إلى القلاب من غير تحية …
إلى القلاب من غير تحية …
” هناك مثل يقول الثياب المستعارة لا تدفئ ، وينطبق هذا المثل على الكويت الشقيقة فهي لم تكتفِ بمعاهدات الدفاع المشترك التي وقعتها مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بل وتسعى أيضا لتوقيع معاهدات مماثلة مع روسيا والصين وربما بعد ذلك مع إيطاليا و ألمانيا وفولتا العليا وفولتا الدنيا وجيبوتي وغينيا و بيساو ”
جزء من مقال كُتب في 14 نوفمبر 1992 م للمدعو ( القلاب ) وهو مقال بعد الغزو العراقي البعثي للكويت مباشرة وفيه استهزاء للاتفاقيات الأمنية التي وقعتها الكويت لحمايتها من تهديدات صدام المتكررة ! بل ويريد من الكويت أن تبتعد عن ثياب الغرب في حمايتها وأن تتفاهم مع جيرانها لحل النزاعات ..! كيف للكويت أن تتفاهم مع مجرم كصدام احتل أراضيها ؟ القلاب في مقاله الذي أشرنا له واضح أنه يعكس نفسه الحاقد على الكويت وهذا جزء بسيط من بحر حروفه ..
أعود للمهم … كيف لشخصية مثل ( القلاب ) الذي كانت أحرف مقالاته فيها استهزاء للكويت يكون لها عمود في جريدة كويتية ..؟ من هذا المنطلق الرسالة توجه له من غير تحية :
لا أُحِب أن أخوض صراعات فيها فتن طائفية لكن .. مقاله حول ( عمائم الشيطان ) لم يكن انتقاد أو رأي فحسب بل ( تضليل وتدليس ) ولو كان انتقاد لكان حُر فيما يقول لذلك وُجِب الرد عليه لأنه وصف فتوى السيد السيستاني ( كرشق الزيت وصبَّه على نار مشتعلة ) عندما أمر – السيستاني – بالجهاد الكفائي ضد الإرهاب الداعشي الذي بات يهدد أمن العراق والعتبات المقدسة بأنها فتوى تحريضية وطائفية !! وهنا أول تضليل لهذا ( القلاب ) فكيف فسر أنها تحريضية وطائفية ..؟ إما أنه من أنصار داعش أو عاد ليمارس لحظات ما بعد الغزو العراقي للكويت ، وثانيا عندما تم تفجير المرقدين العسكريين 2006م أمر السيستاني بعدم التعرض لأبناء الطائفة السنية وأيضا وفي بيان آخر له عام 2007م قال ” لابد للشيعة أن يدافعوا عن الحقوق الاجتماعية والسياسية للسنة قبل أبناء السنة أنفسهم .. ، بل وأشار بأنه خادم للعراقيين جميعا – لاحظ جميعا – .. وأيضا قال المقابر الجماعية طالت السنة كما طالت الشيعة وأنا مع الجميع حين يطالبون بحقوقهم ”
هذا جزء من بيان مكتب السيد علي السيستاني فكيف لشخص مثل ( القلاب ) يتهم المرجع بأن فتواه طائفية ..؟ بل الغريب والمضحك في مقال عمائم الشيطان لم نجد من ( القلاب ) أي هجوم على داعش الدموية ! وهذا يؤكد لنا ما في نفسه كما كان يؤكد مواقفه من عراق صدام ..
أنا لست هنا للدفاع إلا عن الحق .. سلبيات حكومة المالكي ليس لها دعوى بفتوى السيستاني والدليل بأن المرجع صرح وقال ( يجب على كل القادة السياسيين – لاحظ قال كُل – التحاور بغية تأليف حكومة تتدارك الأخطاء السابقة وتحظى بقبول وطني – أكرر وطني – في ظل تدهور الأوضاع الأمنية للبلاد ودعا إلى مواجهة داعش واصفا إياه بالبلاء العظيم ) .. هنا واضح تماما بأن ما تحت هذه العِمامة عقل راجح وليس كما ادعى القلاب في مقاله الضال الذي عكس لنا حقيقة الشيطان الخفي ..
أعود لفتوى السيد السيستاني الذي وصفها ( القلاب بأنها طائفية ) هي فتوى لم تحدد المذهب بل هي فتوى للعراق أجمع تحت مظلة القانون من خلال التطوع بالجيش وليس تشكيل ميليشيات عسكرية خارجة عن القانون .
وفي الختام السؤال يوجه للقلاب : هل تعتقد بأن المرجع الكبير ينتظر دمار وطنه ليعلن الجهاد الكفائي بطريقة نظامية على الجماعة الدموية الداعشية ؟ وأيضا سؤال آخر : دائما نراك تحذر من المد الإيراني ولم نراك تحذر من داعش الدموية لماذا ..؟؟
الخلاصة توجز بعبارة :
الطائفية سلاح غير مكلف ماديًّا ولكن تدميرها المادي والمعنوي على الشعوب أشد فتكا من الأسلحة المصنعة لذلك الحذر من هذه الفتن فرجاحة العقل هي الدرع ضد هذا السلاح الفتاك .
عبد الله ناصر بهمن