مقالات

مشكلتنا في الطماعين

10/06/2014

الغريب أن يأتي على رأس الداعين للخروج الى ساحة الارادة للتعبير عن ضيقهم بالفساد الأثرياء، والمليونيرية، من طقة السيد أحمد السعدون، والسيد خالد السلطان، وغيرهم من التجار ممن استفادوا من الدولة بمناقصات أو بايجارات عقارات أو بتسهيلات أو بواسطات.

كلاهما، السعدون والسلطان كانا نائبين عن الشعب في مجلس كان للمعارضة فيه صولة وجولة، وكان بامكانهما كمعارضين أبان عملهما في المجلس تقييد الفساد بقوانين محكمة، وقواعد صارمة، هذا اذا كانا عاجزين عن القضاء عليه بالكامل، ولكنهما لم يفعلا ذلك، وتركا القرعة في عهدهما، ترعى،

وها هي بعدهما على حالها، تزاول الرعي بكامل راحتها، بالتالي لا أهمية لكل تلك الجعجعة، والطحن، والعجن ودعوة الناس للتجمع في ساحة الارادة، والتعبير عن غضبهم عمّا يقال عن مليارات تم تحويلها الى حسابات في خارج البلاد، لصالح أفراد يوصفون بالفساد. هؤلاء الناس عجزوا عن فعل شيء لما كان بيدهم ان يفعلوا شيئا، وجاءوا الآن يمتطون ظهر الشارع لاعادة الفوضى والشغب والربكة للشارع، وهو أمر نحذّر من تداعياته.

جميعنا نريد الاصلاح، وكلنا نريد القضاء على الفساد، ولكن ذلك لا يكون في الشارع، فنحن لا نريد ان نصل الى مرحلة تحترق فيها الكويت والسبب انفلات الأعصاب.

– يخرب بيت الطمع، وفي حين أنه ثري، والملايين تجري في يده مثل العيش البسمتي، ويملك ما لا يملكه مليارات البشر من أموال وأملاك وعقارات، الا أنه لا يتورع عن السرقة، ولا يستنكف عن (البوق)، ولا يتردد في أكل المال الحرام، ويتصرف كوضيع، في أحقر شارع،

في أفقر مدينة من مدن العالم، وأتحدث هنا عن صاحب مجمع سّكني ضخم ذي ثلاثين شقة، قام بتركيب رابط سري لسرقة المياه من شبكة الوزارة، لكي لا يدفع للدولة الا أقل القليل من ماله، يا مال الفقر. هذا الرجل، الذي هو حرامي كبير في الواقع، ستجده متصدرا الدواوين والمجالس والاستقبالات والاحتفالات، باعتباره غنياً،

ومن أصحاب الوجاهة، وستراه جالسا (مرتزّا) مع الشرفاء وذوي النزاهة من الرجال معتبرا نفسه واحدا منهم، ورغم ضميره الفاسد، ويديه الملوثتين بالمال الحرام، الا أنه لا يرى في ذلك ما ينقص من قيمته، أو ينقص من دينه،

أو يخدش سمعته. هذا الحرامي، حسب الخبر الصحافي، تم تحويله للنيابة، ولكنني على ثقة من خروجه من القضية كالشعرة من العجينة بفضل محام لديه خبرة في تخليص المجرمين من قضاياهم، وكل ما عليه ان يضع بعض ماله في الشمس، ويجلس هو في الظلال الى حين حصوله على البراءة، صحيح ان بذل المال يدمي قلبه،

ويجرح وجدانه، ولكن التضحية بجزء بسيط منه سيكون أهون عليه من دخول السجن، وفي المستقبل يحلها الحلال، ويعوض ما راح منه، فهو موجود، والديرة وما فيها موجودة، يعني وين بتروح مني!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.