية، على أساس أن كاميرون غامر بالمجازفة بوضع بريطانيا في الاتحاد الأوربي، ومع ذلك تشير بعض المصادر إلى أن كاميرون لا يزال ملتزما بإجراء الاستفتاء على استمرار بريطانيا أو انسحابها من الاتحاد الأوربي بحلول عام 2017، ويضيف وزير الخارجية في حكومة الظل البريطانية، أن معارضة كاميرون السافرة لتولي جان كلود يونكر منصب رئيس المفوضية الروبية، يمكن أن يتسبب في تعرض الحكومة البريطانية لعدم الاستقرار في الداخل ، فضلا عن التعرض للتداعيات الناجمة عن الإحراج في الخارج، وذلك إذا تمكن يونكر من الفوز بمنصب رئيس المفوضية الأوربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.