باحثون سعوديون: أول عدوى بـ “كورونا” بين البشر سببها “الجمال”
توصل باحثون سعوديون بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، في دراسة حديثة، إلى أن أول حالة إصابة بعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروفة بـ”كورونا” بين البشر كانت بسبب الجمال.
ونشرت مجلة “ذا نيو إنجلاند جورنال أوف مديسين” الأمريكية المتخصصة في الأبحاث الطبية، تقريرًا عن هذه الدراسة التي كشفت بعض المعلومات عن طريقة انتقال ذلك الفيروس من الحيوان للإنسان.
وذكر التقرير أن الدراسة التي أجراها فريق البحث كانت حول أربعيني سعودي يمتلك حظيرة في جنوب جدة بها تسعة جمال، ونقل التقرير عن ثلاثة من أصدقاء الأربعيني، صاحب الحظيرة، تأكيدهم أنهم قاموا بزيارة الحظيرة قبل إصابة صاحبها بالمرض ليجدوا أن أربعة جمال تعاني رشحا شديدا في الأنف، الأمر الذي جعل صاحب الحظيرة يضع دواء موضعيا في أنف أحد هذه الجمال المصابة بالرشح، وبعد الزيارة بسبعة أيام بدأت أعراض المرض تظهر على صاحب الحظيرة.
وبحسب التقرير، فإن المريض السعودي (44 عامًا)، وهو ضابط متقاعد، دخل قسم العناية المركزة التابع لمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة في 3 نوفمبر 2013 وهو يعاني ضيقا شديدا في التنفس وتوفي في 18 نوفمبر 2013.
وأفاد الباحثون بأن أصدقاء الأربعيني المتوفى وابنته (18 عامًا) لم يظهر عليهم أي أعراض للإصابة بالفيروس، وبالكشف على عينات من الجمال بعد 28 يومًا من دخول الأربعيني في المستشفى، وجد الباحثون أن جميع الجمال، بما فيها الجمل الذي كان مصابا سابقا، خالين من فيروس كورونا
ولكن الباحثين قالوا إن عينة المخاط الأنفي التي أخذت من الجمل المصاب ومن الأربعيني المصاب بعد ستة أيام من دخول الأخير العناية المركزة ظهرت فيهما الإصابة بالفيروس نفسه ما يعني أن الفيروس قد ينتقل من الحيوان المريض للإنسان المعافى عند الاحتكاك المباشر.
ونقل موقع “آي بي تيمز” تعليق إيان جونس، أستاذ علم الفيروسات بأحد الجامعات البريطانية، على نتائج هذه الدراسة، إذ قال “إن هذه المعلومات التي توصلت لها هذه الدراسة تُبيِّن لنا أن أول إصابة بشرية بفيروس كورونا القاتل كانت بسبب الاحتكاك القريب جدا والمباشر بأحد الحيوانات الحاملة للمرض”.
وأضاف أن هذا يؤكد لنا أكثر وأكثر أن الجمال هي المصدر الرئيس لإصابة الإنسان بكورونا
أما الدكتور مارك سيجل، خبير الأمراض المعدية والأستاذ المشارك بمركز لانجون الطبي بنيويورك، فقال “لقد كنا نعتقد جميعا أن الجمال هي مصدر انتقال الفيروس للبشر ولكننا لم نستطع إثبات ذلك حتى تمكَّنت هذه الدراسة من إثباته الآن، وأكمل كلامه قائلا “من الواضح أن انتقال العدوى من الحيوان للإنسان هي السبب وراء ما نعانيه اليوم”.