كلنا نعرف الحل ولكن!
عزيزة المفرج
بلدنا، الذي ذرفنا أسخن الدموع عليه في وقت ما، ودفعنا أثمانا باهظة في سبيل ان يعود لنا بعد ضياع، ودفعنا الغالي والرخيص كي يلملم شتاتنا، ويعيدنا الى حضنه الدافئ مرة ثانية، بلدنا هذا هل هو مريض، عليل؟
الاجابة: نعم وألف نعم.
بلدنا الحبيب هذا، هل أصابت الأوجاع والأسقام جسده وتركته هشا، ضعيفا لا يقدر على شيء؟
الاجابة: بالطبع.
بلدنا الذي لا نملك غيره، ولا نعتبر شيئا بدونه، هل بلغ به التعب والعناء حدّ الوهن والانهاك؟
الاجابة: بدون شك.
بلدنا هذا الذي نجلّ ونعشق، ألا يجب ان تكون أمراضه هي أمراضنا، وعلله هي عللنا، وأوجاعه وأسقامه هي أوجاعنا وأسقامنا، وتعبه والعناء الذي يكابده الى حد الوهن هو التعب والعناء الذي نكابده الى حد الوهن مثله؟
الاجابة: بالتأكيد.
اذن ما الحيلة، وما هو الحل، وأين السبيل الى الشفاء، ولماذا لا نرى أمورنا تسير نحو الأحسن؟
أولا لا أحد غيرنا ككويتيين، سلطة وشعبا، يملك ان يحدث تغييرا، ولا أحد غيرنا نحن أهل الديرة، حكاما ومحكومين، بيده مفاتيح الحل، ولا أحد سوانا نحن أبناء الهولو واليامال، نواخذة وبحارة، يستطيع ان ينهي جميع السلبيات في البلد، ويبدأ ببناء الايجابيات، وأول تلك الايجابيات التي ستضعنا على بداية طريق النجاح هو ان يبدأ كل منا بنفسه، خاصة من تمادى منا في ايذاء الكويت بسلوكه وتصرفاته من اهمال أو كسل أو أطماع أو تجاوزات الى غير ذلك من أمور. على كل واحد فينا ان يبدأ في تحسين علاقته ببلده، وعليه أيضا التوقف عن ذلك التدمير الذي يمارسه في حق الوطن، وما لم نفعل ذلك، لن نكون بخير. علينا ان نحرص على القانون، وتطبيقه بعدالة ومساواة على الجميع، فمن له حق يأخذه، أما المتجاوزون، والمتلاعبون، ومن يرون أنفسهم فوق الجميع، وفوق القانون، فلابد من ايقافهم عند حدهم، كي لا تتدهور أحوالنا أكثر من ذلك. على السلطة ان تبدأ في التعامل الجدّي مع جميع أجهزة هبش الدولة التي تقبض أموالا هائلة كميزانيات، ثم لا نجد على الأرض انجازا محترما يتناسب مع تلك الأموال الضخمة التي تأخذها، مما يثير غضب أبناء الشعب، ويشجع ضعاف النفوس منهم على الهبش اذا تيسر لهم السبيل الى ذلك. نعرف جميعا ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وسياسة الحزم والصرامة وحدها من سيجعل الناس تسير على الصراط المستقيم، أما الاستمرار في سياسة الليونة، فسيقودنا الى المزيد من التقهقر الى الوراء، وهو ما لا نريده سواء لنا كشعب، أو لهذه الأرض الطيبة كوطن ليس لنا غيره. البلد يصرخ فيكم لكي تهبّوا وتنقذوه، فمتى ستفعلون ذلك يا ناس يا اللي فوق!.
almufarej@alwatan.com.kw