عربي و دولي

الخارجية العراقية تؤكد طلب بغداد من واشنطن توجيه ضربات جوية لـ”داعش”

أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم انه ابلغ نظراءه العرب أن بلاده طلبت رسميا مساعدة من واشنطن لتوجيه ضربات جوية الى بعض الاهداف الخاصة بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وفق اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين البلدين.
وقال زيباري في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الدورة ال41 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب ان الضربات الجوية ضد الجماعات المسلحة تأتي “لكسر هذه الحالة النفسية الموجودة حاليا ولمساعدة القوات العراقية في دفع خطر هذه المجموعات من التمترس والتمركز وللبدء بعملية هزيمتهم”.
واقر بخطورة الأوضاع في بلاده في ظل الأحداث الأخيرة التي تلت سقوط مدينة الموصل في يد (داعش) مشيرا الى انه لا يود رسم صورة وردية عما يحصل وما حصل مؤخرا في بلاده.
الا أنه أكد في المقابل أن “القوات العراقية ومؤسسات الدولة تمكنت من استيعاب الصدمة التي حصلت قبل اسبوع وتمثلت في سقوط محافظات ومدن من قبضة الدولة بعد انهيار قوات عسكرية في الموصل وتكريت”.
وأضاف “استطاعت الحكومة والقوات الامنية خلال الايام الماضية صد الهجمات واحتواء الزخم الذي بدأته اساسا الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)”.
واعتبر هذه الجماعة “احدى واجهات القاعدة وأخواتها وبعض القيادات العسكرية من بقايا البعث الاستبدادي وبعض المنظمات المسلحة الجهادية والتكفيرية وغالبيتهم جاءوا من سوريا”.
وأشار الى أن بلاده سبق أن حذرت من الثوار في سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية “وقلنا إن الأزمة في سوريا ستؤثر على المنطقة اذا لم يتم احتواؤها ولم تعالج وما يحدث في العراق هو تبعات لذلك”.
وتابع ان هذه المجموعات تمكنت خلال أيام من تحقيق مكاسب على الارض والتقدم باتجاه بغداد الا أنه استدرك قائلا “طبعا بغداد عصية عليهم ومن الصعب جدا بسبب الاستحكامات والتحشيد الذي حصل مؤخرا”.
وأقر وزير الخارجية العراقي بأن “الحل العسكري وحده ليس كافيا.. نحن نتفق ونعترف بأنه لابد من حلول سياسية جذرية.. العملية السياسية موجودة وقائمة والعملية الدستورية قائمة”.
واضاف “مؤخرا جرى التصديق على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية وهذه هي خطوة البدء لأن الخطوة التالية ستكون انعقاد البرلمان أو مجلس النواب العراقي الجديد بكافة ممثليه للبدء في المشاورات لتشكيل الحكومة”.
وأكد زيباري ضرورة تشكيل حكومة جديدة جامعة يمثل فيها الجميع من دون تمييز أو تهميش لأي طرف من الاطراف.
وحول لقائه هنا اليوم بعدد من المسؤولين السعوديين قال “كان لدي لقاء مع الامير مقرن بن عبدالعزيز ومع الامير سعود الفيصل وبحثنا في تطورات الوضع ورسالتنا كانت للمملكة العربية السعودية الشقيقة أن المطلوب حاليا من الجميع هو الوقوف مع العراق ضد الارهاب وان تكون الرسالة ايجابية وليست سلبية”.
وأكد أن السعودية “يمكنها أن تطلب من كل القيادات العراقية بمختلف انتماءاتها وخلفياتها التآلف والتعاون والوحدة بدلا من التركيز على الجانب السلبي في الرسالة السياسية أو الاعلامية”.
وأشار إلى أنه أكد خلال لقاءاته بالمسؤولين السعوديين أن العراق في خطر وهو بالتأكيد بحاجة إلى وقوف الدول العربية ودول العالم معه ل”صد هذه الهجمة لان مخاطر تفكيك هذا البلد وتقسيمه وتشظيه موجودة”.
وقال “إذا حدث هذا فهو شيء أخطر مما جرى في سوريا بسبب قدرات وإمكانات هذا البلد ووقوع هذه المصادر تحت قبضة أو بين أيدي هذه المجموعات الارهابية والتكفيرية”.
