شنو دخّل الوافد؟!
النائب الفاضل كامل العوضي وجه سؤالاً إلى وزير الداخلية في إطار اهتمامه بمشكلة المرور والأزمة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، والازدحام الذي طال معظم شوارع الكويت، حيث تكدست السيارات والمركبات على الطرقات، واكتظت الشوارع بها، مما أدى إلى هدر الوقت وبطء الحركة.
وكنت أتمنى أن أقرأ سؤالاً يتضمن الرد عليه معلومات تضع يدنا على سبب الخلل والأزمة المرورية، إلا أن سؤال النائب الفاضل كان يركز على عدد مالكي السيارات من الوافدين، متسائلاً عن عدد الوافدين الذين يملكون سيارتين أو ثلاثاً، من عرب وأجانب وبدون وخليجيين.
إذا كانت الإجابة عن هذا السؤال هي التي ستفتح باب حل مشكلة المرور والازدحام، فأنا سأصفق للنائب الفاضل العوضي، ولكن وليسمح لي النائب الفاضل فأنا لا أرى في هذه الجزئية أي علاقة أو صلة.
فمن يملك سيارة أو ثلاثاً أو حتى خمساً، كويتياً أو وافداً، لن يستخدمها كلها في الوقت نفسه، والمشكلة في امتلاك عدد من السيارات تتعلّق بالمالك الذي يجد نفسه قادراً على امتلاك ما يرغب من السيارات، إضافة إلى التسهيلات التي تمنحها شركات السيارات لشرائها، وأيضاً نظام الأقساط.
من يريد أن يهتم بقضية المرور ولديه الجدية الحقيقية في ذلك، فعليه أن يطرح أسئلة أعمق بكثير من هذا السؤال، حتى يضع تصوره للحلول الصحيحة والمنطقية.
الحلول، أيها النائب الفاضل، أعمق بكثير من السؤال الذي تفضلت وطرحته، مشكلة المرور تتركز في أن شوارع الستينات والسبعينات لم تعد تستوعب حجم السيارات التي زادت بزيادة عدد السكان وحاجتهم من السيارات.
إضافة إلى تمركز كل الخدمات العامة أو معظمها والوزارات في العاصمة ومحيطها، الأمر الذي يحتم التفكير بتوزيع الكثافة السكانية خارج محيط العاصمة عن طريق بناء مدن خارجية مزودة بكل الخدمات التي تغني عن الدخول للعاصمة، مما سيخفف بالتأكيد من مشكلة الازدحام.
وقبل السؤال عن عدد الوافدين وما يمتلكونه من سيارات، فلنتجول في مناطق الكويتيين ونحسب عدد السيارات التي احتلت الأرصفة واكتظت بها الشوارع، ونقارن عدد السيارات أمام كل بيت بعدد ساكنيه، لتجد العجب العجاب.
حل مشكلة المرور والازدحام، أيها النائب الفاضل، تتعلّق بمستخدم الشارع والطريق والتزامه بالقوانين بغض النظر عن جنسيته ما إذا كان كويتياً أو وافداً، حتى مشكلة المرور علقناها على الوافدين.. لا حول ولا قوة إلا بالله.
تحياتي
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.cim
“القبس”