عربي و دولي

العراق يطلب دعما أمريكيا للقضاء على “داعش”

طالب العراق الولايات المتحدة الأمريكية بشن ضربات جوية على المتمردين السنة التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، في الوقت الذي اقترب فيه مقاتلو التنظيم من بسط سيطرتهم الكاملة على مصفاة نفط بيجي، أكبر مصفاة نفط في العراق، ذلك وبالإضافة إلى استمرارهم في صد هجمات القوات العراقية الحكومية التي تستهدف استعادة مدينة تلعفر.

في الوقت الذي تدخل فيه الحرب، التي من المتوقع أن تعيد رسم حدود المنطقة، أسبوعها الثاني، ظهر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على قناة العربية للإعلان عن مناشدة عاجلة، حيث قال “إننا نطالب الولايات المتحدة بشن ضربات جوية على المسلحين”.

وكان قد أشار شهود عيان في مصفاة نفط بيجي، التي تقع بين مدينتي الموصل وتكريت، اللتين قد سيطر عليهما تنظيم داعش الأسبوع الماضي، إن المتمردين السنة اقتحموا محيط موقع المصفاة وكانوا في مرأى من المباني الإدارية الخاصة به.

ووفقا لقحطان الأنباكي، خبير في قطاع النفط، “توفر مصفاة بيجي 30% من الموارد النفطية التي ينتجها العراق، التي يوجه معظمها لمدينة الموصل وشمال العراق، مشيرا أن تلك المنطقة تعاني بالفعل، حيث ارتفع سعر النفط ثلاثة أضعاف في مدينة الموصل الأسبوع الماضي.

التهديد الخطير الذي تواجهه مصفاة بيجي، يؤكد إلى أي مدى من الصعب على الحكومة العراقية استعادة المساحات الشاسعة في شمال ووسط البلاد، التي استولى عليها تنظيم داعش الأسبوع الماضي.. حتى وبالرغم من صغر عدد مقاتلي التنظيم، إلا أنه استطاع تعزيز سيطرته على عدة مناطق، مستخدما معدات وأسلحة مسروقة من قواعد عسكرية خلفتها القوات العراقية الهاربة.

يذكر أن مجال نفوذ تنظيم داعش يمتد إلى سوريا، إذ يسيطر على حقول النفط شرق البلاد، ويستخدم إيرادات بيعه في تمويل التنظيم متسارع النمو.

ويأتي تقدم قوات داعش بالرغم من المقاومة الضارية من قبل القوات العراقية المتمركزة عند المصفاة.. وأفادت تقارير أنه تم إرسال متعهدي أمن أجانب لمصفاة بيجي النفطية لحماية أحد أهم الأصول النفطية الإستراتيجية في العراق. كما تم إخلاء العاملين في المصفاة ونقلهم إلى العاصمة بغداد.

تعد سيطرة تنظيم داعش على مصفاة بيجي بمثابة ضربة قوية للقوات العراقية التي مازالت تعاني من استسلام نحو 50 ألف من قواتها الأسبوع الماضي، التي تم استبدالها بميليشيات تنتمي للطائفة الشيعية التي تمثل أغلبية في العراق.

وفي واشنطن، أكد الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أثناء انعقاد جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن الولايات المتحدة قد تلقت طلبا من الحكومة العراقية بشن ضربات جوية على عناصر تنتمي لتنظيم داعش.

ويشار أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مازال يدرس الخيارات العسكرية، كما أن مسؤولين أمريكيين قد أشاروا منذ أيام أن قرار التدخل العسكري لحل الأزمة العراقية ليس وشيكا، ولكن من الصعب أن يخذل أوباما مناشدة رسمية من الحليفة الأمريكية المحاصرة، بالرغم من كون تلك المناشدة مخيبة للآمال.

ومع ذلك، قال ديمبسي للأعضاء في مجلس الشيوخ إن الحالة المائعة لساحات المعارك العراقية جعلت الولايات المتحدة تمتلك معلومات استخباراتية غير كاملة، وهو عنصر يجعل من شن ضربات جوية أمرا أكثر صعوبة، مشيرا أن “الأمر ليس سهلا مثل النظر إلى مقطع فيديو لقافلة على هاتف آي فون ذكي ثم بعد ذلك شن ضربة عليها”.

ووفقا لوكالة رويترز، قال مسؤولون أمريكيون إن الطلب العراقي تضمن شن هجمات بطائرات بدون طيار وزيادة عمليات المراقبة من قبل الطائرات بدون طيار الأمريكية، التي بدأت في الطيران فوق سماء العراق منذ فترة، وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها عززت جهود المراقبة وجمع المعلومات والاستطلاع تلبية للطلب الذي قدمته بغداد.

وكان قد تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باستعادة مدينة تلعفر، ويبدو أن القتال الدائر بين طرفي النزاع في العراق يرجح كفة القوات العراقية.. ومع ذلك، مازالت هناك مخاوف أن المعركة لن تحسم بدون تدخل دولي لحل الأزمة.

ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ظهرت مناشدات من قطبي السياسة في الولايات المتحدة، التي تطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالتنحي، حيث قال المرشح الرئاسي الجمهوري السابق جون ماكين إن الولايات المتحدة ينبغي أن ترسل مبعوثين إلى بغداد “للتشاور مع المالكي ومطالبته بالتنحي وتشكيل حكومة ائتلافية”، موضحا أن استقالة المالكي يجب ألا تكون مشروطة بالتدخل الأمريكي العسكري لحل الأزمة في العراق.

ومع ذلك، رفض مكتب رئيس الوزراء العراقي مناشدات خارجية تطالب باستقالته.. وأشار المتحدث باسم مكتب نوري المالكي أن رئيس الوزراء تلقى أكبر حصة من الأصوات في الانتخابات التي عقدت العام الحالي، موضحا أن الشعب والسياسيين العراقيين هم من يختارون رئيس وزرائهم.

وصرح أيضا لبرنامج “اليوم Today” على قناة راديو 4 الإذاعية التابعة لشبكة بي بي سي البريطانية أن الغرب يجب أن يدعم العملية العسكرية التي تتبناها الحكومة العراقية ضد عناصر تنظيم داعش بدلا من المطالبة بتغيير الحكومة.

وأكد أن “شن هجمات جوية” تعد فعالة للغاية ضد عناصر داعش، مطالبا شنها “في أقرب وقت ممكن”، حيث إن كل يوم يحدث فارقا.

ومن جهة أخرى، أشارت إسرائيل أنها تشعر بالقلق نتيجة لاكتساب إيران نفوذا في العراق بصورة أكبر من ازدياد نفوذ تنظيم داعش.

وصرح يوفال شتاينتز، وزير العلاقات الدولية الإسرائيلي، لنفس البرنامج أن الحكومة الإسرائيلية تشعر بالارتباك نتيجة لكل التطورات والمستوى العام للاضطرابات التي تشهدها المنطقة.

وأردف أن “تنظيم داعش يمثل تهديدا حقيقيا للشعب العراقي وللمنطقة، كما أن إيران وحزب الله يمثلان تهديدا أكبر لمنطقتنا وللعالم الغربي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.