عربي و دولي

التدخل الإيراني والأمريكي مهّد طريق الاضطرابات بالعراق

اعتبر المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية، أن تدخلات الولايات المتحدة الأميركية وإيران في الشأن الداخلي العراقي، مهدت الطريق أمام يجري في العراق الآن.

وأفاد المركز الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقراً له، في تقرير نشره، اليوم الجمعة، أن التدخلات الأمريكية والإيرانية في الشؤون الداخلية العراقية عقب العام 2003، تسببت في تشكّل “نظام طائفي صدامي إقصائي”، نتجت عنه التطورات الأخيرة.

ولفت المركز إلى رؤية المنظّرين السياسيين، المتمثلة في أن “النظام الديمقراطي التوافقي” هو الوصفة الأمثل بالنسبة لدول مقسمة وفقاً للهوية الطائفية والدينية، وأنه النظام الأنسب للعراق بعد سقوط نظام “صدام حسين” في 2003، مؤكدين أن النقطة الأهم في النظام الديمقراطي التوافقي هي ضرورة المشاركة الواسعة، وتطبيق الديمقراطية غير الغربية، وذلك على غرار ما حدث في ماليزيا، بحيث يتم تأسيس نظام مكون من ممثلين عن جميع الطوائف الدينية والعرقية.

مصالح أمريكية إيرانية

وأوضح التقرير أن النظام في العراق “أقيم على عكس النظام الديمقراطي التوافقي”، وأن التدخلات الأمريكية والإيرانية “خلقت نظاماً طائفياً اقصائياً مبنيا على الصراعات”.

كما كشف التقرير عن اتفاقية الأسلحة التي وقعتها الولايات المتحدة الأميركية مع العراق والتي باعته بموجبها أسلحة بقيمة مليار دولار، شملت طائرات بدون طيار، ومقاتلات حديثة، وصواريخ جو-أرض، وعربات “هامفي” العسكرية، فيما ذكّر التقرير بتصريحات البنتاجون أن الاتفاقية من شأنها “منح القوات العراقية الثقة بالنفس، وتوفير الأمن للبلاد، وتسهم إسهاما كبيراً في الحد من انتشار الاضطرابات إلى الدول المجاورة”.

كما أشار التقرير، إلى صفقة وقعتها واشنطن مع العراق أواخر العام الماضي، تضمنت بموجبها بيع العراق 36 طائرة F-16 من المعتزم تسليمها خريف العام الجاري.

ويخلص التقرير، إلى أن أولوية أميركا في العراق هي “حماية مصالحها، ومكافحة الإرهاب الذي يتهدد حلفاءها في المنطقة”، إضافةً إلى مخاوف إدارة أوباما من انتشار “الجماعات الإرهابية” إلى دول أخرى في المنطقة، فضلاً عن تمكين “نوري المالكي” من البقاء لولاية ثالثة من خلال حمايته أمام منافسيه.

ويشير التقرير، إلى أن البعض حذر من أن المالكي وحكومته يخضعون لإيران، وأن حماية مركزه تعني حماية النفوذ الإيراني، ورغم الانتقادات الذاتية داخل أميركا بهذا الخصوص، إلا أن أوباما استمر بدعم المالكي، إذ يبدو جلياً التقاء مصالح أميركا وإيران في دعم المالكي.

تصريحات أوباما

الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” صرح في 12 يونيو، أنه يتابع بقلق التطورات في العراق، مضيفاً أنه “لا يستبعد أي خيار في التعامل مع الجماعات الإرهابية”، كما انتقد المجتمعات العراقية، حيث طالب الشيعة والسنة والأكراد بالتوحد في مواجهة المتطرفين، مبيناً أنه طيلة السنوات الماضية لم يلحظ نشوء نوع من الثقة والتعاون بين الشيعة والسنة في العراق، مبيناً أن ذلك أحد أهم أسباب ضعف الدولة.

من جانب آخر، أفادت أنباء نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تقدم بطلب لأوباما يتمثل بقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ ضربات جوية ضد المتطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.