مقالات

الكويتيات .. يا نواب الأمة

حسن الهداد

اثناء ممارسة شقاوتي في ساحة ” تويتر” بإطلاق تغريدات ذات لون سياسي ناقد للشأن المحلي، جاني رد من مغردة غاضبة كتبت لي ” يا أخي أنتم ما عندكم سالفة إلا التغريد السياسي الفارغ اللي ما يقدم ولا يأخر! يا أخي هناك فئة من خواتكم الكويتيات يعيشن حياة مأساوية ولا فيكم من يكتب عن معاناتهن لأنكم بلا مصداقية فقط تهرولون وراء مصالحكم!”.

عندما تلقيت هذه الكلمات من المغردة الغاضبة، بصراحة أهم ما لفت أنتباهي في ردها تحديداً عبارة ” خواتكم الكويتيات يعيشن حياة مأساوية “! الأمر الذي جعلني اقف لحظة مع نفسي عند هذه النقطة تحديداً، التي كانت تُعبر عن حالة إنسانية مجهولة، وفي مثل هذه الحالات واجبنا الاخلاقي يحتم علينا معرفة هذه الحالة حتى ننقلها للمسؤولين بأمانة، وفعلاً استطعت معرفة القصة من المغردة والتي تتمثل في مأساة كويتيات ، ولم اتوقف عند هذا الحد بل تفحصت هذا الأمر من عدة اطراف، وجميعهم أكدوا لي صحة هذه الحالات.

والأن أجعلوا خيالكم معي لحظة في سماء هذه الحالة .. والقصة كانت كالتالي .. هناك فئة من الكويتيات تجاوزن سن 45 من عمرهن من دون زواج، بعضهن لم يحالفهن الحظ، واخريات لا يرغبن بالزواج لأسباب وظروف خاصة بهن، ومن هنا بدأت رحلة الحياة الجديدة ، ومالت بهن الحياة إلى مناخها القاسي، واصبحن اليوم بلا سكن خاص بهن بعد بيع بيت الأسرة عقب وفاة الوالدين، قد يسأل سائل .. كيف حدث هنا الأمر؟!.

بعد وفاة الوالدين، دائماً ما ينتفضون الورثة على بعضهم وتتكرر مطالباتهم في بيع بيت الأسرة، لتقسيم الإرث عليهم، ليأخذ كل منهم نصيبه ويرحل لسكنه الخاص بعيداً عن باقي أفراد أسرته، وللأسف ضحية هذه الانتفاضة دائماً ما تكون المرأة غير المتزوجة التي لا تجد من يحتويها من أفراد أسرتها، وهنا تبدأ المعاناة الحقيقية، عندما تنصدم بأن نصيبها من الارث لا يوفر لها شراء شقة تسكنها!.

وأيضاً هنا تبدأ الأسئلة التي تحاكي المعاناة .. هل يعقل أن وزارة الاسكان لا تتفهم مصيبة هذه الحالات التي تمس حياة المرأة الكويتية؟! والسؤال الأهم .. نطرحه على النواب وتحديداً إلى لجنة شؤون المرأة والأسرة البرلمانية ، أين تشريعاتكم من هذه الحالات الإنسانية؟! وأنا على يقين أنكم تعلمون هذه المعاناة ووصلت إلى مسامعكم، ولكن لا حياة لمن تنادي،هذا كان حال لسان الكويتيات!.

لا يمكن السكوت على هذا التراخي والتجاهل الحكومي ـ النيابي، لطالما خواتنا الكويتيات غير المتزوجات يسكن في شقق ويتحملن عبء اجارات غير منطقي، في ظل ارتفاع فاحش في الايجارات، يجب أن يضع لهن حل سريع من قبل مجلس الأمة من خلال تشريع قانون يكفل حمايتهن وحياتهن الكريمة، فعلى الرغم من قانون الرعاية السكنية للمرأة الكويتية إلا أنه ناقصاً وغير واقعي في مسألة التنفيذ بشأن توفير الرعاية السكنية للمرأة الكويتية، الأمر الذي يتطلب الجدية في إنقاذ هذه الحالات قبل أن تتكاثر، وتصبح ظاهرة في بلد يتمتع بالفوائض المالية، حينها كيف سيكون مشهدنا أمام العالم؟!.

فسؤالي .. إلى نواب مجلس الأمة، اذا كانت صياغة تشريع قانون بشأن هذه الحالات يصعب على أناماكم، فأنا سأقدم لكم صيغة القانون وما عليكم إلا تحقيقه من أجل خواتكم الكويتيات.. القانون كالتالي “منح كل أمراة كويتية غير متزوجة من اللواتي تجاوزن سن الأربعين من عمرهن بدل ايجار يتناسب مع سعر ايجارات الشقق، أي بعد وفاة والديها وبيع بيت الأسرة لصالح الورثة، والمؤسسة العامة للاسكان ملزمة بتوفير سكن لها خلال خمس سنوات تبدأ منذ اليوم الأول من صرف بدل الايجار، وذلك لتحقيق الحياة الكريمة للمرأة الكويتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.