مقالات

لا تتساهلوا فنحن في خطر

انفلت العيار، وها نحن وصلنا الى وضع صرنا فيه كمن يعيش في غابة القوي فيها يلتهم الضعيف، واذا كانت الوحوش لا تقتل الا لتأكل وتشبع جوعها، نجد المتوحشين من الانس يقتلون للتلذذ والترفيه عن النفس فقط لا غير، ومما يثير الأسى والأسف ان يأتي في مقدمة هؤلاء المتوحشين شريحة من أهل الاسلام، وما هم من أهله، وضعت خلف ظهرها كل ما نزل من السماء على نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم من آيات تدعو للرحمة والرفق واللين وحسن التعامل، وتطرّفت الى حد تكفير جميع من لا يتفق معها، بل والذهاب الى أبعد من ذلك، وها هي المذابح البشعة تنتشر وتتمدد في بلاد المسلمين، صابغة شوارعها بدماء ضحايا أبرياء لا لهم في العير، ولا في النفير. حتى بلدنا المسالم، الآمن، الهادئ، بات مهددا، وخرج من أبنائه من يقف أمام مبنى أمن الدولة معتصما، صارخا بكل فجاجة ووقاحة، متوعّدا بالويل والثبور بسبب كبيرهم الذي كان وما يزال يعلمهم التطرف والتعصّب.تلك الجماعة المعتصمة أمام أمن الدولة وضعت شعارا لها (كلنا فلان)، وتجرأت برفع لوحة كتب عليها ان (دولة القمع والتشبيح انتهت)، ولأن أفرادها يحملون تلك المشاعر السلبية عن البلد، نوجه لهم نصيحة صادقة مخلصة بأن يبحثوا عن راحتهم في مكان آخر، في أسرع وقت ممكن، قبل ان يصابوا بالضغط والسكر وأمراض القلب.على هؤلاء ألا يظلوا في الكويت اذا كانوا منزعجين من العيش فيها، ومتضايقين من الضرب على أيديهم العابثة، وقمع أنشطتهم الترهيبية، وعلى بعد 6 ساعات فقط من حدود الكويت الى جهة الشمال توجد جنة الخلد، وكنز لا يفنى تنتظرهم فاتحة أحضانها لهم. على هؤلاء ان يتركوا الكويت وعزها خلفهم بلا أي تردد، ويسارعوا الى السفر للالتحاق بدويلة داعش التي لا نظنهم سيشعرون بالغربة فيها، فالأفكار نفس الأفكار، والتوجهات نفس التوجهات، والسحنة نفس السحنة، وكلهم الخالق الناطق راسبوتين المرعب. التغريدة التي كتبها كبيرهم وأدخلته أمن الدولة تحمل من التحدّي والتجاوز على ولاة الأمر الكثير، ولا يمكن لأي دولة تهتم بالأمن فيها ان تتجاهل كلاما مثل ما قاله فبالاضافة الى كم الكراهية والاستهزاء والازدراء التي تحملها التغريدة، نجد تعاطفا كبيرا مع جماعة تقتل الناس وترهبهم وتروّعهم، وهو أمر يعطي انطباعا ان كبيرهم هذا وجماعته ربما كانوا أحد الخلايا النائمة في الخليج التي تجلس في حالة كمون، منتظرة الفرصة الملائمة للانقضاض على السلطة وإلحاقها بدولة القتل والارهاب في العراق والشام، وأفراد مثل هؤلاء يجب عدم الاستهانة بهم أو بنواياهم، وخاصة ان فلتات ألسنتهم وأقلامهم تفضح ما تكنه صدورهم، فأوقفوهم عند حدهم قبل ان يستفحل خطرهم، والعاقل من اتعظ بغيره.

عزيزة المفرج

almufarej@alwatan.com.kw

“الوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.