عربي و دولي

أوباما يطالب العراق بإيجاد حل سياسي للأزمة

في الوقت الذي استولى فيه مسلحون ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش)، على مدينتي القائم ورواة، اللتين يعد موقعهما إستراتيجيا في غرب البلاد، أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن زعماء العراق يتعين عليهم إيجاد حل سياسي شامل للأزمة، وكرر ذكر اعتقاد يتبناه يفيد أن الحل العسكري سيكون عقيما وغير ذي جدوى بدون التوصل إلى إجماع بشأن حل سياسي يرتقي فوق الدوافع الطائفية.

وقال الرئيس الأمريكي إنه بدون إجماع سياسي، “لن تستطيع أي قوة أمريكية أن تحافظ على وحدة وتماسك العراق”.

وكان قد نظم آلاف المسلحين، الذين ينتمون للشيعة، مسيرات في مدن عراقية عدة، بينما شن مسلحو تنظيم داعش هجوما جديدا في محافظة الأنبار، مسددين ضربة لحكومة نوري المالكي باستيلائهم على مدينتي القائم ورواة، اللتين تقعان بالقرب من الحدود السورية.

تشكيل حكومة عراقية جديدة

وكان قد سافر أمس (الأحد)، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة، في الوقت الذي صعدت فيه الحكومة الأمريكية من محاولاتها لتشجيع قادة العراق على إيجاد حل سياسي للأزمة، الذي قد يشمل تشكيل حكومة جديدة، ومن المحتمل ألا يكون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على رأسها.

وصرح أوباما لقناة سي إن إن CNN الأمريكية، في حوار بث منه مقتطفات، قائلا “إننا قد أعطينا العراق فرصة لتأسيس دولة ديمقراطية شاملة، والتعاون مع كافة الخطوط الطائفية من أجل توفير مستقبل أفضل لأطفالهم، ولكن للأسف ما شهدناه كان انعداما في الثقة”.

وأردف أنه “لا يوجد شك أنه كان هناك شك لبعض الوقت بين السنة لعدم قدرتهم في المشاركة بالعملية السياسية من أجل التعامل مع مشكلاتهم، ويعد ذلك بصورة جزئية، السبب وراء اختفاء وتراجع عدد ضخم من القوات الأمنية العراقية جيدة التسليح، عندما بدأ تنظيم داعش في شن هجمات في المناطق الغربية من العراق”.

وأشار الرئيس الأمريكي أيضا أن جزءا من المهمة التي يتعين تنفيذها الآن هو معرفة ما إذا كان زعماء العراق مستعدين للارتقاء فوق الدوافع الطائفية والاتحاد وتقديم تنازلات، موضحا أنه إذا لم يستطيعوا فعل ذلك، فإنه لن يكون هناك حل عسكري لتلك المشكلة، حيث لا يوجد أي قدر من القوة الأمريكية الذي يمتلك القدرة على توحيد البلاد.. وأضاف أنه أوضح للمالكي وجميع القيادات الأخرى داخل العراق أنه لم يعد هناك كثير من الوقت.

مطالب عراقية بشن ضربات امريكية

وكان قد أعلن أوباما مؤخرا أن نحو 300 “مستشار” عسكري تابعين لقوات العمليات الخاصة الأمريكية سيتم إرسالهم للعراق ليساعد الجيش العراقي في مواجهة تقدم مقاتلي داعش.. وحتى الوقت الراهن قاوم الرئيس الأمريكي مطالب من قبل بغداد لشن ضربات جوية أمريكية فورية للقضاء على التنظيم.

وفي الوقت الحالي، تكافح الحكومة العراقية لصد هجمات مقاتلي ومتطرفي تنظيم داعش، الذين استولوا على أجزاء كبيرة من شمال العراق، بما في ذلك مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

ونظم آلاف من الموالين لرجل الدين الشيعي مقتضى الصدر، المدججين بالسلاح، مسيرات في مدن مثل بغداد والعمارة والبصرة..

يذكر أن الصدر كان قد قاد جماعة مسلحة قاتلت القوات الأمريكية، ويزعم أنه دبر عمليات قتل جماعية للمدنيين السنة أثناء القتال الطائفي الذي بلغ ذروته في عامي 2006 و2007.

وصرح مسؤولون في الشرطة والجيش العراقي لوكالة الأسوشيتيد بريس أن تنظيم داعش والمسلحين المتحالفين معه سيطروا على مدينة القائم ومعبر حدودها بعد قتلهم 30 فردا من القوات العراقية، وهو ما ساعد في عبور الأفراد بحرية بين سوريا والعراق في الوقت الحالي، حيث تسمح السيطرة على المعابر للمسلحين بنقل الأسلحة والمعدات لساحات معارك مختلفة بصورة أكثر سهولة.

اسلحة خيالية

وفي حوار أجراه مع شبكة سي بي إس CBS الأمريكية، أنكر أوباما أن فراغ السلطة، الذي تعاني منه سوريا وساعد في تحفيز نمو وازدياد نفوذ تنظيم داعش، كان نتيجة لعدم دعم الولايات المتحدة للثوار ليخوضوا قتالا ضد الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي.

وقال الرئيس الأمريكي إنه “عندما تجعل مزارعين وأطباء أسنان ومواطنين لم يقاتلوا من قبل يشاركون في القتال ضد قوات الأسد الشرسة، فإن فكرة إنهم في مكانة ووضع يمكنهم من إسقاط ليس الأسد فقط ولكن جهاديين أيضا مدربين بشكل جيد، إذا أرسلت إليهم بعض الأسلحة، تعد خيالية”.

ومن جانبه، قال المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني عبر أحد ممثليه، إنه يتعين على المالكي أن يتواصل مع الأقلية الكردية والسنية، مطالبا إياه بإجراء حوار بين التحالفات السياسية التي فازت بمقاعد في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أبريل الماضي، وهو ما يؤدي لتشكيل “حكومة فعالة تتمتع بدعم وطني واسع النطاق”، فضلا عن مطالبته “بتجنب أخطاء الماضي”.

وكانت، قد أشارت وكالة اللاجئين التابعة للأم المتحدة أن أكثر من مليون عراقي قد تم طردهم من منازلهم هذا العام، نتيجة للصراع، وهو ما قد يتسبب في ظهور أزمة إنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.