وحول المخاوف من تقسيم العراق أقر بأن “المخاوف من تقسيم العراق حقيقية اذا لاحظنا الخارطة السياسية للعراق.. اقليم كردستان اخذ موقعه وتحرك في المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك ومناطق في الموصل وديالى والمجموعات الارهابية والتكفيرية مع بعض بقايا النظام السابق والمجموعات الاخرى تمترسوا في وسط العراق.. وفي الجنوب المحافظات الجنوبية موجودة”.
وأعرب عنه أمله في ألا يقسم العراق وأن يكون هناك عراق اتحادي ديمقراطي قوي وموحد “هذا ما نطلبه لكن اذا تركت الأمور حقيقة هكذا ربما هذا سيحصل (تقسيم العراق) وهذا وارد حتى نكون عمليين وواقعيين لكن لن يستفيد احد من هذا الموضوع الكل يحتاج الى عراق موحد وديمقراطي مزدهر يعيش فيه الكل بحرية ومواطنة ويتمتع بحقوقه”.
أما عن التدخل الايراني في العراق بعد الأزمة الحالية فأشار إلى أن الإيرانيين أعلنوا منذ بداية الازمة استعدادهم لتقديم كافة أشكال الدعم والتعاون الامني والعسكري لمساعدة الحكومة العراقية في صد هذه الهجمات و”حقيقة لا استطيع أن اسميه تدخلا لأنه لم تحصل حتى الان مسائل او أمور ولكن كل شيء وارد حتى اكون صريحا.. كل شيء ممكن ووارد في هذا المجال”.
وحول سرعة انهيار الجيش العراقي وأن السبب هو الطائفية داخل الجيش العراقي بين أن الحكومة العراقية تعترف بانهيار قواتها “أو بعض القيادات في المحافظات الشمالية” وأقصت بعض القيادات العسكرية المسؤولة عن هذا الأمر”.
الا أنه نفى أن تكون الطائفية وحدها المسؤولة عما حصل مشيرا إلى وجود عدة أسباب تتعلق بالمنظومة الامنية وبنية الجيش والعقيدة و”الأمور الاخرى المفترض ان تتوفر في أي جيش من تدريب وتأهيل وانضباط والممارسة لذلك لا يمكن أن نعزو الفشل إلى عامل واحد او سبب واحد”.
واعترض زيباري على وصف ما حدث أخيرا بأنه ثورة وقال “إذا القاعدة أو داعش تقوم بثورة فمبروك على الناس الذين يعتبرونها ثورة او انتفاضة”.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تعهد في وقت سابق اليوم بمواجهة “الارهاب” واسقاط “المؤامرة التي يتعرض لها العراق” والعمل على إعادة الزخم الى العملية السياسية.
وشدد على وجوب عدم ترك “الهدف الاكبر” المتمثل في هزيمة القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) واعادة بناء اللحمة والوحدة الوطنية.
وقد اعلنت دولة الامارات استدعاء سفيرها لدى بغداد للتشاور “في ظل التطورات الخطيرة التي يشهدها العراق”.
وأعربت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان لها بثته وكالة انباء الامارات “عن بالغ قلقها من استمرار السياسات الاقصائية والطائفية والمهمشة لمكونات أساسية من الشعب العراقي الكريم” معتبرة “ان هذا النهج يساهم في تأجيج الأوضاع ويكرس مسارا سياسيا يعزز من الاحتقان السياسي والنزيف الأمني على الساحة العراقية”.
بدوره قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم ان الوضع “البالغ الخطورة” الذي يمر به العراق حاليا يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة.
اما الرئيس الايراني حسن روحاني فاعلن استعداد شعبه “للدفاع عن العتبات المقدسة بالعراق” في مواجهة “الارهابيين” والتصدي لهم.
كما جدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعم حكومته للعراق بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي بيد ان كاميرون دعا الحكومة العراقية الى العمل “على تمثيل مصالح جميع الطوائف العراقية وليس الشيعة فقط”.
واوضح ان “من المهم جدا ان تكون الحكومة في بغداد ممثلة لجميع العراقيين الذين يعيشون في العراق وان تعمل على احكام سيطرتها على جميع المناطق وانهاء سيطرة المتطرفين عليها”.
ويشهد العراق تدهورا امنيا ملحوظا دفع برئيس الوزراء المالكي الى اعلان حالة التأهب القصوى في البلاد وذلك اثر تمكن مسلحين من تنظيم (داعش) من السيطرة على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل ان تتمكن القوات العراقية من استعادة العديد من المناطق في حين تستمر العمليات العسكرية في الانبار وديالى لمواجهة التنظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.