سقوط الشّاه .. تخت الطاووس
عبد الله ناصر بهمن
تخت طاووس .. وتعني عرش الطاووس وهو رمز تاريخي لعرش إيران الذي تم الاستيلاء عليه من قِبل نادر شاه وأصبح رمز للعرش الإيراني حتى أخر شاه وهو محمد رضا بهلوي والغالب يعلم كيف سقط شاه إيران الأخير ..
الشاه كانت تربطه علاقة وثيقة مع المخابرات الأمريكية التي لها الفضل بإعادة ( الحكم ) له أثناء عملية الانقلاب المضاد عام 1953 م وهنا نرمي ونؤكد بأن الشاه مجرد (أداة ) للمخابرات نتيجة تبادل ( مصالح ) بينهم حتى وصل الحال بمحمد رضا بهلوي كما وصفه وليام سيمون وزير الخزانة في حكومة نيكسون بأنه ” مهووس ومصاب بجنون العظمة ” ومن هنا بدأت مرحلة صراع جديدة بين الشاه والمخابرات حيث بدأ بهلوي بتعيين جواسيس في السفارة الأمريكية وكذلك الأمريكان أيضا تجسسوا على الشاه ولم يحترم هؤلاء ( الشعب ) الذي أصبح واعيا لما يحدث من حوله وبدأت تتفاقم الأمور وتتعقد حتى تم إسقاط الشاه و أحد الأسباب المهمة لسقوطه هو جنون العظمة والتعالي والتكبر وأنه كان ( أداة ) لغيره بالإضافة إلى كشف بعض ( الوثائق السرية ) التي كانت بين نظام الشاه والمخابرات الأمريكية وكانت فحواها ترتيب زيارة للشاه إلى الولايات المتحدة وهنا بدأ محور جديد في قضية الثورة الإيرانية ومشهد فريد من نوعه باحتلال السفارة الأمريكية التي رسم لها علاقة متوترة بين الثورة الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية .
المشهد السياسي بالكويت اليوم معقد جدا .. فمؤخرا الكويت شهدت خروج مجاميع من الشعب إلى ساحة الإرادة بسبب بعض تصريحات مسلم البراك الذي كان يلمح بوجود سرقات كبيرة لثروات البلد من خلال مؤامرات ترسم في ربوع جنيف وكما ادعى البراك بأنه يمتلك أدلة تدين بعض الشخصيات من خلال ( وثائق ) ولكن للأسف لم يتم الكشف عن هذه الوثائق كما كنت أتصور فما كان منه إلا أنه ( خيب رجا ) المجاميع بعدم ذكر أسامي أو أدلة رسمية أكثر قوة ودلالة على الجريمة حسب ما ادعى .. واللافت بالأمر أنه له تصريح في 13-11-2013 أثناء ذكرى استشهاد الإمام الحسين حيث قال ” دفع الأمام الحسين الثمن غاليا من نفسه وأهله وأبناءه ليصنع تاريخ ” تصريح كهذا أكبر بكثير من مسلم البراك لأنه عجز عن الإدلاء بأسماء من يسرقون الكويت فأين التضحية التي استشفها من الإمام الحسين كما صرح ؟؟
لو كان الخروج للإرادة بسبب تردي أوضاع البلد في العديد من المجالات واستعراض الوضع السيئ لكان الوضع أكثر صدقا من موضوع التحويلات والوثائق الهشة .. ولو كان أيضا يمتلك أدلة حقيقية على التحويلات والرشاوى فكان من الواجب أن يكشفها للشعب لأن بهذه اللحظات سيكون الشعب مصدر قوة ورأي عام مؤثر بأن يشكل ضغوطات كبيرة على القرار في البلد ولكنه لم يفعل إما أنه لا يمتلك الدليل أو هو لا يثق بالشعب بأنه مناصر للحق .
الوثائق الحقيقية مع وجود ( شعب واعي ) أسقطت عرش الشاه بتشكيل رأي عام كبير مؤثر بينما الوثائق الهشة في ساحة الإرادة لم تستطع أن تخلع فاسد واحد بسبب وجود شعب واعي ..!! وغالبا يكون الرهان على عواطف الشعب الذي بدأ يعي مؤخرا ..
الفساد موجود ولا يوجد عاقل ينكر ذلك لكن الحرب ضد الفساد يحتاج إلى صدق مع الله ومع النفس فلن يتم إسقاط عروش فساد الذين يسرقون ثروات البلاد وأنت لا تمتلك شجاعة وإرادة حقيقية للإصلاح الذي يخدم العامة وليس الخاصة .