انتبه.. يا وزير الإعلام!!

أعتذر اليكم وبشدة لأنني في سابق الأيام أشدت باختيار الشيخ سلمان لمنصب وزير الإعلام الذي سيذكر التاريخ بأنه أصاب وجه الكويت الحضاري بتشوهات قاتلة لا علاج منها.. ولا ندري إن كان يعلم أن ما فعله كان كذلك أم لا.. وهل فعله عن خاطر أو كان مأموراً بهذا؟ وكان عليه أن ينتفض لنفسه لأن التاريخ لن يرحمه وحتماً سيشمله بالحساب.. كان عليه ألا يقبل باتخاذ قرارات انتقائية غير سليمة، لا قانوناً ولا عرفاً وإنما ولدت قهراً وبطشاً ونتاج سوء إدارة وقمع وانعدام للحيدة والموضوعية!.

٭٭٭

وزير الإعلام اليوم بات جزءاً من إدارة حكومية – شاملة – لمواجهة قضية ثار بشأنها لغط كبير تعج بالفساد الرهيب، وهناك محاولة غير طبيعية لطمسها من خلال استخدام مؤسسات الدولة، وكان عليه ألا يجعل نفسه جزءاً من هذا الملف الذي إذا تم كشفه فلن يرحمه التاريخ!.

هناك وزراء وأبناء عمومه تركوا هذا الكرسي (كرسي وزارة الإعلام) من أمثال الشيخ صباح الخالد، أو الشيخ حمد جابر العلي، وابتعدوا بإرادتهم إدراكاً منهم للمقولة الصائبة خاصة في وزارة كوزارة الإعلام: «رحم الله أمرأ عرف قدر نفسه».. لكنك تتجاهل ذلك الى حد إنك تغامر بأن تقبل وتستمر وتقوم بأمور تخرج عن نطاق الدور المنوط بك، وهنا يجب ان نستوقفك ونقول: انتبه!.

٭٭٭

لن نسمح لك بأن تسيء لسمعة الكويت، فميزانية وزارة الإعلام تفوق الـ 100 مليون، كما أنك أيضاً وزير للشباب وتتسلم لهذه الوزارة ما يفوق الـ 100 مليون أيضاً، ما يعني أن لوزارتيك دور حيوي ومهم ويحتاج عملاً لتحسين صورة الكويت وليس العكس، لكنك تفاجئنا بمواقفك هذه في ظل هذا الوضع الحساس والمرتبك الذي نعيشه فتأتي لتزيده ارتباكاً، وتنسف كل ما تتمتع به الكويت وتتميز به وهو الحريات فهذا مما لا يليق!.

٭٭٭

كان غريباً وعجيباً ومثيراً للدهشة أن نرى الوزارة تتصدى بكل ثقلها لمهمة اغلاق الصحف والنشرات الاخبارية التلفزيونية.. وهو امر مشين.. ولعله مما يثير الدهشة والغرابة الآن بصفة خاصة هو ان «قضية الإيداعات المليونية» والتي كشفت عن فساد تشريعي وتنفيذي ومصرفي عميق ووضعت الكويت على المحك أمام العالم في تلك الأثناء، كان الخوف منها سبباً في مطاردة كل شاردة وواردة تثور حولها في اعلام الكويت، ومع هذا لم يسع أحد أو يهدد باغلاق الصحف التي تتبنى فكرة اسقاط الحكومة والمجلس، حتى عندما تم تحويل القضية الى النائب العام لم تغلق أي صحيفة وتابعت كل شاردة وواردة حول الموضوع لأن المواطن يجب ان يحترم ويستحق ان تنقل له المعلومة، سواء كانت مع وضد في هذه القضية الخطيرة والتي هزت الكويت، والتي نتج عنها حل مجلسي الأمة ومجلس الوزراء!.

٭٭٭

لعلنا أيضاً نذكر أنه عندما كادت ان تضيع أثناء قيام ثورات الربيع العربي، وما واكبها من أحداث وحراك بدا شرساً آنذاك، وكانت الكويت تحبس أنفاسها، ومع هذا كله لم تغلق الصحف التي تبنت هذا الحراك، وأصبح المواطن هو القيم على كل ما يأتيه من معلومات هنا وهناك، وكنا جميعاً نتراشق بالمقالات والتحليلات ولم تطالب السلطة بإغلاق الصحف أو بقمعها أو تقييدها!!.

٭٭٭

ماذا يحدث اليوم ولماذا تسخر أجهزة الدولة بهذا الشكل المريب من أجل حجب و«طمس» هذا الحدث الجلل؟!.

نحن امام بيانات بالجملة تصدر من هنا وهناك وتصريحات تأخذ فقط وجهة النظر التي تؤكد ان كل ما يقال غير صحيح ومفبرك، أما كل من يقدم وجهة نظر مخالفة فيتم مجازاته سواء بتسكير صحفه ومنع نشراته الإخبارية وهكذا.

٭٭٭

بوصباح: «أود أن أذكرك بأنني اعرفك.. وانني تعاملت معك وزاملتك بالدراسة في فترة ما، ولكنني اليوم صدمت عندما أراك وقد تحولت كي تكون أداة بيد من يريد ان يسيء للكويت وأؤكد لك ان تفاصيل الاجراءات التي أتخذتها من الناحية القانونية والازدواجية التي اتبعتها في هذا الشأن سأثبت لك أنك مخطئ وأنك تكيل بأكثر من مكيال، وبخطأ هذه السياسة وكثيرون من رجال القانون أكدوا ذلك.

٭٭٭

دعني أذكرك اننا كلنا نخطئ.. حتى رجال الدولة يخطئون، وأتذكر على سبيل المثال د.أحمد الربعي رحمة الله عليه، له الكثير ولكن أيضاً هناك نقطة سوداء في تاريخه كوزير كانت عندما وقع على قرار بمنع الاختلاط في الجامعات، واتذكر أيضاً الشيخ سعود الصباح وكان قامة أخرى وهو فارس التحرير، لكن أتوقف أيضاً عند قرار له غير موفق آنذاك وهو ايقاف جريدة «صوت الكويت»، والتي كانت صوتاً لنا في الخارج وقت الغزو الآثم، هذه محطات يا بوصباح.. بل هي علامات سوداء في تاريخ الرجال، فما بالنا وقد اقترفت الكثير من هذه العلامات خلال هذا الشهر الأسود في تاريخ الحريات لذا أكرر رجائي لا تكن يداً تضرب وتسيء بالآخرين نيابة عمن يريدون السوء في الكويت.. قسماً بالله العظيم التاريخ لن يرحمك!!.

٭٭٭

تغريد!

لفت انتباهي تغريدة ذات مغزى وتحمل معاني كثيرة، انها رسالة من المواطن عبدالعزيز العنجري يقول فيها: «يبدو بأن (عدد) مرشحي الانتخابات التكميلية حتى الآن سيفوق (عدد) الناخبين الذين سيشاركون بالتصويت»!!.

المعنى واضح طبعاً.. وفي تقديري أن هناك تسابقاً في إجراء الانتخابات الفرعية على مرأى ومسمع من وزارة الداخلية لاستبدال بعض من النواب الخمسة المستقيلين بهؤلاء!.

ولا عزاء لك يا وطني!.

.. والعبرة لمن يتعظ!!.

منى العياف

alayyaf63@yahoo.com

twitter@munaalayyaf