عربي و دولي

إيران تنضم لأمريكا لمكافحة “داعش” بالعراق

تتخذ كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران خطوات سريعة لمواجهة المتمردين، الذين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، في الوقت الذي تدرس فيه واشنطن بصورة طارئة شن هجمات عسكرية على الجهاديين المسلحين، كما أرسلت طهران أحد كبار قادتها العسكريين ليساعد في وضع خطة للدفاع عن بغداد من زحف قوات التنظيم.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن فكرة شن ضربة جوية على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، تخضع لعملية دراسة جادة، ومن المحتمل ألا تستهدف المقاتلين في العراق فقط ولكن في سوريا أيضا، الذين استولوا على عدة مناطق من الأراضي السورية خلال العامين الماضيين. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن القرارات المتعلقة بهذا الشأن سوف تتخذ خلال “الأيام المقبلة”.

وفي هذه الأثناء، تحركت إيران من أجل الدفاع عن مصالحها في جارتها العراق، حيث أرسلت الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إلى بغداد لمقابلة قادة المليشيات وزعماء القبائل، الذين يسيطرون على النهج الضعيف الذي يتبناه الغرب في العاصمة العراقية بغداد.

استطاع تنظيم داعش، الذي يتكون من أكثر من 7 آلاف مقاتل، من قلب الموازين الإقليمية، حيث استولى على مدن عراقية رئيسية تقع في الشمال، كما تسبب التنظيم في هروب الجيش العراقي، في الوقت الذي زحف فيه نحو الجنوب على مقربة 50 ميلا من العاصمة بغداد.

ومن جانبه صرح أوباما في خطاب تليفزيوني إن تنظيم داعش “قد يشكل تهديدا في نهاية المطاف للمصالح الأمريكية”. كما تعهد بألا “ينجرف مرة أخرى إلى موقف، يضطر فيه الأشخاص للتعامل بطرق لا تساهم في إرساء الاستقرار والرخاء طويل المدى في العراق”.

كما صرح مسؤولون أمريكيون لصحيفة الجارديان البريطانية إن الخيارات التي تخضع لنقاشات تتضمن شن هجمات جوية، باستخدام القوات الجوية أو طائرات حربية بحرية أو كليهما. ولم يتم بعد تحديد الفترة التي سيستغرقها شن هذا النوع من الهجمات، وبالإضافة لذلك، مازالت الهجمات بطائرات بدون طيار تخضع للدراسة.

وفيما يتعلق بإيران، لا يزال الدور الذي يعتزم سليماني لعبه في العراق أقل وضوحا. فلم يقابل الجنرال قوي النفوذ، الذي يقود فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أو جنرالات عراقيين، بل قابل زعماء المليشيات التي من المرجح أن تلعب دورا في القتال ضد تنظيم داعش.

وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة من ظهور أزمة إنسانية جديدة في العراق، حيث قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن مئات المواطنين قد قتلوا، بينما شهد العديد منهم عمليات إعدام عاجلة، في أعقاب استيلاء تنظيم داعش على مدينة الموصل يوم الثلاثاء الماضي.

ومن جهة أخرى، قال مسؤولون عراقيون، الذين ظلوا يقيمون في مدينة كركوك الشمالية، التي استولت عليها قوات البشمركة الكردية، إن الأكراد يدعمون تواجدهم في المدينة، مشيرين إنهم قدموا للمدينة من أجل البقاء فيها وعدم مبارحتها.

وتمثل الهيمنة الكردية على كركوك، وهي مدينة يرغب الأكراد الاستيلاء عليها منذ قرون، أحد التحولات الكبرى في أسبوع كشف بصورة صارخة عجز الحكومة وهشاشة الحدود العراقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.