حملات مصرية لتشجيع منتخب الجزائر في المونديال
باتت آمال المصريين معلقة على نجوم منتخب الجزائر ممثل العرب الوحيد بالمونديال من أجل تحقيق نتائج مشرفة في بلاد السامبا، وهو ما يفسر ظهور دعوات شبابية لمؤازرة المنتخب الجزائري في المونديال.
ويكشف المشهد بوضوح عن تلاشي أية رواسب قديمة بين مشجعي البلدين كانت قد تكونت على خلفية صعود “محاربي الصحراء” إلى مونديال جنوب إفريقيا ٢٠١٠ على حساب منتخب “الفراعنة”.
كما يخفف أيضا من حسرة الجمهور المصري، قناعة الكثيرين بأن أداء “الفراعنة” في التصفيات المؤهلة لكأس العالم كان دون المستوى، وأن أسود غانا كانوا بحق الأجدر بتذكرة العبور للمونديال.
وجاء مونديال البرازيل في وقت مناسب للجمهور المصري الذي أصيب بالإجهاد السياسي نتيجة تلاحق التطورات والاستحقاقات المتتالية خلال السنوات الثلاث الماضية.
فبطولة كأس العام تمثل فرصة مناسبة للمصريين المعروف عنهم شغفهم بكرة القدم لالتقاط الأنفاس والتوقف عن الحديث في السياسة والاستمتاع بأداء المنتخبات الكبرى التي لا يقل جمهورها في مصر عن أولئك المرابطين في المدرجات.
واستعدت المقاهي المصرية على اختلافها لاستقبال زبائن المونديال ومشاهدة المباريات عبر شاشات العرض الضخمة، التي تلتف حولها الجماهير الغفيرة المهتمة بمتابعة المباريات، في مشهد يعيد إلى الأذهان بطولات كأس الأمم الإفريقية التي احتكر الفراعنة لقبها لثلاث نسخ متتالية في ٢٠٠٦ ، ٢٠٠٨ ، ٢٠١٠ .
لكن المونديال بالطبع له مذاق مختلف لدى الجمهور المصري حتى وإن غاب عنه منتخب مصر، فمشاهدة نجوم البرازيل والأرجنتين وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا وإسبانيا وهولندا تمثل مصدر المتعة الكروية لدى المصريين، حتى بعدما أخفق المنتخب المصري في حجز مقعد له بالمونديال منذ أربعة وعشرين عاما، وأصبحت ضربة الجزاء الشهيرة التي أحرز منها مجدي عبد الغني هدف مصر الوحيد في مرمى هولندا في مونديال إيطاليا عام ١٩٩٠ هي كل ذكريات المصريين مع كأس العالم.
وعلى شاشات الفضائيات المصرية وموجات الراديو يمكن رصد كم البرامج التحليلية المعدة خصيصا لمتابعة أخبار المونديال، كما بادرت صحف مصرية بنشر ترددات قنوات أجنبية تبث مباريات كأس العالم على أقمار عدة بهدف كسر احتكار مباريات البطولة حصريا.
من هنا تبدو أجواء المونديال الكروي بإثارتها وتشويقها حاضرة بقوة في شوارع مصر، بعد انتهاء فعاليات “المونديال السياسي” الذي كان منهكا لحياة الكثيرين.