برلمانيات
نبيل الفضل يقترح طرح تأهيل الحمامات العمومية بنظام الـ BOT
قدم النائب نبيل الفضل اقتراحا يطالب فيه البلدية بطرح تأهيل الحمامات العمومية على شركات الدعاية بنظام الـ B.O.T وقال في مقدمته:
في جميع الدول المتقدمة والشعوب المتحضرة فان الاهتمام والعناية بمرفق الحمامات العمومية المملوكة للدولة تحظى بالاهتمام التشريعي الذي يعاقب من يسيء استخدام هذه المرافق أو يتسبب في تلفها أو التعدي على نظافتها، وعلى سبيل المثال نجد ان مجلس العموم البريطاني الذي يواجه أدق المسائل في الشؤون العامة ومراقبة سلوك الحكومة تجاه تلك الشؤون، فان هذا المجلس قد ناقش من خلال لجنة المراقبة البيئية موضوع الحمامات العمومية في بريطانيا من حيث سلبياتها وايجابياتها، حيث أُخْضِعَ هذا الموضوع في اللجنة المذكورة للبحث والتقصي وللمناقشة الدقيقة مع الحكومة البريطانية والسلطات المحلية، فانتهت اللجنة في الثاني والعشرين من أكتوبر من العام 2008 برفع تقرير الى مجلس العموم بشأن الحمامات العمومية.
ويأتي اهتمام مجلس العموم البريطاني في موضوع الحمامات العامة نظراً لأن الدراسات العلمية في بريطانيا أثبتت ان الحمامات العمومية لا تقل أهمية عن أي موضوع يختص به مجلس العموم نظراً لما تقدمه هذه الحمامات العمومية من خدمات عامة في مجالات النظافة حيث تشكل النظافة عاملا رئيسيا في المحافظة على البيئة والصحة.
وبعد اجتماعات عديدة مع الحكومة البريطانية، فقد انتهت اللجنة المشار اليها في تقريرها البالغ تسعون صفحة الى تسجيل العديد من ملاحظاتها وتوصياتها.
فاللجنة المذكورة قالت في من ضمن ملاحظاتها ان السلطات المحلية وفرت حمامات عمومية ظاهرة للعيان وذات لوحات ارشادية ومعلومات عنها تمكن الجمهور من الوصول اليها، الا ان هذه الحمامات العمومية أصبحت بيئة جاذبة للقيام بسلوكيات خاطئة ومعيبة في المجتمع من بعض الأفراد نتيجة اهمالها وعدم نظافتها، ناهيك على ان كبار السن لا يتمتعون باستقلالية عند استخدامهم للحمامات العمومية، كما أنها لا تتضمن أدوات مناسبة لاستخدامها، وكل ذلك سبب النفور لدى الكثير من الجمهور من استخدامها.
وانتهت اللجنة المذكورة في توصياتها أنه يجب وبشكل ملح وضروري ان تدخل الحمامات العمومية في برنامج الحكومة بشأن المشاريع المجتمعية وأن يسمح للكيانات التجارية تقديم الدعم لاعادة تأهيل الحمامات العمومية بما يحفظ البيئة الصحية.
ويلاحظ على سلوك مجلس العموم البريطاني تجاه الحمامات العمومية أنه على الرغم من ان موضوعات هذا المجلس كبيرة ومتنوعة تمتد على اتساع بريطانيا الا ان هذا المجلس سخر جزءا كبيرا من وقته لموضوع رآه على درجة من الأهمية لتعلقه بالصحة العامة.
فاذا كان ما سبق هو سلوك الغرب ونظرتهم الدقيقة نحو النظافة العامة، فان الاسلام قد سبقهم نحو الحث على النظافة اذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اماطة الأذى عن الطريق صدقة)، وقال ايضا: (ان الله يبغض الرجل القاذورة قيل وما القاذورة يا رسول الله؟ قال: الذي يتأفف به جليسه).
ولما كانت الكويت كغيرها من الدول تنتشر فيها الحمامات العمومية، الا ان الناس قد هجروا استخدامها نظراً لاهمالها من قبل بلدية الكويت فأصبحت بعد اهمالها مرتعاً للقاذورات على الرغم من ان المصطفى عليه أفضل الصلوات والسلام أمرنا بالنظافة، وأن الاهتمام بالحمامات العمومية في الكويت توفر للناس نظافة عامة وتقدم لهم خدمات عامة فيحتاجها من هم في أمس الحاجة اليها من الأطفال وكبار السن ومرضى السكر عند ارتياد الأماكن العامة التي بنيت فيها هذه الحمامات العمومية كالأسواق مثلا، مما يقتضي تطبيقا لأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم ان نسن سنة حسنة نحو خدمة الناس في حاجتهم للنظافة العامة وأن يعاد تأهيل الحمامات العمومية عن طريق قيام بلدية الكويت بطرح مشروع تأهيلها على شركات الدعاية والاعلان مقابل الاستفادة من هذه الحمامات العمومية في مجال الدعاية والاعلان.
لذلك فانني أتقدم بالاقتراح برغبة التالي: اقترح قيام بلدية الكويت بطرح مشروع تأهيل وادارة الحمامات العمومية على شركات الدعاية والاعلان بنظام الـ B.O.T وتمكين هذه الشركات من اعادة بنائها بأحدث التصاميم، وتزويدها بأحدث أدوات الاستخدام المخصصة لأغراضها ومراقبتها على الدوام ونظافتها مع عدم وضع أي تعرفة على استخدام الناس لهذه المرافق العامة، مقابل السماح لتلك الشركات باستخدام جدران وأسقف هذه الحمامات بوضع الاعلانات التجارية بتصاميم تضفي جمالا لهذه المرافق اضافة للسماح لهذه الشركات بوضع آلات البيع الآلي (Bendig Machine) للمرطبات والحلويات والسجائر وغيرها.