أهم الأخبارعربي و دولي

هيلاري كلينتون في مذكراتها: البحرين لم تبلغنا بطلبها مساعدات عسكرية خليجية

كشفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة عن لحظات عصيبة مرت بها خلال تعاطيها مع الأوضاع في البحرين والحرب الأهلية في ليبيا.

وقالت في مذكراتها، التي صدرت أول أمس عن دار سيمون أند شوستر بعنوان “خيارات صعبة”، إنها خاضت اتصالات دقيقة مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بعد أن سمعت بالتدخل الخليجي العسكري في البحرين وأن الفيصل قال لها “فليذهب المتظاهرون إلى منازلهم ولتعدْ الحياة إلى طبيعتها” متهما إيران بدعم المتطرفين.

وأشارت كلينتون إلى أن البحرين لم تر داعيا لإعلام الولايات المتحدة باستدعائها القوات الخليجية، وتصرفت دون إطلاعها.

وأضافت كلينتون أنه في 13 مارس اتصل بها الملحق العسكري في سفارة الولايات المتحدة بالسعودية ليقول لها إن هناك تحركا غير مألوف لقطاعات عسكرية سعودية في طريقها كما يبدو إلى البحرين.

لكن كلينتون عادت لتصف الوضع في البحرين بأنه حالة خاصة في الربيع العربي، حالة معقدة نهجت طريق الطائفية.

وتحدثت كلينتون عن زياراتها المتكررة للسعودية وملاحظاتها غير السياسية خاصة ما تعلق بنهم الوفد الذي يرافقها من مسؤولين وصحفيين بما يوضع أمامهم على مائدة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

كما أشارت إلى أن الأمير سعود الفيصل قال لها وهما في رحلة لمخيم الملك عبدالله في روضة خريم إنه لا يفضل الإبل. وحين ذكرت هيلاري كلينتون ذلك للملك عبدالله ضحك وقال إن الفيصل غير محايد مع الجِمال.

وانتقدت كلينتون الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي لصراعاته مع القضاة وعزت ذلك لرغبته في تهميش مخالفيه أكثر من بناء إجماع وطني واسع، وأنه لم يبذل الكثير من الجهد لتحسين الاقتصاد وحماية الأقليات وتمثيلها كالأقباط.

لكن كلينتون قالت في كتابها “خيارات صعبة” إن مرسي فاجأها بالتزامه باتفاقية السلام، والمساعدة في المفاوضات مع حماس.

وتقول كلينتون إنه في أول اجتماع لها مع مرسي سألته: “ماذا ستفعل لتمنع القاعدة والمتطرفين الآخرين من هز استقرار مصر وخاصة سيناء”. فرد مرسي: “لماذا يفعلون ذلك، لدينا الآن حكومة إسلامية”.

فاجأت الإجابة كلينتون ووصفتها بقلة الخبرة، وأنها توحي بخطر مقبل، ما دعاها إلى القول لمرسي: “لا أهتم بموقفك سيأتون وراءك وعليك حماية بلدك”.

ووصفت الوزيرة الأميركية السابقة مرسي بأنه عاشق للسياسة ويرقص معها إلى درجة انتهت الرقصة بأن أكلته السياسة.

وتضمنت صفحات مذكرات هيلاري كلينتون قطر والتي وصفتها بالإصبع في المنطقة وقالت إنها تريد لعب دور مهم أكبر من مساحتها، وأنها ترغب في أن تكون بطلة الثورات العربية وتوسّع نفوذها عبر دعم الإخوان المسلمين وغيرهم من الحركات الإسلامية دون مراعاة لفقدان الدوحة لأي عملية إصلاح سياسي داخلي.

فيما تحدثت كلينتون بتورية إنكليزية حاذقة عن أن القذافي قد غازل كونداليزا رايس خلال زيارتها لطرابلس عام 2008.

وحول نشاطها غير الرسمي في السعودية قالت هيلاري كلينتون إنها ذهبت إلى دار الحكمة في جدة حيث قابلت طالبات سعوديات وخطبت فيهن بما قاله الشاعر المصري حافظ إبراهيم، “الأم مدرسة إذا أعددتها..”. وأنها فوجئت بأسئلة فتيات الدار وبذكائهن ولفت نظرها سؤال إحدى الطالبات عن سارة بيلين، ووصفت كلينتون الفتيات بأنهن ذكيات جدا دون فرص واسعة في مجتمعهن.

وأشارت إلى أنها قضت أربع ساعات مع الملك عبدالله حيث تحدث بقوة عن خطر نووي إيران، عن العراق، وعن إتاحة الفرصة لطلابه بالدراسة في أميركا. وحول انطباعها عن وزير الخارجية السعودي، قالت كلينتون إنها تستمتع بالحديث معه فهو يعرف جيدا قوى الحداثة والتقاليد في المنطقة.

وأشارت هيلاري كلينتون في مذكراتها إلى حادثة القبض على فتاة سعودية قادت سيارتها في مايو 2011 وأنها اتصلت بسعود الفيصل وأبدت انزعاجها كما اتصلت بالفتاة وشجعتها.

وتطرقت إلى قصة أخرى قائلة: “هزني في السعودية خبر تزويج بنت الثامنة للخمسيني. بدلا من ظهوري إعلاميا للإدانة اتصلت بالسعوديين وقلت أصلحوا هذا”.

وتمتدح هيلاري كلينتون في كتابها “خيارات صعبة” الاستقرار وتنوع الاقتصاد وحقوق المرأة في تونس لكنها تتحدث عن الفساد والدولة البوليسية وعدم وصول التنمية إلى الطبقات الدنيا.

وتقول كلينتون إنها وصلت إلى نيويورك للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسعد الحريري للنقاش حول لبنان وكانت الأخبار تصل حول الثورة التونسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.