مقالات

خداع «داعش» وأسباب تصويرها لجرائمها!

بقلم: سامي النصف

حضرت مبكرا ذات صباح يوم أحد إلى حديقة الهايد بارك في لندن لمشاهدة مظاهرة حاشدة دعت اليها جماعات السلام البريطانية المناهضة للحروب وللأسلحة النووية، ولم تكن هناك إلا قلة بانتظار وصول المتظاهرين، ولاحظت ان حزب التحرير الذي تدور ومازالت حوله الشبهات قد قام بحركة اعلامية مخابراتية ذكية هي قيام ما يقارب العشرة من اتباعه بنشر اللافتات الحاملة لاسمه حول منصة الحديث بحيث تصبح مئات الآلاف القادمة خلف تلك اللوحات وكأنهم من اتباع ذلك الحزب المخرب.

>>>

جماعة داعش التي تدور الشكوك خلفها وانها صنيعة مخابراتية ذكية تقوم بشيء مماثل حيث تضع أعلامها بسرعة على كل حدث يقع في الشام أو العراق كي تعطي نفسها بطريقة الخداع الاعلامي قوة لا تملكها، وفي هذا السياق لا يمكن لأي مراقب الا ان يتساءل وجميع جرائمها المروعة ترتكب تحت راية تحمل اسم الجلالة ورسوله، هل أوصى رب العباد ورسول الرحمة بالقيام بمثل تلك الفظائع والقتل بدم بارد أم أوصيا بالاستتابة والعفو عند المقدرة، واذهبوا فأنتم الطلقاء؟! أليس في تلك الجرائم البشعة ضرر بسمعة الاسلام وضرر مماثل بمن يدعون تمثيله والدفاع عنه، ونعني أهل السنة ممن تحرض تلك الأفعال اعداءهم الاقوى منهم بحكم انهم من تسخر لهم موارد الدولة في سورية والعراق على نحرهم وقتلهم والتنكيل بهم كمعاملة بالمثل حتى ينتهي الأمر باستحالة التعايش بين مكونات المجتمع فينتهي الأمر بانشطار البلدين وهذا هو الهدف الاسمى الذي ما خلقت ارحام المخابرات «داعش» إلا لأجله.

>>>

واذا كانت داعش تؤمن بحق بصحة ما ترتكبه من جرائم كبرى كحال جريمتها الاخيرة في طلاب الكلية الجوية بالموصل وان هذا يأتي متوائما مع احكام الدين الاسلامي، فلماذا يكون الفاعلون ملثمين دائما لا يعرف احد هويتهم؟ وهل أتى في الأثر ان هذا ما كان يقوم به الرسول وصحابته من إخفاء لهوياتهم؟!

في المقابل، ان كانوا يعلمون أن تلك الافعال النكراء خارجة عن تشريعات السماء والقوانين الارضية فلماذا يصورونها اذن ويبثونها لاثارة الاحقاد والانتقامات المضادة؟!

>>>

آخر محطة: 1- ان رد الفعل السريع على جرائم داعش المصورة والمعلنة عبر القيام بمذابح جماعية بالاتجاه المعاكس يخدم تماما أهداف ذلك التجمع المخابراتي المشبوه ويجعل قادته ومن يقف خلفهم يصفقون فرحا لما يحدث ولنجاح مخططهم الهادف لسفك دماء المسلمين من الطرفين انهارا وتقسيم بلدانهم بالتبعية واضاعة ثرواتهم فيما لا ينفع.

2- لذا، فالشكر المستحق للقيادات العراقية الشعبية الحكيمة التي لم تنجر خلف ذلك المخطط التدميري بل ضبطت النفس واكتفت بالالتزام بالآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) والواجب الآن على قيادات الغرب والشمال الحقيقية ان تحارب وتلفظ «داعش» كما لفظت وطردت في السابق تنظيمي القاعدة والزرقاوي المشبوهين، حيث ان تلك الحركات لا ترفع راياتها في بلد إلا وحل الخراب والدمار بأهله وسفكت دماؤهم.

samialnesf1@hotmail.com

@salnesf

“الأنباء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.